من منا لا يخشى أن يتسلل العجز إلى جسده، من منا لا يهاب الساعات والسنوات التى تمر من عمرنا؟! من منا لم يفكر فى اختراع آلة الزمن للعودة إلى أيام الصبا والشباب؟! هؤلاء ليسوا كذلك، إنهم مجموعة من «الكبار» وذوى القدرات الخاصة قرروا أن يواجهوا الحياة بالغناء، رافضين أن يتسلل العجز إلى عقولهم، فاصطفوا على المسرح ليعزفوا سيمفونية الحياة فى أبهى صورها، وقد فجروا طاقات الأمل بالعمل، فكانت أغنياتهم إحياء لزمن الفن الأصيل «كطابع فرقتهم» فتغنوا بأم كلثوم ونجاة ووردة وفريد وعبدالمطلب. رسالتى إحياء التراث والروح يؤكد مايسترو الفرقة إسلام الهوارى، على هدفه فى الحفاظ على ما بدأته والدته الدكتورة آمال فتحى فى إيجاد طاقة نور ومتنفس لكبار السن الهواة وتدعيمهم وترسيخ مبدأ أن البدايات ليس لها عمر.. وعن فكرته فيما يتعلق بتطوير الفرقة قال: فكرت فى تطوير الفرقة لتشمل ذوى الاحتياجات الخاصة لإخراجهم من حالات الملل أو الكآبة التى يعيشها بعضهم وتحفيزهم بأنهم أعضاء عاملون وأصحاب رسالة. أعضاء الفرقة 20 عضوا ويختلف عدد الموسيقيين ما بين 7 و10 عازفين، ويتواصل الأعضاء من خلال فيس بوك أو جروب الفرقة، ونشعر جميعا أثناء البروفات بجو من السعادة والفرح والفخر بأننا نقدم تراثنا بشكله الوقور ليعود للفن قيمته ويعود الفنان سفيرًا لبلده. وطموحى أن نشارك فى مهرجانات دولية حتى نكون سفراء لمصر فى جميع أنحاء العالم ونكون قدوة لكل من له موهبة يجب إظهارها. صوتى مش معاق! ويقول يحيى زكريا وهبة، أحد أعضاء الفرقة: «انضممت للفرقة منذ 4 أشهر تقريبًا عن طريق مؤسسة «الحسن» مؤسسة لذوى القدرات الخاصة، وكان هدفى أن أتحدى إعاقتى وأحقق حلمى بالغناء وصوتى يصل للناس، فى البداية لم تكن ظروفى مناسبة للدراسة، درست بمعهد أزهرى ودخلت كلية التربية قسم خدمة اجتماعية، لكن ظل طموحى فى الالتحاق بمعهد الموسيقى ودراسة الموسيقى والغناء بشكل علمى، وقبل الحادثة كنت أغنى فى الأفراح وأشارك فى حفلات قصر ثقافة المنصورة، لكن بعدها أصبت بالإحباط وشعرت بحلمى ينهار حتى قابلت المايسترو إسلام الهوارى الذى شجعنى مجددا بعد أن سمعنى وعرف مدى حبى للموسيقى ودفعنى لاستكمال حلمى، وقررت أن أواجه نفسى من جديد وعملنا بروفات واتمرنت وقررت أن أواجه الجمهور وأكمل الطريق. بطلة ومطربة فيفى مؤمن خريجة كلية تجارة وتعمل بوزارة التموين، كما أنها أحد أعضاء شركة للدعاية والإعلان معظم من فيها من ذوى الاحتياجات الخاصة وأخيرًا هى إحدى مطربات الفرقة: حبى للموسيقى بدأ مع والدى الذى كان عازف أورج وأوكورديون، واستمر هذا الشغف حتى الجامعة فكنت أستمتع بالغناء والطرب مع أصدقائى وفى مناسبات الجامعة. كانت بدايتى كعضوة فى مؤسسة الحسن لدعم غير القادرين والتى من ضمن مشاريعها الفنون والرياضة واشتركت فى لعب تنس الطاولة وحصلت على ميدالية فضية وبرونزية على مستوى الجمهورية، ثم بدأ التفكير فى عمل فريق موسيقى من مستخدمى الكراسى، وتواصلنا مع الدكتور إسلام الهوارى الذى تحمس للفكرة وقام بعمل اختبارات صوت للفريق، وبدأنا بروفات وبعد فترة قصيرة أخد قرارًا بمشاركتنا مع فرقته «الأصالة»، وتحقق الحلم بالغناء على مسرح ساقية الصاوى وأمام جمهور من مختلف الأعمار وتفاعلهم القوى أثناء الحفلة. والموسيقى تعطينى إحساسًا بالسعادة والاستمتاع وتغيير حالتى المزاجية للأفضل. والخروج من شرنقة الإعاقة ليس بالشىء السهل، ولكنى قررت أن أثبت قدرتى على تحقيق نجاحى الخاص رغم خوفى من مواجهة الجمهور، وسعدت بهذه التجربة كثيرا ومستمرة فيها. حلمى الغناء والرقص محمود الجزار عاشق للرقص والغناء رغم التحديات الجسدية التى يواجهها، شاركت من خلال مؤسسة الحسن فى أكثر من عرض رقص بالكرسى المتحرك أحدها كان فى مارس 2016 وكنت أول مستخدم لكرسى متحرك بالمشاركة مع فريق من إنجلترا تحت مسمى مهرجان وسط البلد للفنون، وكان التدريب بالجامعة الأمريكية والعرض بشوارع وسط البلد. وبعدها بشهرين شاركت مع مجموعة من الأصدقاء فى عرض بجامعة عين شمس.