شباب مصر، بأياديهم وطموحاتهم وخيالاتهم تتحقق المستحيلات، ورغم صعوبة الظروف وضيق ذات اليد يجدون من يدعمهم ويقف خلف مواهبهم حتى تخرج إلى النور. وفى ظل أزمة طاقة متوقعة يكمن الحل فى الطاقة المتجددة، عصر البترول شارف على الانتهاء كما انتهى قبله عصر الفحم وسيحل عصر طاقة الشمس والرياح والحرارة والماء وغيرها، طاقات نظيفة ومجانية لكن استغلالها يمثل تحديا قرر طلاب المجمع التكنولوجى بالأميرية خوضه فى مشاريع تخرجهم.
«مُجَمِد بالطاقة الشمسية» مشاريع التخرج كثيرة ربما تكون بالآلاف كل عام، تخرج منها العديد من الأفكار والاختراعات المفيدة، وهو ما صادفناه فى مشروع التخرج الذى شارك فيه المهندسون « محمد بكر، سعد محمد، مؤمنة عاطف، صفاء على، أحمد محمد، إسلام صالح، أحمد هشام، محمد طارق». مشروعهم يعتمد على الطاقة الشمسية لصنع مجمد صديق للبيئة وموفر، وهم أول من نفذ مثل هذا المشروع فى مصر كما أوضح المهندس محمد بكر قائلًا: «لم يكن هذا المشروع هو الأول لنا فى المجمع فقد قمنا بصنع نموذج ذراع هيدروليك آلى لنقل المواد، أمَّا مشروع التخرج هذا العام فهو مجمد بالطاقة الشمسية بدون استخدام بطاريات أو كهرباء». ويضيف: «جاءت فكرة المشروع بعد مناقشات بين أفراد المجموعة واستشارة الدكتور على عبدالعزيز المشرف على المشروع، التكلفة والفائدة التى ستعود من المشروع هى أبرز النقاط التى اعتمدت عليها الفكرة. وجدنا أن العالم يتجه نحو الطاقة الشمسية خصوصًا بعد اكتشاف ثقب الأوزون، وفى مجال التبريد بالذات تعمل الشركات الآن على استخدام غاز فريون صديق للبيئة أكثر من المستخدم حاليًا، إضافةً إلى أن الطاقة الكهربائية مولدة من الغاز أوالمازوت وكلاهما ملوث للبيئة ومكلف، وحتى تلك الطاقات المعرضة للنضوب لا تصل إلى جميع الأماكن». «مشاريع تنتظرالدعم» ويشير إلى أن مشاكل البيئة والطاقة كانت هى المعضلة التى وقفوا أمامها باحثين عن حل، وتكمن أهمية المشروع وفائدته فى أنه لا يحتاج إلى الكهرباء إطلاقًا ولا بطاريات الطاقة الشمسية، بل يستخدم حرارة الشمس المباشرة بل ويمكن استخدام أى حرارة، المشروع مكلف إلى حد ما على المدى القريب لكن بالنسبة للثلاجات العادية هو موفر على المدى البعيد ونظريًا لا يحتاج إلى صيانة لأنه نظام مغلق غير قابل للتسريب، وخضع لاختبارات الضغط.. ويعتمد المجمد على غاز الإيثانول الصديق للبيئة وهو غاز غير سام والفحم النشط غير القابل للاشتعال، الفحم المشبع بالإيثانول يوضع فى حاويات بمجمع شمسى معزول تعمل حرارة الشمس على تسخينه فيتبخر ويمشى فى الدائرة ليصل إلى مبخر معزول حراريًا وتتم عملية التبادل الحرارى وتجميد المحتويات، وفى النهاية يتبخر الغاز ثانية ويعود ليبدأ الدورة من جديد. «المجمد الذى نفذناه يعمل بسعة 10 لترات يجمع الحرارة نهارًا ويبرد ليلًا ولكن يمكن أن يطور ليعمل 24 ساعة ويعمل كتكييف أو مبرد للسيارات حتى إننا قدمنا أبحاثًا بإمكانية تحويله لمبرد محمول مثل ال ice box.ولنجاح مثل هذا المشروع كان لا بد من ورش وماكينات خاصة للعمل على المواد وهو ما وفره لنا المجمع بجانب إشراف د.على». يناشد الطلاب شركات الطاقة فى مصر ورجال الأعمال لدعم مثل هذه المشروعات خاصة فى ظل وجود كوادر مدربة تحتاج فقط الدعم المادى والإدارى من الدولة لتشجيع المستثمرين، والفائدة ستكون عظيمة وستجعل مصر رائدة فى مجال الطاقة». «سيارة بالطاقة الشمسية» عوادم السيارات مسئولة عن إنتاج 18 % من ثانى أكسيد الكربون بالعالم كما أنها سبب رئيسى للضباب الدخانى بالمدن وتعتمد بشكل أساسى على الوقود أو الغاز الطبيعى وكلاهما طاقات غير متجددة، فهى قضية محورية أخرى فى أجندة التلوث والطاقة ونالت اهتمام مهندسى المستقبل» ومنهم المهندس عبد الرحمن محسن الذى يعرض ل«صباح الخير» مشروع فريقه المكون من المهندسين «أحمد سعيد، شنودة عماد إسلام ياسر، شادى ممدوح، أحمد محمود» قائلا: «أثناء دراستى بالفرقة الثانية بالمجمع نفذنا مشروع المثقاب الرقمى وكان أول مشروع أشارك به، أما مشروع التخرج فهو سيارة ميكانيكية يتم شحنها بالطاقة الشمسية.. «اخترت هذه الفكرة وصممتها بحيث تكون تكلفتها أقل خاصةً وأن النموذج بجهود ذاتية، كما وجهنا العناية لتكون الخامات المستخدمة خفيفة ومستعدة لاستيعاب أحمال ثقيلة يمكن وصلها بمقطورة تجرها السيارة، ويتكون المشروع من لوحة طاقة شمسية مثبتة أعلى سقف السيارة يخزن الطاقة التى تمر عبر منظم شحن إلى بطاريات متصلة بموتور يحرك أربع عجلات، وهو قابل للتحديث ويمكن تحويلها إلى سيارة نقل».. يشير عبدالرحمن إلى أن السيارات الكهربائية هى بديل عن سيارات البنزين، فى العالم نحوها ولكننا قررنا استخدام الطاقة الشمسية. لأن الطاقة الشمسية تحتاج مصاريف أقل ودون أى عوادم فهى طاقة نظيفة 100 % وقد اشرف باحثى المركز القومى للبحوث على المشروع. وإذا استطاعت الدولة توفير دعم لنا لننفذ مثل هذا المشروع سنوفر الكثير من الأعباء على الاقتصاد المصرى والطاقة والبيئة، ستعرض مشاريعنا فى معرض تنظمه لأول مرة ونأمل أن تتحق على أرض الواقع».