الملف إعداد: عبير صلاح الدين الملف بريشة: أحمد جعيصة عمرو الصاوى سامح سمير قبل عقود قليلة..ظهرت كلمة الكمبوند في حياتنا.. فجأة، بدأت أولا في عالم الطبقات الأغني، لتتسلل شيئا فشيئا إلى طبقات مختلفة وشرائح متنوعة، تكشف عن نفسها في أسماء الكمبوندات «كمبوند الشباب»، «كمبوند ..» في إشارة إلى أنه لأصحاب الشرائح العليا من الطبقة الوسطى، ويجمع بين الفيلات والشقق الفاخرة وغيرها. وكلما زحفت هذه الشرائح العليا، إلى كمبوندات الأغنياء المتميزين، كلما تركهم هؤلاء إلى «الكمبوند الموضة»، وقرى الساحل الشمالي التى تحمل أرقاما، أو تسبقها كلمة بورتو، دليلا على حركة العائلات المحبة للانعزال والتميز، وفرارهم إلى واجهة المشهد والوجاهة الاجتماعية. في المقابل ينشط الوسطاء الراغبين في الاستفادة من تلك المشاعر، ليقدموا مغريات الرفاهية التى لا تنتهي لمحبي التميز والوجاهة، وقد يقع البعض فريسة للنصابين أحيانا. تاريخيا، ارتبطت رغبة فئات معينة في الانعزال ببيوتهم، بالكثير من العوامل التى لم تكن فقط اقتصادية في كل مرة، كما تحكي أسماء الحارات المصرية التى لازالت موجودة منذ قرون، وإلى أن هدم نابليون بونابرت أبواب الحارات ليفتح سكانها على باقي أهل مصر. وتروى شخصيات روايات نجيب محفوظ وشخصيات مسلسلات خالدة لأسامة أنور عكاشة، أسباب تنقل سكان القاهرة من أحيائها الفاطمية إلى أحياء أخرى جديدة في القرن التاسع عشر، شبرا والحلمية والعباسية، ثم الزمالك وجاردن سيتي، ومصر الجديدة، وأخيرا المهندسين والدقي. ورغم تحول الكمبوند إلى جزء من حياتنا اليومية، لايزال مثار جدل في جدواه ومستقبله بين المعماريين وعلماء الاجتماع ومحبي التميز.