رغم قلة أعمال كاملة أبوذكرى، فإن كل أعمالها سواء فى السينما أوالتليفزيون كمُخرجة لها «ثقل فنى» صنع لها رصيدًا فنيًا مُشرفًا سيظل فى الذاكرة، من أجمل ماقدمته للسينما «ملك وكتابة» لمحمود حميدة وهند صبرى، «عن العشق والهوى» لأحمد السقا ومنى زكى «واحد صفر» ،«يوم للستات» لإلهام شاهين. ربما كان لأساتذتها الذين تتلمذت على أيديهم فى بلاتوهات السينما عندما كان عمرها 16 عاما، علاقة بكونها أحد أهم المخرجات حاليا، فيكفى هنا ذكر أسماء فى حجم عاطف الطيب ورضوان الكاشف ونادر جلال رحمة الله عليهم الذين عملت معهم فى بدايتها وتعلمت الكثير منهم ليكونوا هم كلمة السر فى شطارتها كمُخرجة ويثق فى موهبتها كل العاملين بالصناعة، خاصةً المُمثلين فهم يشعرون بالاطمئنان الفنى عندما يعملون تحت قيادتها كمُخرجة. يعلمون جيدًا أن ظهورهم فى الأعمال التى تحمل اسمها سيكون مُختلفًا وستخرجهم من الأدوار النمطية التى وضعهم فيها المخرجون من قبل. هى مُخرجة تحب المُمثلين الذين يعملون معها وشاطرة جدًا فى توجيههم أمام الكاميرا وجريئة فى كسر النمطية بشكل عام بخلاف تكنيكها المُميز فى الإخراج . وإذا تحدثنا عن أمثلة حية لأبرز المُمثلين الذين كان ظهورهم بمثابة اكتشاف جديد لهم بكاميرا كاملة أبوذكرى دون ترتيب سنجد أحمد داوود الذى ظهر لأول مرة بفيلم «ولد وبنت» للمخرج كريم العدل ولم يكن دوره بالفيلم أو بالأعمال التى شارك فيها فيما بعد يشى بإمكانية ترشيحه لدور بلطجى لكن كاملة أبو ذكرى فعلتها وأسندت له دور صابر بمسلسل «سجن النساء» ووقتها حقق المسلسل نجاحًا كبيرًا وكان رد فعل الجمهور تجاه دور أحمد داوود جيدًا جدًا ووقتها اعتبرنا مسلسل «سجن النساء» هو البداية الحقيقية له وأصبح المؤلفون والمخرجون يضعونه فى قوالب متنوعة تليق بموهبته...أيضًا شاهدنا بنفس المسلسل ماذا أخرجت كاملة أبو ذكري من أسماء لم يكونوا على نفس درجة التألق والوهج الفني مثلما كانوا تحت قيادتها كمُخرجة مثل «روبي» التى لعبت دور الشغالة رضا و«دُرة»التى لعبت دور القوادة دلال التى تتاجر بجسد الفتيات وإرسالهن لدول الخليج وكذلك نسرين أمين التى لم يكن أحد يعرفها من قبل لكنها لفتت الأنظار إليها بقوة فى دور زينات فتاة الليل التى انتزعت تعاطف المُتفرجين وحتى هذه اللحظة لم ينس أحد أدوارهم فى مسلسل «سجن النساء» ويعتبر الكثيرون أدوارهم به هى الأجمل فى مشوارهم الفنى. «نيللى وكاملة» لا أحد يستطيع التشكيك فى موهبة وحضور نيللى كريم التي ظهرت منذ بدايتها فى أعمال لم تكشف عن طاقتها الفنية الحقيقية إلا فيما ندر من الأعمال الجيدة التى تعد على أصابع اليد الواحدة منها «انت عُمري» و«إسكندرية نيويورك». إلى أن حدث اللقاء الفنى بين نيللى كريم كمُمثلة وكاملة أبو ذكرى كمخرجة فى فيلم «واحد صفر» ليحدث لقاؤهما نقلة فنية كبيرة لنيللى كريم وضعتها فى منطقة مُميزة تعدت من خلالها نجمات سبقنها لعالم النجومية ثُم تكرر لقاؤهما فنيًا بشكل أكبر عام 2013من خلال مسلسل «حكاية بنت اسمها ذات» المأخوذ عن رواية صنع الله إبراهيم وإنتاج جابى خورى ووقتها حقق المسلسل نجاحًا كبيرًاعند عرضه وبدأ المُنتجون يفكرون جديًا فى تدشين نيللى كريم كإحدى نجمات مسلسلات شهر رمضان وبالفعل فى العام التالى مباشرة بعين المُنتج المُحترف استطاع جمال العدل الجمع بين نيللى كريم وكاملة أبو ذكرى من خلال مسلسل «سجن النساء» المأخوذ عن رواية مسرحية للكاتبة فتحية العسال. ومن بدايات عرض الحلقات الأولى استحوذ العمل على إعجاب الجمهور ليصبح «سجن النساء» هو صاحب النسبة الأكبر فى المشاهدة بل وأصبحت هناك حالة من الجدل والنقاش بين الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي حول جمال شخصيات العمل وأيها استحوذت على تعاطف الجمهور بشكل أكبر. وبعد هذا النجاح المدوى قررت كاملة أبو ذكرى الانفصال الفنى قليلا عن نيللى كريم حتى لايُقال أنها مُخرجة لمُمثل واحد فقط مما يضر بمصلحة الطرفين الفنية. بينما استمر التعاون الفنى بين «العدل جروب ونيللى كريم» حتى وقتنا هذا من خلال مسلسلات تفاوتت نسبة نجاحها ولم تقترب من نجاحات «سجن النساء» و«ذات» وهى « تحت السيطرة» و«سقوط حر» و«لأعلى سعر» و«اختفاء» ومؤخرًا «100وش» المستحوذ على أعلى نسبة مشاهدة حاليًا. وخلال تلك الفترة، لم يشغل بال كاملة أبوذكرى التواجد بأى عمل فنى بقدر اهتمامها ماذا ستقدم ؟ ! لتضيء رصيدها الفنى بعمل مُميز يضيف لتاريخها وبالفعل يأتيها مسلسل «واحة الغروب» المقتبس من رواية للمؤلف بهاء طاهر وإنتاج جمال العدل أيضًا ليخرج بشكل مُشرف بكل عناصره ويمثل إضافة مهمة لكل المُمثلين بة خاصةً خالد النبوى ومنة شلبى التى وضعتها كاملة أبو ذكرى فى منطقة أداءتمثيلى مُختلفة عن أدوارها السابقة . «كاملة والكوميديا» لا ننكر أن فى موسم مسلسلات شهر رمضان هذا العام أعمال مُتميزة بمُمثلين من العيار الثقيل، ومن ضمن هذه الأعمال التى تصدرت نسب المشاهدة مسلسل « 100وش» لمجموعة مُمثلين لهم ثقلهم الفنى لكن لانستطيع فى النهاية تصنيفهم على أنهم نجوم كوميديا مثل آسر ياسين ونيللى كريم. وأن تفكر كاملة أبو ذكرى فى تقديم مسلسل كوميدى بمعنى الكلمة فهى تعلم جيدًا ماذا ستفعل وكيف؟ لذلك كان سيناريو أحمد وائل وعمرو الدالى القائم على كوميديا الموقف هو العنصر الرئيسى الذى اعتمدت عليه كاملة أبو ذكرى بجانب خيالها الإبداعى فى تنفيذ هذه المواقف بأولى تجاربها مع الأعمال الكوميدية خاصةً أن أعمالها الفنية التى قدمتها من قبل كانت بعيدة عن الكوميديا . بهدوء نزلت كاملة أبو ذكرى بمسلسلها «100وش» واستطاع تحقيق نسبة مشاهدة مرتفعة رغم عدم وجود دعاية للمسلسل تقريبًا. أول ما يجذبك للمسلسل توليفة الممثلين الذين لم نعتدهم فى أعمال كوميدية من قبل يقدمون مسلسلًا كوميديًا بخفة ظل، باستثناء نيللى كريم التى أعلنت عن موهبتها فى الأداء الكوميدى بفيلمى «سحر العيون» لعامر منيب رحمة الله عليه و «غبى منه فيه» لهانى رمزى فى بدايتها لتقتحم فيما بعد عالم الدراما الثقيلة فنيًا والتى كان أبرزها مع كاملة أبو ذكرى سواء بالسينما أو التليفزيون . « كاملة والبرفيسور» فى مسلسل «100وش» نحن أمام النصاب آسر ياسين «عُمر» والنصابة «سُكر» من طبقات اجتماعية مُختلفة يسرق أحدهما الآخر وينتهى الأمر بتعاونهما فى عمليات نصب مشتركة وبمجرد وصولك للحلقة التاسعة تقريبًا تجد نفسك أمام تشكيل عصابى خفيف الظل يجمع أفراده بين الطبقة المتوسطة مُتمثلاً فى آسر ياسين وعلا رشدي والطبقة تحت المتوسطة وتمثلها نيللى كريم ومعها دنيا ماهر « نجلاء» شغالة غزال بك، «إسلام إبراهيم «حمادة» جار «سكر» ، محمد عبد العظيم «سامح» موظف السجل الفاسد ، مصطفى درويش«فتحي» جار «سكر» الذى وفر لهم مكانًا أشبه بخرابة لوضع خطط عمليات النصب وزينب غريب «رضوي» جارة «سكر» وشريف دسوقى «سباعى» الكومبارس الذى انتحل صفة المحامى لتنفيذ عملية البنك . المؤكد أن أغلب أسماء التشكيل العصابى الذين يعملون تحت قيادة سكر «نيللى كريم» وعُمر «آسر ياسين» ليس لهم رصيد فى الأعمال الكوميدية رغم أن معظمهم له العديد من الأدوار لكن عين كاملة أبو ذكرى أكدت أنها تستطيع تدخلهم لشخصيات ظريفة تخيلتها لتظل أدوارهم عالقة بذهن الجمهور، لاأعتقد أن المُتفرج ها ينسى «نجلاء» و«حمادة» و«سباعي» و«رضوى». لانستطيع طبعًا إغفال دور السيناريو الذكى لكُل من أحمد وائل وعمرو الدالى فى رسم تفاصيل شخصيات العصابة لتحولها كاملة أبو ذكرى بخيالها الإبداعى لعمل كوميدى راقٍ يعتمد على كوميديا الموقف من خلال مُمثلين موهوبين . مما أحدث حالة حب بين «أفراد العصابة» وبين الجمهور الذى كان ينتظر نجاح النصابين فى السيطرة على أموال «غزال بك» بالبنك ليصفق لهم ، وهى نفس الحالة التى شعر بها المُتفرج عند مشاهدته المسلسل الإسبانى البروفيسيور la casa De papel مع الفارق الشاسع طبعا بين العملين بكافة العناصرخاصةً أن النسخة الإسبانى لاتندرج تحت عمل كوميدى إطلاقًا ولهم آلية مُختلفة تماما فى عمليات سطوهم على البنوك . حتى كتابة هذه السطور شاهدت العشر حلقات الأولى من المسلسل وأرشح مشاهدته لمن لم يتابعه لأننا لم نشاهد عملًا كوميديًا بخفة ظل «نصابين» كاملة أبو ذكرى منذ زمن ، التى تستحق التحية على تقديم مسلسل يقدم ضحكة من القلب وتثبت أستاذيتها فى تقديم اللون الكوميدي .