وفد من الأوقاف والكنيسة يزور المصابين الفلسطينيين بمستشفيات جامعة أسيوط - صور    رئيس جامعة العريش: 1.7 مليار جنيه لتنفيذ مشروعات تطوير وارتفاع الكليات إلى 11    هل يقتحم الاحتلال الاسرائيلي رفح الفلسطينية؟.. سمير فرج يوضح    مايا مرسي: الدولة المصرية مهتمة بتذليل العقبات التي تواجه المرأة    بروتوكول تعاون بين "التعليم والتضامن" والمجلس القومي للطفولة والأمومة    وزير التجارة يبحث مع شركتين أجنبيتين إنشاء مشروع باستثمارات مبدئية 160 مليون دولار    رينو تعلن عن أسعار جديدة لسياراتها بمصر.. تاليانت تتراجع عن المليون    المواعيد الصيفية لغلق وفتح المحال والمطاعم والمولات والمقاهي    سفير ألمانيا بالقاهرة: المدرسة الألمانية للراهبات أصبحت راسخة في نظام التعليم المصري    حماس: الاحتلال يضغط على قطر لكي تضغط علينا ويُطيل أمد المعركة    مدير العمليات بالهلال الأحمر يكشف الجهود المصرية في تقديم المساعدات لغزة    نتنياهو: يجب بذل المزيد لوقف الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين بالجامعات الأمريكية    روسيا تمنع قرارًا أمريكيًا بمنع الأسلحة النووية في الفضاء    السجن 10 أيام عقوبة جندى إسرائيلى تخابر مع إيران    وزير الرياضة يعلق على تنظيم مصر لبطولتي سوبر جلوب والعظماء السبعة لكرة اليد    "شموا كلوا".. تفاصيل اختناق أطفال داخل حمام سباحة نادي الترسانة    مدير تعليم القاهرة: مراعاة مواعيد الامتحانات طبقا للتوقيت الصيفي    أحمد جمال سعيد ينفصل عن زوجته سارة قمر.. والجمهور يعلق: "ربنا يعوضكم خير"    3 أبراج فلكية بتكره جو الصيف والخروج فيه- هل أنت منهم؟    بالفيديو| أمين الفتوى يعلق على دعوات المقاطعة في مواجهة غلاء الأسعار    إجازات شهر مايو .. مفاجأة للطلاب والموظفين و11 يومًا مدفوعة الأجر    خال الفتاة ضحية انقلاب سيارة زفاف صديقتها: راحت تفرح رجعت على القبر    علي فرج: مواجهة الشوربجي صعبة.. ومستعد لنصف نهائي الجونة «فيديو»    حفل ختام برنامجي دوي ونتشارك بمجمع إعلام الغردقة    رئيس جامعة دمنهور يشهد فعاليات حفل ختام مهرجان بؤرة المسرحي    غادة إبراهيم: مش بشوف نفسي ست مثيرة للجدل.. وفي ناس حطاني في دماغها    بعد 12 سنة زواج.. أحمد جمال سعيد ينفصل عن زوجته سارة قمر    أحمد موسى: مصر قدمت تضحيات كبيرة من أجل إعادة أرض سيناء إلى الوطن    في الموجة الحارة.. هل تناول مشروب ساخن يبرد جسمك؟    طريقة عمل الكبسة السعودي باللحم..لذيذة وستبهر ضيوفك    زيلينسكي: روسيا تسعى لعرقلة قمة السلام في سويسرا    السيد البدوي يدعو الوفديين لتنحية الخلافات والالتفاف خلف يمامة    بروتوكول تعاون بين «هيئة الدواء» وكلية الصيدلة جامعة القاهرة    دعاء الستر وراحة البال والفرج.. ردده يحفظك ويوسع رزقك ويبعد عنك الأذى    خالد الجندي: الاستعاذة بالله تكون من شياطين الإنس والجن (فيديو)    أمين الفتوى: التاجر الصدوق مع الشهداء.. وهذا حكم المغالاة في الأسعار    سبورت: برشلونة أغلق الباب أمام سان جيرمان بشأن لامين جمال    مدير «مكافحة الإدمان»: 500% زيادة في عدد الاتصالات لطلب العلاج بعد انتهاء الموسم الرمضاني (حوار)    متحدث «الصحة» : هؤلاء ممنوعون من الخروج من المنزل أثناء الموجة الحارة (فيديو)    «الزراعة» : منتجات مبادرة «خير مزارعنا لأهالينا» الغذائية داخل كاتدرائية العباسية    منى الحسيني ل البوابة نيوز : نعمة الافوكاتو وحق عرب عشرة على عشرة وسر إلهي مبالغ فيه    مصر تفوز على المغرب بثلاثية في بطولة شمال إفريقيا للناشئين    وزارة التخطيط وهيئة النيابة الإدارية يطلقان برنامج تنمية مهارات الحاسب الآلي    فوز مصر بعضوية مجلس إدارة وكالة الدواء الأفريقية    هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية: تلقينا بلاغ عن وقوع انفجار جنوب شرق جيبوتي    10 توصيات لأول مؤتمر عن الذكاء الاصطناعي وانتهاك الملكية الفكرية لوزارة العدل    بلطجة وترويع الناس.. تأجيل محاكمة 4 تجار مخدرات بتهمة قتل الشاب أيمن في كفر الشيخ - صور    عيد الربيع .. هاني شاكر يحيى حفلا غنائيا في الأوبرا    تضامن الغربية: الكشف على 146 مريضا من غير القادرين بقرية بمركز بسيون    روسيا تبحث إنشاء موانئ في مصر والجزائر ودول إفريقية أخرى    تأجيل محاكمة 4 متهمين بقتل طبيب التجمع الخامس لسرقته    مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم العراقي مهدي عباس    هل يجوز أداء صلاة الحاجة لقضاء أكثر من مصلحة؟ تعرف على الدعاء الصحيح    يسري وحيد يدخل حسابات منتخب مصر في معسكر يونيو (خاص)    تقديرات إسرائيلية: واشنطن لن تفرض عقوبات على كتيبة "نيتسح يهودا"    "تحليله مثل الأوروبيين".. أحمد حسام ميدو يشيد بأيمن يونس    القبض على 5 عصابات سرقة في القاهرة    «التابعي»: نسبة فوز الزمالك على دريمز 60%.. وشيكابالا وزيزو الأفضل للعب أساسيًا بغانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحلم بمهرجان فنى يحافظ على التراث والهوية
نشر في صباح الخير يوم 09 - 10 - 2019

تأتى الدورة الخامسة والثلاثون لمهرجان الإسكندرية السينمائى، بعد مرور سنوات عُجاف على إدارة المهرجان بفعل الأحداث السياسية والتوترات التى عايشناها، ورُغم كل ذلك استمر المهرجان يضىء سماء الإسكندرية بفعالياته وضيوفه من دول البحر المتوسط، وكان وراء هذا النجاح جهد فريق عمل لا يتوقف عن النشاط، وعلى رأس هذه المنظومة الناقد والكاتب الصحفى الأمير أباظة «رئيس المهرجان» الذى عَبَرَ به إلى بَرّ الأمان، متحديًا كل الصعاب.
عندما ذهبتُ إليه فى مقر جمعية كُتّاب ونقاد السينما، شاهدت خلية نحل تعمل لتضع اللمسات الأخيرة قبل انطلاق الدورة الخامسة والثلاثين، وبابتسامة لا تفارقه رُغم الأجواء المشحونة، يصنع مناخًا من الود بينه وبين كل فريق عمل المهرجان وكل فرد فى مقر الجمعية..عن هذه الدورة وتحديات الدورات السابقة، وحلمه للمهرجان وخطته لصُنع بصمة مميزة باسمه فى تاريخ «مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط».. تحدث ل«صباح الخير» فى سطور الحوار التالى:
• ما الهدف من اختيار شعار «السينما والتجريب» لهذه الدورة من المهرجان؟
- جاء اختيار شعار «السينما والتجريب»؛ لأن السينما مَرّ على ظهورها نحو مائة وأربعة وعشرين عامًا، ولا بُد من خَلق صورة جديدة وشكل جديد للسينما، وفى فرنسا على سبيل المثال منذ سنوات طويلة بدأوا فى تقديم أعمال تجريبية مختلفة، وبدأ العالم كله فى اتخاذ هذا المنهج، بينما نحن فى مصر لم نصل لهذه المرحلة ومازلنا نعمل على المرحلة التقليدية التجارية «إلّا من رحم ربى»، وبالتالى أنا أريد تقديم نموذج للشباب وللطلبة لكى يتعلموا هذا النهج الجديد وأن يكون لديهم القدرة على الابتكار والتجريب والتغيير، لذلك نستضيف اثنين من أهم المخرجين فى فرنسا فى تيار التجريب بالتحديد يقدمان ورشًا فى هذا المجال، وهما المخرج الكبير «جيرار كوران» و«هوجوفيرلنتى»، وهذان المخرجان تقوم تجربتهما ومشروعهما على التجريب، فجيرار كوران قدم أفلامًا مضغوطة لفيلم «إسكندرية ليه؟» ليوسف شاهين على سبيل المثال يقدمه فى دقيقتين، فكيف تشاهدين فيلمًا كاملًا ساعتين فى دقيقتين بتكنيك جديد ومختلف، فنحن هنا نقدم نموذجًا جديدًا تمامًا ومختلفًا لطلبة السينما، وطلبة الأكاديمية البحرية وطلبة جامعة الإسكندرية مع شباب الإسكندرية سيحضرون ورشتين لهذين المُخرجَين، بالإضافة إلى عرض أفلامهما، وكتاب عن التجريب لجيرار كوران يترجمه الناقد السورى صلاح سرمينى.. والتجريب فى مصر يُعد تجربة جديدة باستثناء تجارب قليلة جدّا مثل «ثورة المكن» لمدكور ثابت والتى لم يتم استيعابها فى مصر بشكل كبير، أو «المومياء» و«زوجتى والكلب»، التجربة لم تستمر فى مصر رُغم أن العالم كله يعمل عليها الآن.
• ماذا عن الورش المكثفة والمتنوعة فى هذه الدورة؟
- بجانب هاتين الورشتين هناك ورشة مجمعة تحت عنوان «دروس فى السينما» يقدمها أربعة سينمائيين وهم «ناصر عبدالرحمن فى فن كتابة السيناريو، وهالة خليل فن الإخراج، ودكتورة غادة جبارة فى فن المونتاج، ومدير التصوير كمال عبدالعزيز»، وكل منهم يقدم 6 ساعات على مدار أربعة أيام، ثلاث ساعات صباحًا وثلاث ساعات مساءً، وأعتقد أن هذه الورش ستكون مهمة جدّا للملتحقين بها، من شباب مدينة الإسكندرية، والغرض منها ترك بصمة واستفادة لشباب الإسكندرية المهتمين بالسينما، وبالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة ومركز الإبداع هناك ورش تمثيل يقدمها دكتور علاء قوقة، ومسابقة للتصوير الفوتوغرافى بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة والمركز، وسنقوم بعمل معرض قبيل ختام المهرجان لأهم الصور للإسكندرية - وهناك حفل ختام خاص بهذه المسابقة يسبق يوم الختام الفعلى للمهرجان سيتم توزيع الجوائز الخاصة بالتصوير فيه، بالإضافة إلى معرض صور خاص بإحسان عبدالقدوس بمناسبة مئويته التى يَحتفى بها المهرجان، ومعرض صور للفنانة نبيلة عبيد ومعرض للمخرج عز الدين ذو الفقار وحسن الإمام وأنشطة دسمة جدّا على هامش هذه الدورة.
• يعطى المهرجان اهتمامًا كبيرًا فى كل دوراته لفعاليات الشباب.. ما سر هذه الحالة؟
- السينما هى فن الشباب، وجمهورها الأساسى هم الشباب مع احترامى لكل الأجيال، ونحن فى حاجة إلى مخاطبة هؤلاء الشباب، وهم أيضًا فى حاجة لمن يخاطبهم باهتمام، ويقدم لهم الفرص لأنهم يريدون التعلم واكتشاف الآفاق الجديدة، ومئوية إحسان عبدالقدوس وعز الدين ذو الفقار ليتعرفوا عليهما ويقتربوا منهما ويدركوا المزيد عن هؤلاء الرواد ويقدروا قيمتهم وقيمة ما قدموه، ولكى يتأكد كل منهم أنه لو بذل جهدًا فى حاضره ومستقبله سيكون مصيره مُزهرًا وسيُقدّر من أجيال بعده.
• ما هى الآلية التى يعمل بها الأمير أباظة وفريقه، وعلى أى أساس يتم اختيار الدولة ضيف شرف المهرجان؟
- نحن محظوظون جدّا بالبحر المتوسط، فالبحر المتوسط ثرى بمدارس فنية مختلفة سواء الإيطالية أو الإسبانية أو الفرنسية أو اليونانية أو حتى الدول الجديدة التى تقدم سينما وليدة مثل مالطا وأرمينيا، هذا بجانب السينما العربية فى تونس والجزائر والمغرب ولبنان وفلسطين، وبالتالى نحاول تقديم نماذج من هذه السينمات لسبب بسيط جدّا هو أن الجمهور العادى فى الشارع ودور العرض لا يشاهد سوى السينما الأمريكية، ودورنا أن نلقى الضوء على سينما هذه الدول ونستضيف نجومًا كبارًا منها لكى يكون هناك تنوعٌ، من خلال أسبوع المهرجان نقدم كورسًا سينمائيّا مكثفًا لدول البحر المتوسط، وهذا مهم جدّا للمشاهد العادى أولًا ومهم جدّا لدارسى السينما؛ خصوصًا أن دارسى السينما أصبح عددهم فى ازدياد بشكل ملحوظ، وإسبانيا هى الدولة ضيف شرف المهرجان هذه الدورة، ونحن نقوم بهذا التقليد سنويّا فى مهرجان الإسكندرية، وهذا المهرجان عمره أربعون عامًا وخمس وثلاثون دورة، ودول البحر المتوسط عددها 25، ونحن لا نقدم كل الدول، نقدم الدول التى بها سينما حقيقية حتى لو كانت ناشئة أو جديدة، ويكون الاختيار وفقًا لحدث فنى فى الدولة أو على ضوء حدث سياسى كما تم اختيار سوريا أو فلسطين فى الدورات السابقة، وهناك فيلم إسبانى يُعرض خلال الدورة شارك فى مسابقة المهرجان القومى فى إسبانيا وحصد ثمانى جوائز، وفيلم مثل هذا يستحق أن يتواجد فى مهرجان الإسكندرية بجدارة؛ لأن كل هَمّنا أن نلقى الضوء على تجارب ونماذج مختلفة من خلال الدولة ضيف الشرف.
• كيف يتم تحديد واختيار المُكرَّمين؟
- نحرص أن يكون عدد من المكرمين من الدولة ضيف شرف الدورة، وقد أصبح لدينا مندوبون فى أوروبا كلها يساعدوننا فى التواصل مع نجوم أوروبا الذين يزورون المهرجان كل عام، وسنكرم هذا العام من إسبانيا الممثل «hugosilva» بطل فيلم الافتتاح، ومن فرنسا nathaliebaye، ورئيس لجنة التحكيم pierredelon، ومن لبنان رفيق على أحمد، وهو من أهم الممثلين فى السينما اللبنانية، أما من مصر فالدورة باسم نبيلة عبيد والتكريم للمخرج الكبير محمد فاضل والنجم محمود قابيل...
• التكريم هو تقدير لنجوم أعطوا الكثير ودرس فى الوفاء
ومنذ عام 2014 أصبح لدينا تقليدٌ هام جدّا وهو تكريم نجوم مازالوا على قيد الحياة، وإهداء الدورة باسمهم لكى يشعروا بإحساس الناس بهم وتكريمهم لهم، والفنان نور الشريف كان قد سافر دبى بعد تكريمه فى الإسكندرية بشهر وسألوه عن أهم تكريم فى حياته، قال لهم «فى مهرجان الإسكندرية»، فسألوه عن السبب، قال لهم «أنا سأموت وستظل الدورة الثلاثون فى مهرجان الإسكندرية باسم نور الشريف»، ثم الفنان محمود ياسين، ثم الفنانة يسرا، وحسين فهمى، ونادية لطفى ثم نبيلة عبيد.
• دورة نبيلة عبيد
ونبيلة عبيد فى مرحلة الثمانينيات كانت قاسمًا مشتركًا فى غالبية الأفلام السينمائية مع كبار النجوم والمخرجين، وكانت فرس الرهان الرابح وتحقق إيرادات عالية، وأفلامها مهمة؛ خصوصًا فى المرحلة التى قدمت فيها روايات إحسان عبدالقدوس، وبالمصادفة جاء تكريمها مع مئوية إحسان عبدالقدوس، فهى اسمها وحده يكفى لأن تكون الدورة باسم نبيلة عبيد، أمّا الفنان محمود قابيل فلم يُكرَّم من قبل وهو فنان لديه إنجاز وقدَّم نحو خمسة وسبعين فيلمًا، وأنا حريص على تكريم نجوم بهذا القدر، ففى عام 2014 كرمت عدة أسماء من بينها الفنان محمد وفيق الذى مال على الفنانة سميرة عبدالعزيز وقال لها «تصدقى دى أول مرة أتكرم فى حياتى!»، وكان هذا فى أكتوبر 2014، وفى مارس 2015 رحل محمد وفيق، أى بعد شهور من هذا التكريم، يوفقنا الله فى اختيار هذه الأسماء لكى تكون بادرة وفاء لهؤلاء النجوم وهم على قيد الحياة ليشعروا بتقديرنا لهم.
• ماهى أزمة الفيلم المصرى فى مهرجان الإسكندرية؟
- غالبية الأفلام المصرية؛ خصوصًا التى ينتجها الشباب تكون حاصلة على تمويل من مهرجانات أخرى، وبالتالى من أحد شروطها أن تُعرض لديهم، ونحن مزانيتنا محدودة لا نستطيع أن نفعل هذا، وبالتالى دائمًا تقابلنا هذه المشكلة، والحقيقة هذه المشكلة تواجه مهرجانات أخرى، وهذا العام لدينا فيلم اسمه «ورقة جمعية» بطولة لوسى وسهر الصايغ ومحمد عادل.
• تشارك دائمًا فى مهرجانات عربية شقيقة.. كيف تساهم متابعتك لهذه التجارب فى إثراء دورات مهرجان الإسكندرية؟
- نستفيد من ذلك بشكل كبير، فأنا على سبيل المثال كنت فى وهران منذ عامين وقابلت فريد بوغدير وتم تكريمه فى الإسكندرية السينمائى، وغيره من الضيوف بالتأكيد نقابل شخصيات هامة ونتفاعل معهم ونتفق معهم على تبادل أنشطة لصالح المهرجان، وهذه المهرجانات فرصة لمشاهدة أفلام وتجارب فنية مختلفة ومقابلة أشخاص لا تتاح لنا الفرص للتواصل معهم سوى فى هذه المهرجانات، ما يعطى زخمًا وثراءً لمهرجانك، والعكس يحدث أيضًا، فكذلك تبادل الخبرات يكون بين هذه المهرجانات وضيوفهم فى مهرجان الإسكندرية، فهم يأخذون منا نجومًا وأفلامًا وأفكارًا وورشًا، وهذا التواصل مهم جدّا، وعندما أسسنا «اتحاد الجمعيات السينمائية العربية» فى 2013 كان هذا هو الهدف، التواصل والتبادل للخبرات بين مهرجاناتنا العربية، وقد وصلنا لمرحلة من المصداقية فى مهرجان الإسكندرية أن نجوم العالم أصبحوا يأتون إلينا دون أى أجر رُغم أنهم يحصلون على مبالغ طائلة من مهرجانات أخرى، على سبيل المثال الدورة الأخيرة فرانكو نيرو لم يحصل على أى مبلغ من الإسكندرية السينمائى.
• لماذا اختفت الصبغة السياسية التى تميزت بها شعارات دورات الإسكندرية لأعوام متتالية هذا العام؟
- فى 2013 كانت الدورة الأولى لى وكانت الظروف فى البلد صعبة جدّا بعد ثورة 30 يونيو بشهرين، وكان يجب أن يستمر هذا الحدث الفنى والسينما تتحدى الإرهاب، وأصدرت بيانًا أن الحياة يجب أن تستمر، وكانت الدولة حريصة على استمرار المهرجان، وكان شعارالدورة «السينما تتحدى الإرهاب»، بعدها «السينما تصنع السلام» بعدها «السينما والمقاومة» ثم «السينما والهجرة».. نحن نواكب القضايا المُلحة على المجتمع، فارتباط الفن والسينما بقضايا المجتمع هو أمر مهم جدا ومحاولة تقديم حلول بصورة مختلفة، وهذا العام شعار السينما والتجريب لأننا والحمد لله نعيش ظرفًا سياسيّا مستقرّا، فبدأنا نفكر بالخروج بالفن والسينما إلى آفاق أخرى.
• مهرجان الإسكندرية وحالة من السحر والجاذبية
• كيف تفسرسرهذه الهالة التى تحيط مهرجان الإسكندرية وأجواءه طوال أيام انعقاده؟
- هى حالة من الحنين و«النوستالجيا» وتجمع فنانين وصحفيين ونقاد فى مكان واحد لم تكن موجودة فى أى مهرجان سوى الإسكندرية، ولا حتى مهرجان القاهرة، رُغم أن وقتها الجمعية كانت لها مهرجانان ولكن أن أقضى أسبوعًا فى مكان واحد مع سينمائيين وصحفيين ونقاد وتصبح الحركة الفنية كلها موجودة فى المكان، بالإضافة إلى أن مهرجان الإسكندرية دائمًا يقدم جائزة للفيلم المصرى، وهناك عدد كبير من الفنانين أول جائزة لهم كانت فى مهرجان الإسكندرية أو أول مشاركة لهم، فترك المهرجان للجميع ذكرى محببة، ومخرج مثل محمد خان أول مشاركة وأول عمل له كان فى مهرجان الإسكندرية ، وكذلك سعيد شيمى ونور الشريف أول جائزة لهما كانت فى مهرجان الإسكندرية، وكذلك كانت لهما مناقشات واتفاقات على أفلام، فترك المكان ذكريات ونجاحات لنجوم كبار ومازال يقدم استمرارًا للحركة السينمائية.
• هل ترى أن هذا الزخم والعدد الكبير من المهرجانات على الساحة ظاهرة صحية أمْ العكس؟
- أتمنى أن يكون هناك مهرجان فى كل قرية، ولكن بشرط أن يكون لأفلام هذه القرية أو المدينة الصغيرة، وأن يتم تنظيم ورش من خلال قصور الثقافة ومراكز الشباب، لتعليم السينما، ومهرجانات للتحطيب فى الصعيد، أى فلكلور متميز فى مدينة أو منطقة يتم الاحتفاء به وتنميته بما يتماشى مع هويته، فالحفاظ على الهوية هو الأهم.. حافظوا على الهوية وقدموا ورشًا ستجدوا حركة سينمائية مختلفة، سيخرج من كل 10 قرى مخرج متميز ونبعدهم عن الإرهاب وتشوش الأفكار وننمى أفكارهم وتذوقهم للفن.
• أربعون عامًا وخمس وثلاثون دورة.. ما هى المعوقات التى مازالت تواجه مهرجان الإسكندرية؟
- مسألة التمويل بكل تأكيد رُغم أن الأمور تسير وبالكاد نستطيع أن نقدم الدورة بأقل تكلفة، وأعرف مَن وجوده مفيد لى ومَن لن يفيد، وأحاول أن أنتقى، ربما أخطئ وربما أصيب.
• ما هى أحلامك لمهرجان الإسكندرية بشكل عام؟
- أن نقدم مهرجانًا دائمًا وأبدًا يليق باسم المدينة المُقام فيها، وهذا ما نحاول ونسعى إليه، وأريد تقديم مهرجان عالمى فى الإسكندرية، هناك ضيوف يأتون للمدينة مرة للمهرجان ثم يقررون زيارتها مرات عديدة فى المستقبل بغرض سياحى، وهذا فى حد ذاته نجاح، وأنا حريص جدا على الجانب السياحى، بالتخطيط لرحلات سياحية لكبار الضيوف سواء فى الإسكندرية أو القاهرة، وننظم لهم زيارات للمتحف اليونانى الرومانى، ومكتبة الإسكندرية، والقلعة ومتحف المجوهرات، وفى القاهرة الهرم والقلعة وأخبرهم بهذا البرنامج قبل الوصول للقاهرة.
• بعيدًا عن الردود الدبلوماسية.. ماذا سيذكر التاريخ عن فترة رئاسة الأمير أباظة لمهرجان الإسكندرية؟
- لا شَك أن كل شخص يتمنى أن يترك بصمة، وأعتقد أن هناك بصمة لى أتمنى أن يلمسها الناس، فالنقاد والمهتمون بهذا الشأن يقومون بمقارنة مراحل تطور المهرجان، وأعتقد أن فى بعض الأعوام كانت الظروف فيها متوترة، ونجحت الدورات، وكان هناك تحدٍّ كبير نجحنا فيه جميعًا، ففى 2013 أوروبا منعت رعاياها من النزول إلى مصر ورفعنا عدد الضيوف العرب والأجانب من 20 إلى 65 %، وأعتقد أن هذا إنجاز حقيقى، وأنا أنظر خلفى وأشعر بالسعادة، وأنظر إلى ألبومات الصور وأبتسم، وأنظر إلى أسماء الضيوف الذين حضروا؛ خصوصًا فى عام 2013، وكل نجوم السينما المصرية فى صورة شهيرة على المسرح أيديهم فى أيدى بعضهم كانت رسالة هامة جدّا، كل هذا يقول إننا نسير على الطريق الصحيح، ولكن مازال هناك الكثير أمامنا وأمام أحلامنا وطموحاتنا لما نريد تقديمه بعد ولما تستحقه الإسكندرية ويستحقه مهرجانها فى عمره الأربعين ودورته الخامسة والثلاثين، توالى على الجمعية أسماء كبيرة، وكل منهم اجتهد وأخلص وقدم كل ما فى وسعه لخدمة المهرجان.. والتوفيق من عند الله أولًا وأخيرًا.•


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.