ذات ليل كنت أحلم به. شاهدته ولا أدرى هل تحدثت معه.. أم لا.. شعرت بغبطة مفاجئة كأنى سألقاه فى الغد، سأسمع منه أنه جاء وأننى سأذهب إليه.. لحظة احتوانى هذا الشعور بالغبطة.. يا مليكى افتقدتك.. أتخيل نفسى جالسة أمامك.. أتحدث أحاديث ذكية تخرج من أفكارى لأن ما يعجبك فى المرأة الذكاء فأحاول أن أنال المزيد من إعجابك. أتخيل نفسى جالسة عند قدميك أمسحهما بيدى كما تفعل المرأة الهندية فى الأفلام، وأقول لك يا مليكى يأسرنى نبلك وأقول للعالم هذا الرجل النبيل يحبنى وأحبه. يا مليكى تركتنى طويلا.. أسترجع نظرتك المعجبة المحبة، وضمتك الحنونة المحبة.. وتصرفاتك النبيلة المحبة. يا مليكى أنتظرك ليكن هذا الشعور بالغبطة الذى اعترانى لحظة حقيقية وتأتى فى الغد أو الأيام المقبلة القريبة.. أتخيل نفسى جالسة عند قدميك أمسحهما برأسى.. ستقول عنى نساء العالم المناديات بتحرير المرأة إننى متخلفة.. وربما تبتسم بعض النساء ويقلن إننى أحب حقيقة، وربما يقلن إننى جننت فلم أعد أعرف موضع رأسى من قدمى.. أريد أن أعطيك يا مليكى ما لم تعطه امرأة لك.. ما لم تفعله امرأة لك.. لا بد أن تأتى وأنا فى هذه الحالة العاطفية. ••• ومرت السنون على مناجاتها المتكررة لمليكها.. ولم يأت.. لم يعد من سفره البعيد.. وسمعت عنه الكثير خلال السنين.. إنه زاحم دون جوانات العالم ونافس مافيا رجال الأعمال وصاحب الصعاليك وحارب طواحين الهواء ولم تصدق أن يصبح الرجل النبيل مليكها! على هذه الصورة.. بالأمل انتظرته، وباليأس تناسته وبالتعب عادت إلى النوم وللحلم. ••• جاءها صديقه المقرب وأخبرها أن مليكها عاد وقد تغير كثيرا، فقالت مهما تغير فهو لن يتغير فى عينيها ومهما تغيرت فلن تتغير فى عينيه.. وسألته أين هو الآن؟! قال إنه يعيش فى قصر على شاطئ بحر فى وطنها وقالت إنها تعرف أين هو.. حزمت حقيبة ملابسها وشوقها وعزمها ألا تسمح له أن يتركها مرة أخرى. وجدته جالسا فى مكان خالٍ على الشاطئ ينظر إلى البحر فى تلك الساعة الكئيبة وقت الغروب.. اقتربت منه ابتسمت له.. لم يرد على ابتسامتها.. نادته لم يرد على ندائها.. اقتربت منه أكثر قالت: أنا.. وصاح رجل من حراس الشاطئ.. ماذا تريدين يا امرأة؟ وسحبها من يدها بعيدا عنه.. صرخت قائلة: أنا لست أى امرأة.. أنا حبيبته التى انتظرته سنين طويلة. قال الرجل إنه أيضا لازمه سنين طويلة ولم يسمع منه أن له حبيبة تنتظره.. سألته ماذا حدث؟ قال كما ترين.. سألته عن الأمل.. هز رأسه بأسى مواسيا. ••• نظرت إلى مليكى.. وجدته يغطس مع قرص الشمس فى البحر.. وقمت مفزوعة من نومى.. أمسح دموعى.