الذهب له بريق خاص، ولذلك تلهث خلفه دول العالم بالمستحيل، فالرياضة ثم الرياضة ثم الرياضة بها يُقاس تقدم الشعوب ومصر بفضل صغارها تمكنت من تحقيق الذهب فى أوليمبياد الشباب فى أكثر من لعبة ومع الفارق أن هناك أسرًا تسمح ظروفهم المادية بممارسة الرياضة مع رحب العيشة وآخرين وأسرهم يذوقون المر للوصول إلى هدفهم، ولاعبتنا ياسمين نصر جويلى ابنة ال17 ربيعًا صاحبة ذهبية الأوليمبياد فى رياضة الكاراتيه «وزن 53 كجم» ابنة المنطقة الريفية بالحجانية مركز دمنهور بمحافظة البحيرة، اللاعبة الوحيدة التى تأهلت للأوليمبياد فى رياضة الكاراتيه والوحيدة التى تمكنت من إحراز ذهبية اللعبة على مدار تاريخها وهى الفريدة فى تدريباتها ومعاناتها فبدأت فى مركز شباب الحجانية بعد أن دفعها والدها من بين أخواتها لممارسة الرياضة للتخلص من شقاوتها الزائدة بإشراف مدربها محمد الجوهرى حتى تمكنت من الحفاظ على لقب بطولة الجمهورية لمرحلتها العمرية ثم التحقت بالمؤسسة العسكرية بالسويس فانضمت للمنتخب القومى عام 2016 بإشراف المدرب محمد عبدالرجال ولم تشارك فى معسكرات خارجية مطلقًا بل كانت تدريباتها فى المركز الأوليمبى بالمعادى ثلاثة أيام تركب مواصلتين لتصل للمركز الأوليمبى فسفرها يحتاج إلى 3 ساعات للذهاب ومثلها للعودة فى وقت متأخر وينتظرها والدها عند موقف السيارات ليأخذها فى رحلة أخرى إلى المنزل مع الأخذ فى الاعتبار أنها فتاة صغيرة لم يتعد عمرها 17 سنة وطالبة بالثانوية العامة.. وبرغم ذلك حققت ذهبية البحر المتوسط بالمغرب وذهبية دورة الألعاب الأفريقية برواندا عام 2017 وفضية دورة الألعاب الأفريقية بالجزائر لعام 2018 فى الكوموتيه والكاتا الجماعى وفضية كأس العالم بكرواتيا لنفس العام وهى المؤهلة لأوليمبياد الشباب لتحصد ذهبية الدورة الأوليمبية للشباب بالأرجنتين، وخاصة فى أصعب مبارياتها فى نهائى الدورة أمام انيكا تاهتا اليابانية فى نجاح غير مسبوق لتحظى مصربأول ميدالية ذهبية أوليمبية فى تاريخ اللعبة .. هذه هى قصة ياسمين جويلى .. فهل نتركها فى معاناتها اليومية مع الميكروباصات لتقتطع من وقتها 6 ساعات يوميًا خلاف مشوارها والذى يمتد لمسافة 5 كم لتصل إلى مدرستها بالأبعدية! فماذا سيوفر لها اتحاد الكاراتيه برئاسة محمد الدهراوى بالاتفاق مع وزارة الشباب والرياضة مناخًا أيسر ومناسبًا للبطلة الواعدة أملًا فى الحصول على إحدى ميداليات الدورة الأوليمبية القادمة بطوكيو 2020.•