نواجه بأخطر أزمة نتأثر بها وأولادنا إلى حد سواء ودون تمييز بين المواطنين، فمع هذه الأزمة كلنا متساوون كأسنان المشط. وتؤكد هذه الأزمة أن مؤسساتنا الرسمية بالدولة هى - وحتى الآن حائط الصد الوحيد، مرتكزة على قاعدة علمية انضباطية لمواجهة هذا الفيروس، بدءاً من حصر انتشاره بالتوازى مع الإجراءات اللازمة والمطلوبة الأخرى لمنع العدوى وانتقال الفيروس من مصاب لآخرين، وتظل القاعدة الذهبية لقهر هذا ا لفيروس عدم المخالطة وتفعيل التباعد الاجتماعى بالتوازى مع عمليات الوقاية والأعمال الفنية اللازمة وضمان جاهزية القاعدة الصحية.. ويفوق تأثير هذا الخطر الداهم ومخاطره ما نواجه فى مصر من مشاكل اقتصادية واجتماعية وأمنية.. فهو يتعداها كلها لآفاق لا يمكن الإمساك بها.. ويصبح خارج السيطرة بسلوكنا هذا . وعلينا هنا فى وطننا أن نتوقع الأسوأ طالما لا نلتزم بما يجب اتخاذه من تدابير لحصر هذا الفيروس، فمهما تقوم به مؤسساتنا من جهود فهو ضائع إزاء واقعنا المكشوف، فهذا الفيروس إن كان له فائدة فهو الكاشف لتردى النسق الاجتماعى فى وطننا، وكشف تعايشنا مع الجهالة وفى ذات الوقت فضح مظهرية العمل الأهلى بجمعياته الدينية والمدنية وأحزابه.. إلخ فهى واقعة فى فخ من يسعى لإسقاط مصر.. ويغذى ذلك شكلية ومظهرية التديين التى تقوم بها بعض من مؤسساتنا، مستثمرة عادات فاطمية ليكون لها صوت ودور، فلا تحترم تعليمات الحكومة والتفت حولها استغلالا لطيبة شعب متدين بطبيعته من قبل التاريخ. فإذا تقرر إغلاق دور العبادة جميعاً، فلم لا تكون مكبرات الصوت هى الأعلى وتكون وسيلة تأكيد المظهر على حساب الجوهر.. ونشغل البسطاء والطيبين من أهالينا بأن تكون دعوة الصلاة بأذان يضاف له تأدية العبادة بالبقاء بالمنزل.. وكأن ذلك هو صلب للتحديث والتجديد والتنوير لمكافحة كورونا، يزداد على ذلك اختلاق حكاوى وقصص لإذاعة صلاة التراويح مباشرة من مسجد.. فتكتمل مظهرية الدعوة عن إمكانيات وسائل الإعلام المصرية العريقة لإذاعة هذه الشعائر يومياً ولنا إذاعة خاصة للقرآن الكريم وقناة ماسبيرو زمان، فنساعد بأيدينا – وقد يكون ذلك بحسب النية- الدفع بالأهالى بابتكار تجمعات فى مسجد وما يجاورها من زوايا، بل ندفع بهم لدخول مسجد عمرو بن العاص، حيث يصعب منعهم ليشاركوا المصلين الثلاث عبادتهم ويتم الترويج أن هذا جهاد لتأدية الفريضة فيصبح هذا المسجد بؤرة يوهان المصرية. والذاكرة تعى عدم إمكانية السيطرة على أعداد المصلين لهذا المسجد وغيره ومهما تكون قوى التنظيم والتأمين، فأحداث يناير 2011 شاهد ويكون اوجبًا على هؤلاء الدعاة وبإمكانياتهم المادية المتوافرة لهم أن يدعموا القاعدة الصحية العامة فى مصر ويقوموا بما يجب عليه من توعية وحث الناس على عدم الاختلاط والبقاء فى منازلهم وليس انتشارهم.. فنساعد بأيدينا اكتساح هذا الوباء للبلاد وتكون به الهدف السهل لكل من يسعى لإضعافنا وتفتيت منطقتنا فنزداد ضعفاً.. ويتوازى مع معول الهدم هذا طابور العمل الأهلى والذى وضح عجزه.. وينضم لهم أحزابنا غير القادرة على الحركة أو التحريك فيزداد عريها وانكشافها للمواطنين.. ولنبدأ والآن بتضافر جهودنا بالالتزام الحرفى بألا ينتشر معنا وبنا الوباء ولتنشط جمعياتنا وأحزابنا.. إلخ بتوفير الرعاية والإمكانيات لتساعد أهالينا وأطفالنا لاستثمار الزمان والمكان بالقيام بأعمال متناسبة وتنمية المهارات المعارفية المستقبلية .. فهو المجال الذى يجمعنا جميعاً لمستقبل واعد.