«إحنا بندى مشروعات عينية وليس قروضًا، تتوجه السيدة للوحدة الاجتماعية وتقدم طلبا للحصول على مشروع، فيجرى لها بحث اجتماعى بعد مقابلة مع رئيس الوحدة والباحث الاجتماعى بمنطقتها، لمناقشة تفاصيل المشروع المتقدمة به وتقييمه»، توضح نانسى عبد العزيز، مدير إدارة المشروعات بقطاع المرأة بوزارة التضامن الاجتماعى ومنسق مشروع التنمية والسكان بمحافظة القليوبية. مشيرة إلى أنه أحيانا ما تكون لدى السيدة فكرة مشروع ،لكنها غير ملائمة لطبيعة ظروفها ومعيشتها وحالتها الاجتماعية والمنطقة القاطنة بها، فنناقش معها الأمر، تترواح قيمة المشروع من 1000 إلى 5 آلاف جنيه. تقدم الوزارة 90 % من قيمته والمتبقى تدفعه صاحبة المشروع، ثم تقوم لجنة التنفيذ باصطحاب صاحبة المشروع لشراء ما يلزمها، ثم يتم تسليمها المشروع، على أن تسدد قيمة المشروع شهريا لمدة 24 شهرًا كحد أقصى»نجتمع دوريا بصاحبات المشاريع لمعرفة مشاكلهن والتحديات التى تواجههن، وتوصلنا معا لفكرة أن يتم تنفيذ مشروع جماعى، وزيادة قيمة المشروع بعدد أفراد الأسرة، على سبيل المثال منح 15 ألف جنيه لثلاثة أفراد فى الأسرة الواحدة، لتكون فى النهاية مشروع واحد، كمحاولة لتحسين قيمة الخدمات مع ارتفاع الأسعار»..تضيف نانسى. بائعة الفاكهة «خدنا القرض من الشئون الاجتماعية وجبنا بيه فاكهة وبنبيعها»، هكذا بدأت سناء مغاورى نصر، ربة المنزل التى لم تلتحق بالتعليم حديثها، فزوجها معلم بالأجر بإحدى مدارس العبور الكبرى، ويعمل فقط حسب الطلب والحاجة بالمدرسة، أى ليس له دخل ثابت. وهنا يقول السيد نبوى السيسى زوج سناء، «فى شغل ماشى مفيش ادينى قاعد، لكن أنا وزوجتى وأمى وولادى التلاتة هنعيش إزاى؟»، هكذا انطلقت فكرة الحصول على قرض من وزارة التضامن، ببطاقته وبطاقة زوجته وأحد الموظفين للضمان، 850 جنيهًا قيمة القرض الذى حصلت عليه سناء فى بداية مشروعها، اشترت به فاكهة، دفعتها نقديا لتجار السوق، وبدءا البيع، ثم سداد القرض من الأرباح. 5 سنوات منذ حصول الزوجة على القرض، تتمنى سناء وزوجها أن تزيد قيمة القرض « 2000 مش كفاية دلوقتى لأن الفاكهة غليت وأقل حاجة 5000 جنيه، عشان نحس بالمكسب، مش بس نسدد القرض» تراقب الوزارة مدى دوام المشروع «ماعندناش حاجة نخبيها على حد، وبيعملوا علينا تفتيش دورى عشان يشوفوا المشروع ماشى ازاى»، تكمل سناء، «وفى حالة ما إن رأت لجان التفتيش سريان المشروع على ما يرام، من المحتمل أن تزداد قيمة القرض». نهارا يذهب الزوج للمدرسة إن طلب للعمل وتأخذ الزوجة مكانه بفرشة الفاكهة بالسوق حتى ينتهى من يومه، فيتبادلا الأدوار. خبرة البيع والشراء.. والفرح بالمكسب «بافهم فى الملابس وقررت افتح مشروع من فترة عشان أزود دخل أسرتى»، هكذا بدأت سارة وفيق ابنة قرية مشتهر مركز طوخ بالقليوبية حديثها، حول القرض الذى حصلت عليه بمعرفة «أبلة كريمة» كما تناديها دائما، وهى إحدى سيدات القرية العاملة بوزاة التضامن. كان لدى سارة فكرة مشروع محل ملابس جاهزة، وهى تود المساهمة فى مصروفات أسرتها، فوالدها يعمل موظفا بإدارة شئون القرية وراتبه ضعيف، سارة فى أوائل العشرينيات من عمرها، وتود أن تكمل دراستها بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، فقررت التقدم للوزارة للحصول على قرض باسمها قدر ب 3600 جنيه بضمان وظيفة والدها، تقوم بشراء بضاعة بهذا المبلغ شهريا وما يدره عليها هذا المشروع تسدد به قيمة القرض. «بجيب هدوم بالقسط وبسدد القرض وتمن باقى البضاعة وإيجار المحل 500 جنيه ده غير الكهربا»، ومع هذا تغيرت حياة سارة وتمكنت من معرفة مهارات كثيرة فى البيع والشراء، وأيضا فى تحمل المسئولية، والفرح بتحقيق الربح والشعور بالمكسب. طموح سارة الآن أصبح أكبر من القرض «الحاجة غليت ومحتاجة قرض حوالى 10 آلاف جنيه مش 3 آلاف «كنت قبل كده بشترى 30 حتة دلوقتى بشترى 15 بنفس السعر»لكن سارة عرفت الآن مصادر تمويل أخرى لمشروعها، لكى يكبر وتتوسع فى عملها. سمعت عن القرض فى فرن العيش 3600 جنيه قيمة القرض الذى حصلت عليه سارة هو نفسه قيمة القرض الذى حصلت عليه أسماء عبد العظيم من منشاة الكرام شبين القناطر بالقليوبية، فهى لم تستطع الحصول على معاش تكافل وكرامة، لأن شروطه لم تنطبق عليها، «أخبار البلد كلها بتبقى ع الفرن، سمعت ست وأنا بجيب العيش بتتكلم على قروض وسألتها»، هكذا سمعت بالقروض التى تمنح للسيدات لعمل المشروعات الصغيرة، فقررت طلب قرض بضمان راتب زوجها - كمشرف معمل بإحدى المدارس – لشراء جاموسة قامت بتثمينها ثم بيعها والكسب من ورائها، ثم شراء غيرها وهكذا. «أهلى فلاحين وقررت اشتغل فى اللى بفهم فيه»، هكذا قالت الثلاثينية أسماء، موضحة أنها إن حصلت على قرض آخر قدمت عليه ستقوم بشراء «بقرة» للاستفادة من منتجاتها وتدر عليها وعلى أسرتها - المكونة من 5 أفراد - دخلا أكبر، لكنها بانتظار دورها، فالمتقدمون لهذا النوع من القروض كثيرون، كما تقول. «احنا فى قرية والشغل مش متاح لأصحاب الجامعة هلاقى أنا شغل بدبلوم؟!»، بهذه الكلمات أجابت عن سبب عدم عملها بوظيفة ذات دخل شهرى، مضيفة أنها تعودت على الأعمال المنزلية الريفية، بجانب ضرورة اعتنائها بأولادها، متمنية أن ترتفع قيمة القروض إلى 5 آلاف جنيه، ليتمكن من يريد شراء دواجن أو بقرة أو غيرها من شرائها، مع ارتفاع الأسعار. •