للعراق مكانة خاصة لدى الدولة المصرية وكانت زيارة الدكتور «عادل عبدالمهدى» رئيس الوزراء العراقى لمصر دليلا واضحا لأهمية دور مصر فى المحيط العربى فهى أول زيارة خارجية له منذ توليه رئاسة الوزراء. • كيف ترى مردود زيارة رئيس وزراء العراق الدكتور «عادل عبدالمهدى» لمصر فى هذا التوقيت وحرصه على أن تكون «مصر» هى أول زيارة عربية خارجية يقوم بها؟ استنادا لتاريخ طويل من التعاون بين الجانبين المصرى والعراقى، كان حرص العراق الشديد على تعزيز العلاقات بين كلا البلدين، فهناك رغبة قوية لدى العراق فى التواصل مع الأشقاء العرب ومع مصر على وجه الخصوص، انطلاقا من مبادئ استراتيجية بين البلدين وعلى مستوى أكثر من صعيد وقطاع وانسجاما مع البرناج الحكومى العراقى «20182020» والذى يستند إلى ضرورة تمكين الدور العراقى سواء مع الدول العربية أو المنظمات الدولية وكذلك انفتاح العراق على المجال الاقتصادى والاستثمارى بما يؤمن استراتيجية نهوض عراقى لعموم العراق، كل هذا ارتكازا على اعتبار العراق محورًا متقدمًا لدوائر اقتصادية متنوعة، فنحن نؤكد أن العراق يستعيد دوره المحورى المتوازن فى المنظمة، كما أن عراقا مستقرا يحظى بتنمية شاملة سوف ينعكس على جيرانه كافة. • فى إطار الحديث عن التنمية والارتباط الوثيق بين التنمية والسلام لابد أن نتحدث عن العراق كنموذج حى شعبا وحكومة فى مواجهة داعش وتجاوز ما أسفرت عنه محاولاته الإرهابية لتهديد مصير دولة العراق؟ دائما وأبدا سيظل الإرهاب السبب الرئيسى الذى يعيق بناء الدول ويهدد السلم الأهلى وقد استعاد العراق قوة الدولة وسلمه الأهلى بانتصاره على عصابات داعش الإرهابية. لقد كان العراق يقاتل مستندا إلى إرادة وقوة وإيمان شعبنا. والعراق لن ينسى من وقف بجانبه، فالأمن الشامل يقترن دائما بالتنمية الشاملة ولا يمكن التجزئة، فقوة الدولة وقوة مؤسساتها واستعادة الأمن والسلم الأهلى سوف يفتح مسارات التفكير والبناء لأن العراق لديه ثروات هائلة ويتمتع بموقع استراتيجى حيوى فى المنطقة الأكثر أهمية فى العالم. • أيام وتنطلق فعاليات الدورة الثلاثين للقمة العربية، ما تأمله العراق أن تسفر عنه هذه الدورة التى تأتى فى مرحلة شديدة الأهمية؟ فى الحقيقة هذه القمة العربية تحمل الكثير من الآمال والطموحات، ففى المقدمة تأتى القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى غير القابلة للتصرف أو التفاوض كذلك فإن الدبلوماسية العراقية أكدت من قبل وها هى تجدد دعوتها من جديد إلى ضرورة إيجاد الحلول السياسية لمجمل التحديات التى تواجه البيت العربى. كما أن الخارجية العراقية طرحت مبادرة لإعادة سوريا إلى مقعدها فى جميع الاجتماعات الثنائية والمتعددة لاعتقادها التام بأن الأمن العربى الشامل يستلزم ويحتم بناء الثقة والحوار الشامل ولأن كل الدول العربية تأخذ دورا مهما فى منصة المصالح العربية المشتركة، وتحقيقا لهذه الرؤية مع جميع الدول فى إطار استراتيجية نرتكز من خلالها على مفهوم أساسى، والخارجية العراقية تؤكد أن العراق ليس مع سياسة المحاور بالمنطقة العربية ولعل الزيارة الأخيرة إلى مصر فى سياق تعزيز هذه الرؤية الاستراتيجية والتى تنعكس وتترجم التمسك بالسيادة الداخلية للعراق وكما أنها لا تغادر موقف العراق السابق من القضايا العربية المصيرية. • فى السياق نفسه أود التحدث عن تقييمك للدور الذى تقوم به جامعة الدول العربية بشأن القضايا العربية المصيرية ولا سيما القضية العراقية؟ ستظل جامعة الدول العربية هى الحاضنة العربية الكبرى، التى من خلالها يتشكل العقل العربى المشترك فى مجمل القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية، فقوة الأطراف أو الدول منفردة ينعكس على قوة الجةامعة العربية والتى تشكل الكل العربى، فقوة الكل من قوة أجزائه، وفى الجامعة العربية هناك مراكز ثقل كبيرة، العراق فى مقدمتها وذلك لموقعه وموارده وتنوعه وتاريخه وحضارته، وكذلك جمهورية مصر العربية بوصفها مقر الجامعة العربية «القاهرة»، فإن أمن واستقرار مصر هو الأهم لجميع دول المنطقة العربية، وتعزيز مسارات التنمية الاقتصادية بين البلدين سوف ينعكس بالضرورة على مصالح الشعبين الشقيقين. • «عراق جديد» هكذا قام السيد رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسى بوصف العراق عقب انتصاره على داعش وإثباته الإرادة القوية للعراق حكومة وشعب فى تجاوز محنته، لذلك وفى هذا السياق أود قراءة المشهد العراقى وأبرز مستجداته؟ لقد استطاع العراق الخروج من تحد جديد ألا وهو الإرهاب، فالإرهاب دائما لا يستأذن الدخول إلى الشعوب والمجتمعات، لقد استطاع العراق أن يستعيد أمنه الأهلى ولأنه حافظ على هذا التنوع التاريخى الذى يشكل مصدر الثراء والحيوية السياسية والمجتمعية فيه.. فهذه التعددية التكوينية فى العراق من مصادر قوة الدولة، فالعراق هو اليوم عراق جديد فى تطلعه الاقتصادى لتنفيذ البرنامج الذى يستند على مبدأين والذى يهدف إلى متابعة حديثة ومتوازنة من قبل معالى وزير خارجية العراق محمد على الحكيم، أولا تنوع العلاقات الاستراتيجية مع الدول والمنظمات الدولية وضرورة تعزيزها بما ينعكس على موقع العراق وحيويتها واستقراره، وكذلك أن العراق محور متقدم لدوائر اقتصادية متعددة وصولا إلى بغداد بوصفها نقطة التقاء وبناء محور توازن واستقرار لجميع أشقائنا ولم ولن تكون نقطة خلاف أو نزاع على الإطلاق. •