عشت سنوات طويلة أدعو إلى «العلم» و«التفكير العلمى» و«التفكير المنظم»، ولكن لا حياة لمن تنادى!! فأصابنى اليأس، وزاملنى التشاؤم، وصادقنى الإحباط، ورافقنى الحزن!! وأصبحت أعيش فى دائرة من الانكسار والهزيمة!! الانكسار والهزيمة لوطن للأسف لم يعد أحد ينتمى له! كل هذا كان قبل الثورة الحضارية فى 25 يناير!! لقد وصل الحال بنا فى أزمنة الجهل والشعوذة والخرافة أن نكره «العلم» كراهية شديدة وأن نشمت فى الذين يتقدمون بالعلم وندعو عليهم بالخراب والدمار، فمثلا من أعجب ما قرأت على الإنترنت قبل انطلاق مكوك الفضاء «ديسكفرى» من قاعدة كينيدى بفلوريدا، هذا الدعاء «اللهم كما أسقطت مكوك «شالنجر» و«كولومبيا» أسقط مكوكهم الفضائى «ديسكفرى».. آمين!! بذمتكم هل هذه عقول تحترم؟! إن الدول التى تفكر بهذا المنطق هل يمكن أن تتقدم؟! وهل معنى «العلم» عندنا أن ندعو الله أن يخسف بمن يؤمنون بالعلم، ويتقدمون به وبمنجزاتهم وحضارتهم الأرض؟! للأسف نحن مرضى «بكراهية العلم» والحقد على العلم، وإذا استمر ذلك يجرى فى شرايننا وعروقنا فسيكون مصيرنا إلى متحف التاريخ!! هؤلاء الذين يدعون بسقوط المكوك الفضائى «ديسكفرى» يذكروننى بالذين يؤمنون بالمرض الوهمى الخطير «مرض السحلية»!! فهم بشر امتهنت عقولهم فهى موجودة ولكنها لا تفكر ولا تريد أن تفكر، وأفكارهم ساذجة وسطحية لدرجة أنهم يصدقون بأن هناك من الناس من يقدرون أن يستخرجوا «السحالى» من بطون المرضى!! ولم يسأل أحد نفسه كيف تظل «السحلية» حية فى جسم المريض؟! وهل يوجد فى المراجع الطبية مرض باسم «مرض السحلية»؟! وما هى أعراضه؟! وغير ذلك من هذه الشعوذات!! وللأسف فإن هذه الخرافات تمتلئ بها الصحف وينشرها الإعلام على الناس، للتضليل والخداع والشعوذة بما يناسب فكر هذا الزمان!! إن أكثر ما أسعدنى فى هذه الثورة العظيمة أنها كانت «عملية جراحية خطيرة جداً» ونجحت وتم إجراؤها بدون مشرط، وبدون تخدير، وبدون سحلية!! ؟ لهذا أؤكد لكم للمرة المليون وإلا بلاش المليون دى لأنها أصبحت قديمة، نجعلها للمرة «المليار» هذا بمناسبة المليارات المنهوبة فى الخارج من أموال ودماء الشعب المصرى!! أؤكد لكم أننا الآن فى «مصر الأمل» أحوج ما نكون إلى «عقل جديد.. لمصر جديدة» بمعنى «كيف نغير طريقة تفكيرنا لنحمى مستقبلنا؟!» لأنه من المستحيل أن نعمل بعقلية العصور الجاهلية والوسطى، بحيث تصبح الجمال والبغال والحمير فى مواجهة اللاب توب!! خاصة ونحن أمام ثورة علمية هائلة فى القرن الواحد والعشرين!! وأخيرا.. لنكن واضحين ما لم نطور وعينا وتفكيرنا فسنحطم كل ما أبدعناه من حضارة وثورة، فإذا كانت هناك «عقول بشرية» عاجزة عن تفهم العالم الجديد والواقع الجديد، فهذا معناه أن هؤلاء البشر أصبحوا غير ملائمين لواقع عالمنا اليوم، فنحن فى «عصر جديد».. يحتاج إلى «عقل جديد»!!