فى ميدان العتبة العتيق وبجوار مسرح العرائس كلما وطأت قدماك لهذا المكان ستجد تجار سور الأزبكية على يمينك ويسارك ومعهم ملايين الكتب والمجلات الحديثة والقديمة يتردد عليهم بين الحين والآخر مجموعة من المثقفين وعشاق القراءة بحثا عن كل ما هو نادر فى الكتب. وكل عام ينتظر القائمون على هذا السور معرض الكتاب للمشاركة فى مجموعة من الأجنحة تسهل على زبائهم الوصول لهم، بالإضافة إلى تجهيز مجموعة من المجلات الخاصة بالأطفال وغيرها من الأشكال المختلفة للمادة المقروءة التى تكون مصدر دخل لهم، لكن هذا العام تغير الوضع واحتج تجار سور الأزبكية على المشاركة فى اليوبيل الذهبى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب المقرر انطلاقه فى 22 يناير الجارى فى مركز مصر للمعارض بمنطقة التجمع الخامس. ولعدة اعتبارات أهمها تقليص عدد التجار المشاركين فى المعرض من 108 إلى 33، وكذلك رفع سعر الإيجارات بشكل مبالغ فيه عن الأعوام السابقة وعن أصحاب دور النشر الخاصة هذا العام، قرر تجار سور الأزبكية إقامة معرض خاص بهم مواز لمعرض الكتاب بدءًا من 15 يناير حتى بداية الفصل الدراسى الثانى. يقول عصام عويس الذى ورث مهنة العمل فى سور الأزبكية من والده أن مشاركته فى معرض الكتاب كل عام كانت مصدر رزق كبير له، خاصة أنه كان يعتمد على تقديم كتب ومجلات للأطفال كانت تباع بأكملها فى الأيام الأولى من المعرض وأشار إلى أن هذا النوع من الكتب لا يلفت انتباه زوار السور فى العتبة لأن أغلبهم من المثقفين وهواة القراءة، أما المعرض فيضم مجموعة مختلفة من الزوار بأذواق متنوعة. «السنة دى تجربتنا مختلفة، فالمعرض بأكمله خاص بتجار سور الأزبكية وعشان نضمن أننا نقدم حاجة مختلفة بنضف المنطقة والمكتبات والأكشاك بتاعتنا واتفقنا مع الباعة الجائلين حول سور المترو وفى محيط ميدان العتبة الانسحاب فى وقت الظهر من حول السور حتى لا ينزعج الزوار». فكرنا فى المشاركة بمعرض الكتاب ويكون تعاوناً مشتركاً بين تجار سور الأزبكية، بحيث يكون كل تاجرين أو ثلاثة معًا، لكن هذه المحاولة فشلت لكثرة عدد التجار واختلاف طبيعة عمل كل منهم عن الآخر، هكذا يقول أحمد عبدالسلام عن محاولات تجار سور الأزبكية للمشاركة فى معرض الكتاب. ومن ضمن الأسباب التى جعلت التجار ينصرفون عن المشاركة فى معرض الكتاب وفقًا لمتابعة عبدالسلام لقواعد المعرض، أن التعليمات الجديدة لمعرض التجمع الخامس، يمنع على أى مشارك فى المعرض إدخال أى كتب أو معروضات بعد نفاد الكمية الأولى التى بدأ بها المعرض، مما سيجعل التجار يخسرون باقى أيامهم فى المعرض إذا تم البيع قبل انتهاء مدة المعرض. صعوبة المواصلات والتكلفة العالية التى سيحتاجها كل تاجر مشارك فى معرض الكتاب للوصول للتجمع يوميًا جعلت القائمين على سور الأزبكية جميعًا ينصرفون عن المشاركة فى معرض الكتاب وتوفير النفقات التى سينفقوها يوميًا أيام المعرض. • أول معرض دولى للكتاب معرض القاهرة للدولى للكتاب من أكبر معارض الكتب فى الشرق الأوسط، ويعتبر ثانى أكبر معرض بعد معرض فرانكورت الدولى للكتاب، ويزوره 2 مليون زائر شخصيًا. بدأت الدورة الأولى من معرض الكتاب عام 1969 وكانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفى، وقرر وقتها وزير الثقافة ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيا من خلال إقامة معرض الكتاب فى أرض المعارض بمدينة نصر، ومنذ هذا العام ويقام المعرض كل عام فى النصف الثانى من يناير ولمدة أسبوعين فقط.