«أنا عاوزك تفضيلى نفسك خالص الفترة دى وتاخدى إجازة من الشغل، رسالة الدكتوراه بتاعتى قربت ومحتاجة منك تفرغ كامل»، «أنا مابذاكرش للماجستير بتاعى.. أنسى الموضوع ده خالص»، هكذا كان الحوار بين حازم وصفاء بإحدى حلقات مسلسل «حتى لا يختنق الحب»، وهو الطبيب الذى يطلب من زوجته المهندسة التفرغ له تفرغًا كاملا حتى ينتهى من رسالة الدكتوراه الخاصة به، حتى تتمكن من ترجمة مقالاته وكتابة أبحاثه على الآلة الكاتبة. بالإضافة للبقاء المستمر بالمنزل أثناء فترة مذاكرته، مما ترتب عليه إهمالها لعملها وأنشتطها الاجتماعية، وتركها لرسالة الماجستير التى كانت بدأتها قبل زواجها بفترة وجيزة، لكن الأمر اختلف الآن بالنسبة للكثير من البنات، وأصبحت أولوياتهن قبل الزواج» الماجستر والدكتوراه. «لازم يكون دكتور» «استكمالى لدراساتى العليا قيد الاختيار بالنسبة لى، لكن هو لازم يكون دكتور زيى»، هكذا بدأت هاجر إسماعيل باحثة الدكتوراه كلامها عند حديثها حول الزواج، وهى الحاصة على الماجستير من مدة قصيرة، مؤكدة أنه ليس رأيها فقط وإنما رأى أسرتها أيضا، فإما أن يكون أستاذًا جامعيًا أو بدأ مرحلة دراساته العليا، مؤكدة أن ما دفعها فى البداية لانطلاقها بهذه الرحلة هو الطموح، ومن سترتبط به لا بد وأن يكون بنفس مستواها العلمى. «الرجالة أنانية» «معظم الرجالة أنانية، الواحد منهم مايحبش الست تكون أعلى منه، يحب يقودها وتكون تابع ليه»، تقول هنادى محمد التى مرت بتجربتين من الارتباط، أحدهما كان طبيبًا صيدلانيًا والآخر مهندسًا، مؤكدة أن الاثنين كانا على نفس الفكر، فكل ما شغل تفكيرهما هو كيفية السيطرة عليها، «بيتك أولى» وخوفهما من أن يفتح لها هذا الطريق بابا لمقابلة أشخاص أكثر ثقافة وعلما. «شباب متناقضون معظمهم يبحث عن الفتاة المتعلمة جيدًا، بشرط ألا تتعدى مرحلة تعليمية وثقافية معينة رسمها هو لها»، هكذا قالت هنادى، مضيفة أن ما يدفع فتاة ما لتكملة دراستها هدف يخصها هى، فهناك من تبحث عن وظيفة وترغب فى تحسين مستواها العلمى والفكرى، وهناك من لديها طموح علمى ولا ترغب فى الزواج خشية من أن تمنعها هذه الخطوة من تحقيق حلمها، وهناك من تبحث عن فتى أحلامها وتود أن تشغل وقتها بشىء ما حتى تجد من تريد. «الدرجة العلمية بتظلم البنت» «الدرجة العلمية بتظلم البنت اجتماعيا فى مجتمع الراجل فيه بيخاف من الست المتعلمة زيادة لأنه بيخاف من طموحها ومن صعوبة إرضائها»، هكذا أجابت ندى القرشى عند سؤالها عن مدى إقبال الشباب على الزواج من فتيات حاصلات على ماجستير أو دكتوراه، موضحة أن هذا أيضا متوقف على ثقة الرجل بذاته، وعلى مستوى تعليمه وعمره والبيئة التى نشأ بها. ندى زوجة لرجل بنفس مستواها العلمى وفى طريقه للحصول على الماجستير مثلها تمامًا، وبابتسامة تقول: دراستنا خلتنا نتكلم مع بعض بمصطلحات علمية بحثية دون قصد، مؤكدة أن حبها لدراستها الإعلامية هو سبب اتخاذها قرار استكمال دراستها العليا، إلى جانب وعيها بمدى تأثير حصولها على درجة علمية عالية على مستوى وعيها وتفكيرها ووضعها الاجتماعى، فقد أصبحت تفكر بأسلوب علمى أكثر تنظيما. «مش حمل ضغط راجل» «الوضع بيختلف من شخص بيدعمك وبيساعدك على تحقيق حلمك وشخص بيقلل منك ويوصلك عدم جدوى مسيرتك العلمية»، هكذا ترى رانيا خليل التى أنهت السنة التمهيدية للماجستير بإعلام القاهرة، مؤكدة أن مجتمعنا الشرقى ما زال يحبط المرأة ويحاول تعجيزها بكافة الطرق، وقليلا ما يمكن أن تجد الفتاة شخصا يتقبل حياتها وطموحها ورغبتها فى تحقيق أهدافها، خاصة أن هذا الطموح قد يجعلها تصل لسن يعتبره المجتمع تأخرا عن سن الزواج، فالبحث العلمى يتطلب مثابرة وجهد مع القليل وأجواء بعيدة عن الضغوط النفسية، «إحنا مكملين عشان نوصل للى عاوزينه، ومن كتر الضغط وصعوبة الدراسة بنتحمل نفسنا بالعافية». وأكملت: هدفى أن أرتقى بمستواى الاجتماعى والعلمى، وأجد فرصة للعمل كعضو هيئة تدريس بإحدى الجامعات فى المستقبل، فالأمر ليس سهلا والقليل من يصبر لنهاية الرحلة. «شرف ليا ارتبط بدكتورة» «معنديش مشكلة ارتبط بواحدة بتعمل دراسات عليا ده شرف ليا»، هكذا أجاب محمد أسامة الطالب بالفرقة الثانية بكلية الهندسة، واستدرك: لكن فى حالة أن توفق بين بيتها وأسرتها وزوجها وبين دراستها، مؤكدا أن دراساتها هذه ستعمل على رقيه هو وستدفعه علميا وفكريا واجتماعيا إلى الأمام. «يعنى أصرف على تعليمها وتتنك على» لكن عندما سألنا شادى عبدالسلام الشاب الثلاثينى: هل تقبل الارتباط من فتاة تكمل دراساتها العليا؟، لم يستطع الرد، وصمت للحظات، ثم قال لا أستطيع أن أمنع شخصًا من تحقيق حلمه، لكن الفتاة بعد أن تصبح زوجة وفى حالة أن كانت موظفة أيضا فلن تستطع التوفيق بين كل هذا، ففى الصباح تذهب لعملها لتعود منه آخر ساعات النهار، وبفترة المساء تبدأ ساعات المذاكرة والبحث والاطلاع على آخر مستجدات مجال بحثها ودراستها، ثم ينتهى يومها لتذهب للنوم وتستيقظ باكرا لتكرر نفس طقوس يومها السابق، «فين الحياة الزوجية ف كده، وهنشوف أمتى مسئوليتنا وبيتنا.. طيب لو جبنا أطفال هتعمل ايه؟». وتخيل وصول الحياة الزوجية إلى نقطة الاختيار، عندما سيشعر بأن حياته الزوجية غير مستقرة، وسيتحدث مع زوجته لإيجاد حل لما وصلا إليه، وأكد أنها ستجيبه بأنها لم تخف عليه رغبتها فى تحقيق طموحها، وأنه كان على علم قبل الارتباط بها برغبتها هذه، فماذا سيكون الحل حينئذ؟!! ولأحمد ممدوح الطبيب البيطرى رأيه الخاص والذى يرى أن الرجال نوعان، الأول يفضل الفتاة المتعلمة جيدا لكنه يخشى من أن تأتى دراستها ومستقبلها العلمى على حساب بيتها وزوجها وأولادها، ومن أن تشعر زوجها طوال الوقت بأنها أكثر وعيا منه، بينما النوع الثانى من الرجال لا يفضل المرأة المتعلمة إلى هذا الحد من الأساس «مش هجيب واحدة أصرف على تعليمها وكمان تتنك عليا».. هكذا يرى. •