تجمع الجامعات الأهلية الجديدة، بين التّخصصات الحديثة المطلوبة فى سوق العمل عالميًا ومحليًا وأعلى هيكلة تكنولوجية تفوق الجامعات الدولية، وبمصروفات أقل من الجامعات الخاصة، وقبول يعتمد على اختبارات القدرات، للحاصلين على الثانوية العامة. جامعة الجلالة كانت المقصد، لم يأخذ الطريق من ميدان التحرير فى قلب القاهرة، إلى مدينة الجلالة الجديدة، أكثر من ساعتين إلا الربع، فى زيارة نظَّمتها وزارتا الهجرة وشئون المصريين بالخارج مع التعليم العالى، بحضور الوزيرة نبيلة مكرم، والوزير خالد عبدالغفار وقيادات الهيئة الهندسية للقوات المسلحة القائمة على المشروع، لأبناء مصر الدارسين بالخارج إلى جامعة الجلالة. بدأت الزيارة بالمؤتمر المقام داخل إحدى قاعات الجامعة داخل مبنى مجهز على أعلى المستويات، استهلت الحديث السفيرة نبيلة مكرم، للشباب وعرفتهم بالتطبيق المطروح حديثًا «ادرس فى مصر» للتشجيع على جذب الدارسين إلى الجامعات الجديدة. وشرح د.خالد عبدالغفار، الإنجاز الذى تحقَّق فى المدينة الواقعة على ارتفاع 700 متر فوق سطح البحر لتشجع على فك ازدحام السكان فى وادى النيل، وأضاف: جامعة الجلالة جزء مهم من العمران الجديد، مؤسسة بأحدث الأساليب وتهتم فى المقام الأول بتزويد الطلاب بالخبرات العملية وتلبية احتياجات سوق العمل، كما تولى أهمية كبرى لمجالات مثل ريادة الأعمال وحقوق الإنسان واللغة العربية، وهى تمثل مكانًا تعليميًا وترفيهيًا. وأكد عبدالغفار على أن مصر والجامعة تفتح أبوابها أمام الطلاب المصريين بالخارج وستوفر فرصًا للتعيين أمام المتفوقين منهم. د. أشرف حيدر غالب رئيس جامعة الجلالة تولى مهمة تعريف الوفد بأُسس الجامعة وأهدافها المستقبلية وأقسامها الحديثة، وأكد على أنهم يهتمون بالبحث العلمى منذ اليوم الأول لدخول الطالب الجامعة فى ال17 من أكتوبر المقبل. وأشاد بالإنجاز الذى حقَّقته الهيئة الهندسية خلال عامين ونصف العام. فاطمة محمود المتخرجة فى كلية الهندسة بباريس، إحدى الطالبات المتحمسات للزيارة ويلحظ الجميع تصفيقها الحار عند كل تصريح للتعريف بما أُنجز على أرض مصر «أردت أن أكون جزءًا من التطورات التى تحدث بمصر لأشجع بلدى، ونقدر كل العمل المثمر الذى تم، المجالات التى تضمها الجامعة مهمة للغاية. كان لدىَّ ملحوظة بأهمية توفير فرص العمل لتلك المجالات أولًا حرصًا على مصلحة الخريجين، أعتقد أن الدولة بحاجة لشركات تتيح تلك المجالات الجديدة». أجاب د. أشرف غالب رئيس الجامعة، أن المشكلة هى فى الوعى وعدم معرفة الناس بما يتاح فى مصر، فلدينا فرص العمل المتاحة أمام الخريجين خاصة من الأقسام المستحدثة بعكس ما يعتقده البعض، لكن بطبيعة الحال تحتاج إلى اجتهاد الطالب. وتابعت وزيرة الهجرة الإجابة على فاطمة بأن الإنسان يجب أن يبدأ أولًا ثم يعلو فى المراتب وفق اجتهاده وهو ما يقوم به الباحثون عن فرص عمل بالخارج، فلن يتخرج الطالب ليجد منصب مدير عام متاحًا أمامه لكنه يعمل أولًا، ثم يبنى نفسه خطوة بخطوة. اقترحت مكرم تنظيم جولة للطلاب داخل الوزارات المختلفة ليتعرفوا على فرص العمل المتاحة أمامهم فى جميع المجالات التى درسوها.. فى سياق الإجابة عن السؤال أضاف اللواء محمود فكرى مساعد رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، أن فرص العمل موجودة بالفعل فى هذا المشروع الضخم وغيره من المشاريع المزمع إقامتها، بلغ إجمالى عدد العمال والمهندسين المشاركين بمشروع مدينة الجلالة وحده 50 ألفا على الأقل وفقا للإحصاء الذى أُجرى إثر انتخابات مجلس الشيوخ التى أقيم لها لجان بالمدينة. كل هؤلاء وغيرهم من العمالة التى تعمل فى المصانع التى صنعت مواد البناء وعمال النقل وغيرها من الخدمات التى تعمل وتزدهر بازدهار مثل هذه المشروعات. جامعة بتكنولوجيا تفوق الخارج إحدى المشاركات بالزيارة أميرة أحمد تدرس الدكتوراه فى جامعة جيلين الواقعة شمال شرق الصين قسم العلاقات الدولية، التحقت أميرة بالزيارة بعد أن شاهدت إعلانًا لوزارة الهجرة «شاهدت جامعة على مستوى عالمى أتمنى أن تواكبها كافة جامعات مصر، لأنى أؤمن بأن بناء الأمة يبدأ من بناء أبنائها من وجهين أولهما التربية السليمة ثم التعليم. أتمنى أن تظل مصر البداية لكل شىء كما أشارت الوزيرة لتعود مصر فى التعليم منارة للشرق الأوسط والعالم. المؤتمر الذى حضرته بجامعة الجلالة أجاب عن كافة الأسئلة التى يمكن طرحها، من الواضح النية فى التوجه نحو الاهتمام بالتعليم وتوفير فرص لنا فى مصر. أشعر أن مصر أصبحت تقدر المجتهدين والمتميزين فى كافة المجالات».. أشارت أميرة إلى ضرورة الاهتمام بالجانب الإعلامى والتسويق داخل مصر «أثناء دراستى بالصين رأيت قدرتهم على التسويق للسياحة والتعليم، واهتمام وزارة الهجرة بنا لنقوم بالتسويق لمصر فى البلاد التى ندرس بها خطوة إيجابية للغاية أتمنى أن تنال المزيد من الاهتمام. يجب أن نعرف العالم بما يتم إنشاؤه فى مصر، فهى لا تقتصر على الحضارة الفرعونية فقط، لكن التقدم والحداثة تحتاج للتسويق الذى تستحقه مصر وهو ما أحاول دائمًا تقديمه فى جامعتى بالصين حول مصر القديمة ومصر الحديثة».. عماد محمد، طالب بالجامعة الروسية «چوبكين» للنفط والغاز تلقى دعوة من وزارة الهجرة كأحد الدارسين بالخارج وبعد الزيارة التى شارك فيها للتعرف على مدينة الجلالة الجديدة والجامعة يقول «الجامعة صرح كبير جدًا على مساحة تكاد تكون غير مسبوقة فى العالم، وأبهرتنى التكنولوجيا التى شُيِّدت عليها بمستوى يضاهى بل ويتجاوز ما رأيناه فى الخارج، وفكرة إلحاق التخصصات الجديدة بالجامعة هو من أهم ما لفت نظرى. فهى إنجاز محترم». معادلة الشهادات وجّه عماد أسئلة لوزيرة الهجرة ووزير التعليم العالى ورئيس جامعة الجلالة حول معضلة تواجه الدارسين بالخارج فى جميع الجامعات بمصر، وهى عدم وجود باقى تخصصات البترول التى لا تقتصر فقط على الحفر والإنتاج والتكرير وغيرها، نحتاج تخصصات أخرى مثل ميكانيكا معدات الحفر.. أضاف عماد: «الطالب الذى يدرس تلك التخصصات النادرة يواجه مشكلة أثناء معادلة الشهادة لدى عودته لمصر وهو أمر قد يستغرق سنوات عديدة، أخبرت الوزيرة بمشكلة واجهت زميلًا تخرج 2006 وواجه مشكلة ليعادل شهادته. ووعد دكتور خالد بالعمل على حل المشكلة، ووعد رئيس جامعة الجلالة بإضافة مثل هذه التخصصات وكانت الاستجابة من المسئولين سريعة وإيجابية». جامعة فى حضن البحر والجبل جولة فى مدينة الجلالة العالمية مدينة تحتضن البحر والجبل، الجولة لم تقتصر على الجامعة فقط؛ بل امتدت للتعريف بالمدينة الجديدة المبنية فى هضبة الجلالة التى كانت منذ 4 سنوات فقط جبالًا رخامية، بدأ إعمارها بمد طريق الجلالة الذى مكنهم من اكتشاف كنوز فى الجبل من الرخام والجرانيت وأسسوا منطقة صناعية.. المدينة تضم منتجعًا سياحيًا على البحر أكوا بارك، ومارينا لليخوت يتسع 333 يختًا وعبارة وفندق ساحلى و624 محلًا ومطعمًا، وحيًا سكنيًا وسكنًا جامعيًا للطلاب، وتضم «كورنيش جبلى» على ارتفاع 700 متر وتلفريك بطول 4 كيلو مترات وارتفاع 655 مترًا.. مدينة متكاملة تضم كل الخدمات ومحطة تحلية لمياه البحر تضخ 150 ألف متر مكعب يوميًا. أشاد عماد بالمدينة وما رآه فى الزيارة «المدينة متكاملة مزودة بجميع الخدمات وليست بعيدة عن القاهرة وتمتاز بجو جميل وطرقات ممهدة حديثة، حتى المنتجعات والأماكن الترفيهية مزودة بتخطيط رائع ومنشآت مبهرة. شاهدنا الممشى الجبلى وركبنا التلفريك وكانت تجربة جميلة، رغم أنى ركبته من قبل فى روسيا لكن التجربة فى الجلالة أفضل». . أما أميرة فعبرت عن المدينة بكونها طفرة فى مصر «لاحظت أن المدينة مناسبة للمعيشة كما هى مناسبة لتغير الجو لغير المقيمين، وهى حديثة بشكل يضاهى البلاد التى زرتها فهى نقطة تحول فى مصر».. أضافت فاطمة «المؤتمر عرفنا الهدف من إنشاء المدينة، وبمدى الإنجاز الذى تم وحجمه، عندما نرى المكان بأعيننا مختلف تمامًا عن السماع وتأكدنا من مدى التعب الذى تكبدوه ليثمر هذا التطور المذهل. سعيدة جدًا بكونى جزءًا من الحدث وشاركت به، وأتمنى تسهيل وسائل المواصلات للمدينة. أقترح أن تعمل الدولة على إنشاء مثل هذه المشروعات لكن بهدف أن تناسب كل فئات الشعب حتى الفئات الفقيرة منهم».