ربما تخفى تلك المشاهد الرائعة لرقصات الباليه حياة بالغة القسوة والصرامة.. مساقط الضوء التى تجذب الفراش بل وتأسره، فيسارع فى تقديم ذاته قربانًا للمحبة، يفعل ذلك راقصو الباليه الذين يخفون كبير ألمهم محافظين على نظرة للبعيد، نقطة ثابتة فى عالم دوّار، مجسدين فضيلة التركيز على دواخلهم العميقة وأفكارهم الشاردة فى النفس.. لماذا الباليه فى مصر؟ كيف بدأ؟ وما الذى حدث؟! «هامش فى تاريخ الباليه» فيلم من إنتاج 2016 يوثق لتاريخ الباليه فى مصر من خلال أبطاله الأول وبالأحرى الفراشات الخمس خريجات البولشوى فى الدفعة الأولى لمعهد الباليه عام 1965.. تظهر سيدة وقور كقصيدة آسرة فى شقتها بمنهاتن، تحتضن أحذيتها للرقص وتضع بترتيب وعناية الواحدة بجوار الأخرى على حافة النافذة، ثم تمسك بآخرها وتنظر لأعلى أنفة مهيب تحتضنها وتتأمل شريطها الحريرى.. إنها الراقصة الأولى لأول فرقة باليه مصرية «ماجدة صالح».. التى اتخذها الفيلم محورًا أساسيّا لبنائه، وأصبحت حكايتها حكاية لتاريخ ذلك الفن، بل ربما تاريخ المرحلة كلها.. يلخص الحال الثقافى والاجتماعى فى مصر آنذاك.. وللسيدة ماجدة ذات السّحر ربما بكل من يلتقيها.. فشخصها الاستثنائى وشخصيتها الجليلة توحى لكل ملتقيها بأنه أمام فرصة لن تعوّض فتكون هى الخيار المثالى لأى موضوع ذى صلة بالباليه.. ذاكرة خصبة ومصدر لسلسلة هائلة من الموضوعات ومعلومات كثيرها لم تروِه بعد.. كل ذلك يجىء فى نبرة ساخرة مرحة وجذابة للغاية.. إن الحديث مع هذه السيدة الرائعة مُبهج وراقٍ؛ خصوصًا لفتاة نمَت وعيناها تحلقان دومًا مع رفيف الفراشات..! أذكر كذلك حوارًا أجرته «صباح الخير» عام 1984 مع الدكتورة ماجدة.. كانت لتوّها عميدة لمعهد الباليه.. وجاء الحوار تحت عنوان «اغتيال الباليه».. تركت لها الأستاذة «ناهد فريد» المساحة الكاملة لرواية تاريخ الباليه فى مصر.. قائلة: «كنت أحمل إليها تساؤلات عديدة عن الباليه وفرقته.. لكن بعد أن بدأت حديثها عن ذكرياتها ورحلتها وجدت أن تاريخ ماجدة صالح هو تاريخ الباليه فى مصر.. وأعترف أنى قبل زيارتى للمعهد كنت أعتقد الانهيار قد حدث للباليه فقط كفن! لكنى فوجئت بالانهيار فى كل مكان.. انهيار سببه إهمال لا حدود له!! حكاية وطن يقول هشام عبدالخالق مخرج «هامش فى تاريخ الباليه» فى حوار تليفونى معى كونه يعيش بباريس: «شعرتُ بضرورة الحاجة للاستماع لقصص الجيل الأول من الراقصين.. منهم أنفسهم.. تصوّر الجميع أنه فيلم يوثق لتاريخ الباليه فى مصر فقط ولكنهم وجدوه يوثق لحالة الوطن بأكمله.. إلى هذا الحد يختصر حكاية الوطن ودون ادعاء أو قصدية الإشارة لشىء بعينه.. أخرجت ذلك الفيلم وعكفت على تفاصيله لاقتناعى بدورى.. وضرورة أن يوجد أحد يوثق دون بروباجاندا سياسية لتيار بعينه.. الحقيقة والواقع للحقيقة والواقع فقط.. وتعمدت ألّا أضع وجهة نظرى السياسية وأترك لهم الشأن.. فبحُكم أنهم جيل عبدالناصر خرج الفيلم كتمجيد لتلك الفترة. وعن اختيارى لماجدة صالح وتفاصيل رحلتها مع الرقص كان اختيارًا شخصيّا لما وجدته فى حياتها يلمس تفاصيل الوطن.. وكأن حكاية امرأة واحدة حكاية لبلد بأكمله! لهجة مصرية للبولشوى ومنذ ذلك الحين ربما عاد الحديث عن تاريخ الباليه.. وكتبت جريدة «النيويورك تايمز» فى مارس 2018 صفحة كاملة عن الرقص الكلاسيكى فى مصر، خلال تاريخ السيدة ماجدة، تحت عنوان «ذات مرّة حدث فى مصر.. عندما كان للبولشوى لهجة مصرية».. وكثير من المقالات والأحاديث الصحفية لصحف ومجلات عربية.. وبعد أن حقق الفيلم نجاحًا باهرًا وحصد عدة جوائز.. رحنا جميعًا ننظر لذلك الفن وما آل إليه.. ربما يفتح لنا نافذة على الثقافة برمتها ومستقبلها فى بلدنا..! ما سِرّ أو لغز ماجدة صالح؟! كيف تحولت إلى مثال أو رمز؟ الجليلة والصارمة رُغم رقتها.. يوحى سحرها بما هو كلاسيكى وتذكارى فى الوقت ذاته.. تحتل موقع الرمز المرموق فى الرقص الكلاسيكى.. رُغم قصر عمر ممارستها له؛ فإن الحظ هيأ لها قدرًا حافلًا.. يسجل تاريخها الفنى الخاص والذاتى القسط الأكبر من تاريخ الفن فى مصر وبقى حاضرًا بها بكامل بهائه..! وبكبرياء مهيب ومراجعة ساحرة مرّت حياتها أمامنا.. حوار تليفونى طويل.. عبر أسابيع عدة كنا نتحدث فى نهاياتها لساعات.. أحاديث ذات شجون وإن تخللتها ضحكات كثيرة.. فى كل مرّة كنت أعلق على صوتها القريب الآتى من بعيد.. أقول يا دكتورة صوتك بيختصر شخصيتك كلها وروحك، تضحك غير معلقة.. لا يكاد يتخلل حديثها كلمة غير عربية.. «أنا بَرّا مصر لكن مصر مش برّايا..!» كنا ننتبه لمرور الوقت سريعًا بينما لذة حديثها تختصر الوقت.. هى التى جاءت من أسرة أرستقراطية.. لأب مصرى وأم اسكتلندية..تقول عنه: «أحمد عبدالغفار صالح رائد التعليم الزراعى فى مصر كان ترتيبه الأول على أول دفعة تخرّجت فى زراعة جامعة القاهرة وسافر اسكتلندا لإتمام دراسته العليا وأتى بحبيبته التى أحبت مصر وبقيت بها كل عمرها..لولا أمى ما كان لشىء فى حياتى أن يحدث كما حدث!» بدأتْ تتعلم دروس الرقص الكلاسيكى بالمدرسة الإنجليزية مع صديقتها ليندا ثم فى الإسكندرية بالكونسيرفاتوار على يد مُدرسات من الأكاديمية المَلكية وحاولت المدرسة إقناع أسرتها بتميزها فى الرقص لإرسالها تكمل ما درسته بإنجلترا عام 56 ولم تمكث هناك سوى بضعة أشهر لقيام العدوان على مصر وعاد كل إلى بلده.. ثم جاء للمدرسة مستر موييسيف عام 58 مخرج رقصات روسى معروف أعجب بها وأخبرها أن تتقدم لاختبارات العام التالى التى سيقيمها الخبير الروسى لافتتاح مدرسة للباليه فى مصر. «أليكس جيكوف» راقص سابق فى البولشوى.. اجتازت الاختبارات وبدأت فى فصل الكبار فى عمر 14 عامًا. بأحد مبانى معهد التربية الرياضية كانوا يذهبون بعد عودتهم من مدارسهم نحو الرابعة بعد الظهر إلى الثامنة مساءً ثم يعودون لمذاكرة دروسهم.. كم عانت الدفعات الأولى وكيف نمت تلك المدرسة وخرّجت راقصات وراقصين على أعلى مستوى بكل هذه الصعوبات! عام هناك وعامان بمعهد السينما ومن ثم انتقلوا لمعهد الباليه الحالى.. «افتتاح مدرسة باليه أصلًا كان تحديًا كبيرًا من جانب د. عكاشة. فقد عارضه كثيرون بحجة أنه لا يعبر عن بيئتنا وما جدوى وجود باليه مصرى أصلًا.. لكنه كان دائمًا مؤمنًا بالفن يذيب ما يعترض طريقنا من مشكلات.. وتحمسنا كلنا كى لا نخذله». الرئيس عبدالناصر.. كم مرة! لم يطمئن أولياء الأمور لمستقبل ذلك الفن الوليد فى مصر.. فالتحقوا بالجامعات إضافة لدراستهم بالمعهد.. وفى عام 63 سافر من الدفعة الأولى خمس فتيات بعثة لموسكو لإكمال دراستهن العليا فى البولشوى..» عامان فى البولشوى..! تشبعنا بالفن هناك.. المدرسة العتيقة وتقاليد الباليه الكلاسيكى.. تركت انطباعًا نفسيّا عظيمًا..» عادت بشهادة تخرّج من البولشوى عام 65.. وفى عام 66 كان أول باليه مصرى من أداء مصريين.. باليه كاملة من أربعة فصول «نافورة بختشى سراى» التى تحكى عن فتاة بولندية اختطفها التتار.. «حضر د. ثروت البروفات وفى ليلة العرض الأولى لم ينتظر لينتهى العرض.. فى الاستراحة تحدّث إلى الرئيس عبدالناصر تليفونيّا ودعاه لمشاهدتنا فجاء فى الليلة التالية.. ومنحنا أوسمة استحقاق لأول مرّة فى تاريخ مصر أوسمة استحقاق وأنواط ونياشين لراقصين.. وربما كانت الأخيرة!..». يُذكر أنها تسلمت شهادتها للتخرّج فى كلية الآداب جامعة عين شمس من الرئيس عبدالناصر أيضًا فى آخر عيد للعلم آنذاك؛ لأنها حصلت على المركز الأول ليس فى معهد الباليه فقط بل فى الأدب الإنجليزى أيضًا..». كنت أدرسهما معًا الرقص والأدب.. انتسبت للجامعة لنصيحة أبى بأن عمر الرقص ليس طويلًا ولا بُد من الاتكاء على نوع آخر من المعرفة.. كم كان صعبًا أن أمتحن لمدة شهر تمارين ورقص ومذاكرة لم أتوقع أنى سأنجح.. كل يوم توصلنى أمى وتهدينى زهرة فُل وتشير لى من وراء السور وأنا أصرخ لن أنجح.. إلى أن عدتُ يومًا لأجد د. لويس عوض يجلس مع أبى بالمنزل تصورت أن النتيجة مؤسفة.. الدكتور لويس يحمل ورقة الإجابة وأبى بعيون دامعة يقول لى «مبروك إنتى طالعة الأولى..!»، وأتى بورقة الاجابة قائلًا: خلال تاريخى فى التدريس لم أرَ إجابات كهذه.. والخط جميل أوى»! ياسلام يا ست! «فى احتفالات بناء السد عرض باليه «بختشى سراى» فى أسوان.. عرضنا فى ظروف قاسية ومسرح غير مجهز بينما الناس كانوا رائعين، ورُغم أنه لم تظهر سيدة واحدة فى الصالة فقد كان كل الحضور من الرجال.. بزيهم التقليدى صامتين تمامًا إلى أن صاح أحدهم بلحظة صمت «الله أكبر»، فقام الجميع يهلل ويكبر من فرط سعادتهم.. وما لا يمكن أن أنساه ذلك الرجل العجوز الذى وجدته بجوارى على المسرح بعد نهاية العرض.. كان الخبير يعطينى بعض الملاحظات ويتحدث بغير العربية وأتحدث معه.. وفور انصرافه نظرت للرجل بجوارى وجدته شاردًا مندهشًا يتأملنى، فقلت له فى حاجة ياعم؟ اندهش جدّا، كررت السؤال.. ربما لم يصدق أنى أتحدث العربية أو أنى إنسانة أصلًا، كان ينظر كأنما يتأمل حلمًا أو جِنّيّة ما.. وقال: ياسلام يا ست أمّا دى حاجة جميلة! لم تلمسنى عبارة طوال حياتى بقدر هذه الجملة ولم يؤثر فى وجدانى كهذا الرجل.. كيف استطعنا أن نلمس مشاعره بهذا القدر.. وعرفت لحظتها إنسانية الفن وأنه يلمس الجميع بنفس القدر.. لا فرق بين من ظن أنه يعرف أكثر ومن لم تُتَح له الفرصة ليعرف.. توالت الباليهات ولعبت الفرقة باليهات كلاسيكية مثل «جيزيل» وغيرها.. كان يضاف للريبرتوار كل عام رقصة جديدة.. وهكذا ذاع صيت الفرقة وأخذت مكانة عالمية مرموقة.. ورقصت على مسارح دولية لها قدرها مثل البولشوى والكيروف وغيرهما.. تتويج آخر.. «اخترت أن أتوقف بعد رقصى لجيزيل على مسرح البولشوى.. كان تتويجًا لمسيرتى فى الباليه.. هى الرقصة المفضلة لى بالأساس ووضعت فى حفلة البولشوى أعلى إحساس ممكن.. كان هذا فى عام 72.. بعدها اعتزلت أولًا لأن عضلاتى باتت تؤلمنى لدرجة بالغة حتى إن الطبيب حذرنى من عاهة مستديمة.. وبعد حريق الأوبرا لم يعد لدينا مكان نرقص به.. تتعجب من كون عمر رحلتها فى الرقص لا يتجاوز السنوات الست.. كيف يذكرنى الناس إلى الآن..؟! بدأتْ لتسلك طريقًا جديدة فى المسلك الأكاديمى واختارت الولاياتالمتحدة ليتسع أفق اهتمامها بالرقص. «رغبت بدراسة الرقص الحديث بحثًا عمّا يمكن أن يحمل الهوية المصرية ويُعبر عنها حركيّا.. ربما ليس فقط الباليه..». وهنا تأتى الأم مرّة أخرى.. «رافقتنى أمى سنواتى فى أمريكا. كنت أكتب مادة البحث على الورق وهى تعيدها على الآلة الكاتبة.. لا أعرف إذا كنت سأفعل من دونها أم لا»! ثم الدكتوراه عام 79 عن توثيق تقاليد الرقص الشعبى فى مصر.. فيلم يضم 17 رقصة من أماكن مختلفة فى مصر أصبح الآن تراثًا عالميّا؛ لأنه يوثق لتراث ثقافى وشعبى ربما يكون قد اندثر الآن..».. كانت رحلة تصويرى للفيلم رحلة لاكتشاف بلدى وتراثها.. كذلك المهرجان الذى أقيم بواشنطن عام 76 مهرجان التقاليد العريقة فى العالم الجديد، احتفالًا بعيد الثورة الأمريكية الثانى بعد المائة.. ورشحنى الباحث «حليم الضبع» لتقديم المجموعة المصرية. وكان «عبدالرحمن الشافعى» مدير فرقة الآلات الشعبية.. بالنسبة لى هذه من أجمل ذكرياتى وأمتعها ثلاثة أسابيع بين الفِرَق الشعبية المصرية من كل مكان فى مصر.. منهم من لم يذهب حتى للقاهرة من قبل! .. عازفين وفنانين متطورين وبارعين جدًا على آلالات بدائية ومحلية جدًا..». نهاية مرحلة الذى حدث فى المعهد لم يكن متوقعًا.. فى ذلك الحوار- ب«صباح الخير»- بعد توليها العمادة بشهر كانت غاضبة وثائرة على الإهمال والتردى الذى وصل له المعهد وحال الفرقة بالتالى.. ولكن لم يخلُ من أمل فى محاولات الإصلاح.. قالت شهرين وسنرى فَرقًا فى الانضباط وجدية الدراسة.. حدث ذلك بالفعل وانضبط أداء الدراسة، ولكن لم تحتمل الصراعات والجو العام لبيئة العمل لم يكن صالحًا لإنتاج فن «كنت أحتاج لمذكرات رايحة ومذكرات جاية لأصلح شباك مثلًا.. استقلت بعد عامين كدت أفقد توازنى الصحى من التوتر.. وتصورت أن الاستقالة ستنبه إلى خطورة الوضع.. إلّا أن شيئًا لم يحدث.. تَغير الوزراء.. وبقيتُ أراعى أبى وأمى لمرضهما..». إلى أن جاء د. «فاروق حسنى» على رأس وزارة الثقافة.. وبدأ إنشاء الأوبرا الجديدة.. وأوكل إليها رئاستها.. ومع ما قدمته من جهد أخرجت قبل الافتتاح بطريقة مهينة «أقالتها وتشميع المكتب بالشمع الأحمر» وقد أدانت المحكمة بعد ذلك قرار الوزير.. لا نعرف إلى الآن ما سبب ذلك..!.. هى اختارت السفر.. والصمت.. فلم تعد المواجهة واضحة أو متوازنة.. ود. «ثروت عكاشة» نفسه لم يعد يستطيع فعل شىء لمشروعه الثقافى الذى توقف. اكتفى بعطائه الشخصى أبحاثه وكتاباته .. «كنا جيرانًا بالمعادى تطل شرفتى على حديقة منزله.. د. ثروت الذى تبنّى مرحلة بقيمتها وثقلها.. لم أرَ رجلًا بإخلاصه.. كنا صديقين كذلك.. أذكر يوم خروجى من الأوبرا أرسل لى سائقه ليطلبنى وجدته منتظرًا بالأسفل «جئتُ لأطمئن عليكِ».. لا أعرف ما الذى حدث.. ولكن وبعد وفاة أبى وأمى لم أستطع البقاء هنا فى هذا الجو غير المفهوم.. وبعد! كان صعود مدرسة الباليه فى مصر سريعًا جدّا.. مدهشًا ومتطورًا.. ربما لذلك كان السقوط مدويّا.. السيدة الجميلة حسنة الخط مميزة الصوت رائعة المظهر.. الدؤوبة التى لا تقبل بالفشل.. المرتفعة كنخلة بأنفة أصيلة لا تلتفت لمن رماها باتهام..! تنهى حديثنا الممتد لنداء زوجها الذى تعيش معه بمانهاتن وتتحدث عنه بتقدير ومحبة بالغين.. «أنا عايشه له». يقول بورخيس عن الفن.. أن تُحيل إساءة السنين نغمًا وصوتًا ذهبىٌّ هو الفن.. متواضعٌ وأبدىّ ومتواترٌ كالفجر.. قد يختصر المسرح صندوقًا حين يفتح تخرج منه موسيقى وفتاة تدور راقصة..! أو قد يختصر الحياة برمتها.. وإيقاع الزمن الذى يحتفظ به داخله .. نحن الزمن ونحن المجاز! وبعد الرحلة والبحث.. أتصور أن سِرَّ رمزية تلك السيدة هو شخصيتها.. هى نفسها السِرُّ.. اختلافها واعتدادها بذاتها وبما تؤمن به..