قلت لصديقى الدكتور أرنست خليل- إخصائى علم النفس وعلاج الإدمان، بما لديه من اهتمامات علمية وقراءة جيدة للأحداث: هل تعلم أننى كنت أتوقع أن العالم سيتغير بعد 2020؟ ابتسم وقال: العالم فى حالة تغير دائم! فتشجعتُ وقلتُ: لعلك لاحظتَ كيف ازداد الحديث فى الفترة الأخيرة عن علامات نهاية العالم! فابتسم قائلا: الحديث عن نهاية العالم لا ينقطع أبدًا، فعلى مر التاريخ، مرت البشرية بأوقات كثيرة ظن الناس فيها أنها نهاية العالم، فكم من حروب وأوبئة وأزمات؟ ومع ذلك لم تكن نهاية العالم! مرض الطاعون -مثلا- أخذ ملايين من الناس، والإنفلونزا الإسبانية، والحروب العالمية، وكل هذه الأمور التى أبادت الملايين، ولم تكن النهاية! والمرجح أن الناس كانوا دائما ما يظنون أنها نهاية العالم! ولكنها لم تكن إلا بداية عالم جديد ومرحلة جديدة!
العالم الجديد
قلتُ: ربما يكون انتشار وسائل الإعلام بهذه الصورة فى زماننا.. هو وسيلة الله فى تحذيرنا برسائل نهاية العالم! فلم يحدث أبدا أن اتفق العالم على سلوك موحد مثلما حدث فى أزمة كورونا! مستطردة: كلمة موحد هذه تثير الجدل من الأصل، حيث يتوقع البعض أن يكون هذا الڤيروس من إنتاج قادة العالم الذين يريدون التحكم فى العالم! فبين الساعة والساعة يشهد العالم أخبار ضحايا الڤيروس، وظواهر الكون الغريبة، والقرارات العالمية المزعجة، وانهيارات الأنظمة والأسواق و..و.. والتكنولوڇيا المدمرة عبر ال 5G، فاندهش أرنست ضاحكا: ياه، ألا تسمعين سوى هذه الأخبار المزعجة فقط؟
انتبهتُ لحالة الإزعاج التى ربما أثيرها دونما أنتبه، وأجبتهُ: بالتأكيد هناك أخبار وقصص وابتكارات إيجابية بالعالم، حتى لولم تهتم وسائل الإعلام بتوجيه الأنظار إليها.. باعتبارها أخبار طيبة وخيّرة لا تشد انتباه الجمهور، خاصة فى ظل التحول للصحافة الإليكترونية المتوقع! من قال هذا؟ استنكر أرنست، مستطردا: أعتقد العكس تمامًا، فالناس فى وسط الهلع الذى نحياه صاروا متعطشين للأخبار الإيجابية التى تطمئنهم على استمرار الحياة وتحفز طاقة الأمل لديهم! وبخصوص الصحافة الورقية والرقمية، يستطرد: ستظل الصحافة المطبوعة هى ذاكرة التاريخ الإنساني، بينما يمكن لضغطة واحدة فقط فوق كلمة إلغاء Delete ولو بالخطأ على الكمبيوتر أن تنهى كل شىء،..عكس التدوين الورقى! وهذه قضية أخرى!
إذن.. مستطردا: قد أختلف معك على فكرة نهاية العالم، ولكنى أوافق على فكرة العالم الجديد الذى يتم تدبيره لنا، وقد تكون كورونا بداية الحرب العالمية الثالثة، وليس استخدام الميديا فى ترويع الناس منها إلا سلاحا يحاول البعض من خلاله فرض النظام العالمى الجديد، ولكن هذا لا يعنى أن الله هو الذى يريد هذا النظام! قلتُ: ولكنه قد يسمح به ويعتبره سببًا لتحقيق إرادته!
فأوضح: لندع رجال الدين يحدثوننا فى مسائل الإرادة الإلهية، ولكن ما يجب أن نفهمه هو خطورة تركيز الميديا على سلبيات الجائحة، رغم أن حالات الوفاة بسبب الحروب والمشاكل الصحية وبعض الأمراض الأخرى تفوق أعداد ضحايا الجائحة الحالية فى مختلف بلدان العالم! فالأخبار السلبية تخلق هلعًا كافيًا يتسبب فى إضعاف المناعة الجسدية والنفسية.. فيموت الإنسان من الخوف وليس من الڤيروس!
تخيلى أن ترسيخ فكرة الموت ينتظرك إذا خرجت من البيت، أو لو لم تغسل يديك.. كل هذا بالإضافة لغياب الثقافة الصحية، والطعام الصحي، والبيئة الصحية، مع إهمال الرياضة ونقص اللياقة البدينة، فى ظل التوتر الخارجى الدائم بسبب الأسعار والقرارات الحكومية والضرائب، ومشاكل الوظيفة، وغياب العلاقات الاجتماعية والإنسانية التى تتزايد... وكل هذه المظاهر التى تضعف مناعة الإنسان وتجعله فريسة لكورونا، وغيرها! تأملتُ رصده للمشاكل، وقلتُ: ما وصفته هو نهاية العالم فعلا!
فضحك قائلا: بالضبط، فنهاية العالم هى نهاية الحياة بالنسبة لكل إنسان بشكل شخصي، أما نهاية النظام الكونى ... فهذه قضية أخرى!
ڤيديو بيل جيتس والأحداث
تأملتُ كلماته قليلا، ثم قلتُ: قد تكون الحرب العالمية الثالثة بالفعل، رغم أننا لم نتوقعها هكذا! والكتب السماوية تخبرنا أن الحرب ستأتى من إيران وبعض الدول المحيطة بها! وكمن اكتشف خبرا، استطردتُ: لعلنا دخلنا هذه الحرب منذ زمن طويل، إذن! والله يعلم أين نحن منها! ما يعنى أن هذا الڤيروس قد يكون مخلقًا بالفعل لتحقيق أهداف بعض الأنظمة العالمية!
فأجابني: ولكن كورونا تثير الاتهامات بين أمريكاوالصين!
وبإصرار قلتُ: آسيا ستكون موجودة فى المشهد بشكل أو بآخر! ولا أخفيك أن البعض يربط بين هذه الدول وبين غضب الله من الكفر والإلحاد والشذوذ الذى جلب غضب الله مثلما حدث فى أيام لوط! وما كورونا إلا تحذير آخر من الله!
بصبر، قال: اتفقنا أن ندع كلام الدين لرجال الدين!
وافقتُ على مضض، مستطردة: وماذا عن الڤيديو الذى قيل أنه صدر منذ أيام يتهم بيل جيتس وبيل كلينتون وباراك أوباما وجورج سورس بتخليق الڤيروس بأحد معامل الصين؟ فى ظل مؤامرة كونية ربما تكون أقرب للماسونية بآلية النازية الجديدة التى تعد الأرض لظهور المسيح المنتظر، بخليقة جديدة قوية، وهكذا استهدف الڤيروس الضعفاء من أصحاب المناعة الضعيفة وكبار السن!
وسريعًا ما أجابنى أرنست: دعينى أخبرك أننى أتابع بيل جيتس منذ بضع سنوات، وشاركتُ عبر الفيسبوك بڤيديو قال فيه إن هناك وباء سيبيد الجنس البشري! ناهيكِ عن فيلم كونتيجيان Contagion الذى أنتج عام 2011 متنبئا بنفس الأحداث التى نعيشها! فليس مستبعدًا أن يكون كورونا جزءًا من المخطط بالفعل! حيث لا يمكن التخيل أن كل هذا صدفة! ازرعى نبتة
منزعجة قلتُ: هى مؤامرة إذن!
فأجاب: لا نستطيع وضع أيدينا بشكل حقيقى على الأمر، لأنه من المتوقع أن يكون حديث بيل جيتس فى إطار التوقع المقبول للتطور العلمى الذى يهتم به هو شخصيا ضمن أعماله الخيرية!
مستنكرة: أعماله الخيرية؟ استطرد أرنست: لا أحد يعرف الوجه الحقيقى لأبحاث بيل جيتس، وإن كانت هناك بعض الرسائل التى تم بثها من خلال بعض الأعمال الفنية مثل فيلم الماعز الأليف الذى أنتج عام 2012 وتضمن بعض الأحداث التى يسهل ربطها بالواقع مثل انهيار برجى كنيسة نوتردام بفرنسا، وتفجير مسجد نيوزلاند، والتنبؤ بإغراق الصين بمشكلة بيولوجية!
المشكلة أن المشهد لم يكن متوقعًا خروجه بهذه الصورة بعد انتشار الجائحة بالولايات المتحدة – يتسطرد أرنست موضحا: فكان أول رد فعل لبيل جيتس هو قيامه بتوجيه اللوم لترامب، لخروج الموضوع بهذا الشكل، وإنه كان عليه اتخاذ إجراءات أخرى! مع اعتقادى أنهم لا يهتمون بالشعب الأمريكى أو غيره! من هم؟ سألته، فقال قادة العالم الذين قد لا يشكلون 1,% منه، وربما لا يتعدون بضعة عائلات تتوارث المال والسلطة عبرالتاريخ!
فقلتُ: وربما حان وقت تنفيذ مخططاتهم مع انتشار وسائل الإعلام!
فاخبرني: هل سمعتَ عن آثار تكنولوجيا ال 5G المدمرة التى ستخترق خصوصية البيوت والإنسان؟ وتتسبب فى السرطان ودمار الكائنات الحية! ومعها ستتحول كل التعاملات إلى معاملات رقمية، حتى النقود.. سيتم إلغاؤها ويتحول التعامل بها من خلال الانترنت والشرائح الرقمية التى تشير إلى رقم 666؟
وهل تعلم أن البعض يفسر فترة الحظر العالمى بأنه كان فرصة العلماء لتثبيت تكنولوجيا ال 5G بالفضاء، لاستخدامها فى تحقيق خططهم؟ وهل قرأت الخبر الذى نقلته قناة عمان 1 عن وجود مظاهرات فى ميونخ - ألمانيا رفضا لتطعيم الناس بمصل ضد كورونا؟ لاكتشافهم مؤامرة الشريحة التى اكتشفوا أنها ستدس وتزرع باللقاح، للتحكم بأموال الناس، وأفكارهم، كما ذكر بعض العلماء الرافضين لها! رغم ما يتردد عن نجاح زراعتها بالفعل، وتسابق بعض الشباب الأووربى على اقتنائها؟ وهل تتابع أحداث مسلسل النهاية؟ وهل يمكن الربط بينه وبين قادة العالم وڤيروس كورونا؟وهل تتابع ما يقال عن الماسونية؟ ولماذا صار الحديث عن الماسونية مقبولا هكذا؟ وهل تتابع الأحداث التى تنبأت بها الكتب المقدسة من ربط نهاية العالم بانتشار الأوبئة والحروب والمجاعات؟ وبم تفسر محاولة فرض إرادة أثيوبيا على مصر والسودان فيما يخص سد النهضة.؟ أليس هذا استقواء منهم بقوى العالم التى تحرضهم على تجويع المصريين وجفاف النهر؟
كان أرنست صديقى الدكتور ينصت إليّ بهدوء، ثم قال: هل تسمعين نصيحتي؟ اذهبى اليوم -وليس غدا- وازرعى أية نبتة فى بيتك! ثم نتقابل لاست.