لم يأت عشقها للعمل الاجتماعى صدفة أو كنتيجة حتمية لدراستها فى كلية الخدمة الاجتماعية، وعمادتها للكلية فيما بعد، فمنذ طفولتها تشجعها والدتها الموجهة بوزارة التربية والتعليم على التطوع فى أنشطة تخدم المجتمع، حتى أصبح التطوع دون انتظار أجر، صفة أساسية تتمتع بها نائب رئيس اليونسكو فى الشرق الأوسط، ومؤسسة جمعية «حواء المستقبل» د. إقبال السمالوطى. أثناء دراسة السمالوطى فى كلية الخدمة الاجتماعية؛ اختارت أن تكون منطقة «إمبابة» –القريبة من سكنها- هى محور دراستها وتحديداً منطقة المنيرة الغربية، لارتفاع نسبة الأمية بها خاصة بين النساء، وبعد أن وصلت إقبال إلى منصب مدير مركز البحوث بالكلية، قررت أن تجرى أول دراسة حول هذه المنطقة، لتصبح هذه الدراسة مرجعاً هاماً للمحافظين والمسئولين، الذين قرروا بناء على نتائج الدراسة، تركيز بعض جهود الدولة لهذه المنطقة، ضمن خطط الحكومة لتطوير العشوائيات. وشكلت لجنة لتنمية المنيرة الغربية بالمشاركة الشعبية، تحت إشراف صاحبة الدراسة الأهم لهذه المنطقة، ليتغير الوضع بهذه المنطقة، ووصل الأمر لزيارة الأمير تشارلز لها كنموذج لتطوير منطقة عشوائية. الأمية عرض وليست مرضًا طوال مشوارى المهنى لم يشغل تفكيرى أى قضية أكثر من مشكلة محو الأمية عند السيدات، فوضعت منهج «المرأة والحياة»، وهو خلاصة مشوارى الذى بدأته بمحو أمية نساء إمبابة، فتم اعتماد هذا المنهج من اليونسكو بعد أن تعاونت مع كبار أساتذة التعليم للوصول لهذا المنهج، الذى بالفعل بدأ تطبيقه منذ شهرين تقريبا فى 4 محافظات هى: الإسماعيلية، الجيزة، أسوان وسوهاج، وسيستمر هذا العمل بهذا المنهج لمدة 6 أشهر تحت رعاية المجلس القومى للمرأة. وعن سبب فشل أغلب خطط محو الأمية منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وحتى وقتنا هذا، قالت السمالوطى «مشكلة المجتمع المصري؛ إنه يتعامل مع الأمية على أنها أمية الأبجدية فقط، لكن الأمية هى مظهر اجتماعى وتحتاج لتنمية متكاملة من الناحية التعليمية والمادية، ولمحو الأمية التكنولوجية ليستطيع الفرد استخدام الفيزا لصرف معاشه على الأقل، بالإضافة إلى أهمية محو أمية الزوجة والأم، فالكثير من المصريات لا تستطيع إدارة الحياة الزوجية بالشكل الأمثل». لحظات السعادة فى عام 1999 شاركت د. إقبال فى عضوية عدة مؤسسات لمحو الأمية وتعليم الكبار، ثم تم انتخابها لتولى منصب أمين عام الشبكة العربية لمحو الأمية ثم عضويتها فى اليونسكو. لم تنس سيدة الأعمال التطوعية لحظات السعادة التى تدفع بها دائماً لاستكمال المشوار الذى بدأته فى شبابها، فعندما ترى النساء اللاتى تحولن على يديها من أميات إلى قيادات اجتماعية هامة وسيدات أعمال متميزات، تزداد حماسة وتشعر بالرغبة فى الاستمرار لتصل بالسيدات المصريات إلى بر الأمان. خلال مشوار مهنى ملىء بالإنجازات والنجاحات، تعاونت د. إقبال السمالوطى مع الكثير من النساء اللائى أثرت فيهن وتأثرت بهن، منهن تلميذاتها الأجدر لاستكمال مشوارها كما تراهن، ومنهن: «سعاد حسين، سنية بدوى، هبة الله محمد» من أبناء جمعية «حواء المستقبل».. أما أبناء الجمعية الذين خرجوا منها ليقدموا خبراتهم لأماكن أخرى فمنهم: «داليا نبيل خبير اجتماعى فى محاكم الأسرة، ود. مها البشير مساعدة فى المكتب الفنى لوزير البيئة». للدكتورة إقبال السمالوطى، ثلاث شقيقات، «كرّس والدى ووالدتى كل جهدهما لتربيتنا بأفضل طريقة، فى الوقت الذى كان يفضل فيه البعض الذكور ويميزهم، تزوجت من لواء طبيب فى القوات المسلحة لم يختلف كثيراً عن أبى، وأدرك عشقى وتعلقى بالعمل الميدان وقدم لى الدعم المادى والمعنوى لأصل إلى ما وصلت له اليوم.. أما عن حلم الأمومة فلم أكن من المحظوظات اللاتى أهداهن القدر الأبناء، ولكن الله عوضنى بالكثير من طلابى الذين أعتبرهم كأبنائي». •