عندما يغيب الفنان. بأعماله عن الساحة الفنية ينساه جمهوره خاصة أن كل يوم تظهر وجوه جديدة، وغالبًا غياب الفنان يُفرض عليه، فقد تكون تصفيته كنجم هدفًا فى حد ذاته تحرص عليه شركات الإنتاج الكبيرة لصالح آخرين، وقد يضطر للغياب نظرًا للفساد المتفشي فى جميع المجالات بما فى ذلك الوسط الفنى، وقد يكون غيابه بسبب عامل الزمن، لكن قلة من نجومنا تكون مواقفهم هى التى أدخلتهم دائرة الغياب تصفية ممثلة! «جالا» هى ابنة المخرج الراحل أشرف فهمى قدمها كبطلة فى بداية التسعينيات من خلال فيلم كتب قصته أيضا «إعدام قاضى» وشاركها البطولة عزت العلايلى ويحيى الفخرانى، وقتها تركت انطباعًا جيدًا عنها كممثلة، حين كان الوسط الفنى مغلقًا على 7 نجمات فقط لا غير، لتفاجئهن «جالا» بسلسلة أفلام لايت كوميدى من إنتاجها بمشاركة المخرج شريف شعبان الذى كان زوجا لها فى هذا التوقيت، ورغم أنها كانت أفقر النجمات الموجودات على الساحة إلا أنها اختارت إنتاج الأفلام بدلًا من تأمين نفسها ماديًا ووقتها أصبح اسمها يوزع جيدًا فى السوقين الداخلى والخارجى للأفلام وأصبح المنتجون يحملوها مسئولية أفلامهم. عملت جالا من إنتاجها وإنتاج الغير فيما بعد أكثر من فيلم ليصل مجموع ما قدمته بسينما التسعينيات عشرة أفلام من ضمنها فيلم « كلام الليل» ليسرا وإيناس الدغيدى، وواضح أن هذا الفيلم كان هو بداية تصفية جالا فهمى كممثلة ناجحة لأنها حصلت على الجائزة الوحيدة عن دورها بالفيلم حيث تم التعتيم الإعلامى على جائزتها وتبعته محاربة لفيلمين قامت ببطولتهما أولهما «جلا جلا» الذى شاركت فى إنتاجه. و«أول مرة تحب يا قلبى» للمؤلفة ماجدة خير الله والمخرج علاء كريم. ووفقًا لحكاية جالا لى وقتها أن فيلمها «أول مرة تحب يا قلبى» كان عليه إجماع من قبل النقاد لدخوله مسابقة مهرجان القاهرة السينمائى، إلا أن هناك موظفة كبيرة بوزارة الثقافة أرهبت النقاد الذين أصروا على مشاركة فيلمها بالمهرجان ونفس الموظفة هى وراء عدم دعوة جالا فهمى لأى مهرجان سينمائى لوجود خلاف بين «جالا» وبين يسرا وإيناس الدغيدى. من جهة أخرى جالا فهمى وقتها ومؤلفة فيلمها ماجدة خير الله اتهمتا منتج فيلمهما واصف فايز أنه تآمر على الفيلم لصالح آخرين بعدم صنع أى دعاية له ورفعه من دور العرض التى يملكها بعد تحقيقه مكاسب من بيع الفيلم للفضائيات والدول العربية، وإسعاد يونس دعمت هذا التآمر بصفتها مسئولة عن توزيع الفيلم من خلال الشركة العربية للإنتاج والتوزيع التى تملكها ولم تعرض أى أفيش للفيلم بالسينما، وأكدت جالا فهمى على التآمر ضدها بأن أفيشات فيلمها السابق لهذا الفيلم «جلا جلا» تم تلطيخها بالبوية السوداء. وتم رفعه بعد أسبوع واحد من السينمات التابعة لإسعاد يونس. النجم نفسه آثار الحكيم هى ثانى نجمة تستطيع ضمها للغائبين لكن بأسباب مثيرة نابعة منها هى شخصيا، البداية كانت عام 2003، عندما وضعت آثار الحكيم خطوطًا حمراء فى أى عمل تُشارك به، وأصبحت تحارب العرى من خلال مسلسلاتها، وقد حدث ذلك فى مسلسل «فريسكا» للمخرج مجدى أحمد على والذى شاركت فيه الراقصة دينا حيث وقفت ضد ملابس دينا شبه العارية ورفضت تصوير أى مشاهد لها تجمعها بدينا إلا إذا التزمت دينا بملابس محتشمة، وفى عام 2.10 شاهدنا وصلة ردح وتراشق متبادل بين أثار الحكيم والمخرجة إيناس الدغيدى بأحد برامج الفضائيات قدمه وقتها مجدى الجلاد ووائل الإبراشى حيث اتهمتها الأولى بأن أفلامها تروج للعرى والإباحية لترد عليها الثانية بشكل يسئ لبدايات عمل أثار الحكيم قبل دخولها المجال الفنى، وبعد هذه الأزمة بعامين والتى لم يتم ترشيحها بأى عمل فنى أكدت آثار الحكيم اعتزالها التمثيل نهائيا وأنها ستتفرغ لتقديم برنامج سياسى لم يظهر للنور حتى هذه اللحظة. ليشهد عام 2014 أزمات جديدة بين آثار الحكيم وزميلاتها بالوسط الفنى حيث تجدد الخلاف بينها وبين الراقصة دينا عندما قدمت الأخيرة برنامج «الراقصة» وتصدت له آثار الحكيم من خلال رجال الدين ووسائل الإعلام، وفى نفس العام انتقدت أثار الحكيم فيلم «حلاوة روح» لهيفاء وهبى بطريقة مستفزة ما دفع بطلة الفيلم بالرد على آثار الحكيم بطريقتها، وشهد نفس العام أيضًا أزمتها الشهيرة مع رامز جلال عندما استضافها فى إحدى حلقات برامج المقالب واعتراضها على الأجر غير المتوائم مع اللحظات الصعبة التى عاشتها أثناء تصوير الحلقة، والتى تعدت الثلث ساعة على غير المتفق عليه. ووقتها لم يتوقف الأمر عند القضاء بل امتد الخلاف بينها وبين هالة سرحان التى دعمت رامز جلال من خلال برنامجها بإحدى الفضائيات على حساب آثار الحكيم. وواضح من أزمات وتصريحات آثار الحكيم السابقة أنها السبب المباشر فى عدم ترشيحها بأى أعمال فنية خشية من تدخلاتها التى تتوافق مع قناعتها الشخصية والتى تختلف بالتأكيد عن وجهة نظر المخرجين والمنتجين وزملائها. ورغم ذلك إلا أن الأضواء لاتزال تداعب خيالها سواء من خلال مشاركتها فى الحياة الاجتماعية أو من خلال آرائها المستفزة لأعمال زملائها. وهذا لا يعنى أن أراءها ليست صائبة، لكن هناك فرقًا بين آراء يجب عدم البوح بها لوسائل الإعلام من منطلق اختيارها الاعتزال الفنى، وبين الظهور بمناسبات تستدعى ذلك مثلما أطلت علينا من خلال مداخلة هاتفية على إحدى الفضائيات للاحتفاء بمحمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزى. بدون أسماء هناك العديد من النجوم والنجمات تألقوا بأدوار صغيرة تنتمى لنوعية معينة دفعت بهم لسلم البطولة المطلقة وعندما تحملوا عبء تصدر الأفشات فشلوا بجدارة، وهؤلاء منهم نوعيتنا الأولى تتقبل الأمر وتعود برضى للأدوار الثانية أو الأدوار الصغيرة المؤثرة التى تضيف لرصيدها، أما الثانية فتخجل من طرق أبواب شركات الإنتاج لتعيد تقديم نفسها فنيا أو لإصرارهم على البطولة المطلقة التى قد تأتى على يد منتج جديد لا يعلم شيئًا عن حسابات تسويق الأفلام. مواقف هشام عبد الحميد يعتبر من أبرز الغائبين عن الساحة الفنية، شهد غيابه وتوزيع إقامته ما بين كندا وتركيا التى يقدم فيها برنامجه «بالتأكيد» من خلال قناة الشرق العديد من علامات الاستفهام، فهو مبدئيا حقق نجاحات سينمائية وأهم أدواره كانت بأفلام «معالى الوزير» و«خريف آدم» و«غرام الأفاعى» وغيرها بخلاف إنتاجه لفيلمين أولهما «مجرم مع مرتبة الشرف» وفيلمه الصامت «لا» الذى ينتمى للسينما المستقلة. وخلال مشواره الفنى كان يسعى لتقديم برنامج على الفضائيات المصرية وكان يجد كل الترحيب من جانب أصحاب الفضائيات ثم يصطدم فى تحولهم من القبول للرفض بلا أسباب إلى أن وجد الفرصة على قناة الشرق الفضائية ذات التوجة الإخوانى، ما أعطى أنطباعًا لانتمائه لهم ما دفعه لتكذيب الأمر، والتى اشتراها فيما بعد أيمن نور، ونظرًا لمواقف وأراء هشام عبد الحميد فقد أنعكس ذلك بالسلب على ترشيح المنتجين له فى الأعمال الفنية التى تليق بمكانته وتاريخه الفنى. حسب تأكيداته لى هناك العديد من الأعمال تعرض عليه لكنها لا تليق بتاريخه. تأتى أيضا أسماء غائبة مثل عمرو واكد وخالد أبو النجا وجيهان فاضل وتيسير فهمى بسبب مواقفهم. زمان وخلص! لعب الزمن دورًا كبيرًا فى زيادة مساحة الغياب بين أشهر نجمات زمانهن وبين جمهورهن، الأولى هى نادية الجندى حيث كان آخر ظهور لها سينمائيًا من خلال فيلم «الرغبة» عام 2002 . وأعقبه اختفاء سينمائى تام إلى أن وجدت ضالتها فى الدراما التليفزيونية بداية من عام 2004 حتى عام 2015 قدمت خلالها 4مسلسلات فقط. ولا تختلف أسباب غياب نبيلة عبيد عن بنت جيلها نادية الجندى حيث شهد عام 2007 آخر تواجد سينمائى لها من خلال فيلم «مفيش غير كده» لتتجه فيما بعد للدراما التليفزيونية على فترات متباعدة. •