سنة 83 كان عندى 8 سنين كنت فى تانية ابتدائى، وطالع تالتة لما التليفزيون عرض مسلسل «نهاية العالم ليست غدا» يمكن ما تصدقنيش لو قلت لك إنى تقريبا حفظت أحداث المسلسل من ساعتها هو اتعرض كام مرة بعدها فى السنين اللى بعد83 ما شفتوش ل أسباب مختلفة ثم ما عادش ب ييجى خالص من أواخر التمانينات لما اليوتيوب ظهر وبدأ الناس يرفعوا عليه المسلسلات دورت عليه، ما لقيتوش أذكر مرة كنت كتبت الجملة الافتتاحية اللى كان حسن عابدين ب يقولها كل يوم ف حفظتها غيبا المهم ماسبيرو زمان عرض المسلسل حاليا وخلص امبارح المسلسل دا غريب جدا على التليفزيون على الأقل فى الوقت المبكر دا ب يحكى عن مدرس فلسفة، اسمه رياض عبد ربه راجل فقير من حارة المناديلى رياض يجمع بين تلات شخصيات النبى (أى نبي) شخصية دون كيشوت شخصية عبدالناصر وهنا المأساة الكبيرة هو مصمم على «الصح» على «الحق» و«الخير» و«الجمال» ب التالى ب يعانى من مفردات الحياة كلها فى البيت فى المدرسة فى الشارع فى الدولة يسرى الجندى (المؤلف الكبير) اداها حتة كدا ناصرية وعالم تالت واستقلال وتنمية وإلخ إلخ بس مش مهم الفكرة إن رياض عنده «رسالة» ومحدش مصدق فى أفكاره غير بنته وابن أخته اللى ب يحبوا بعض إنما الباقى حتى مراته وولاده التانيين محدش معبره وكلهم ب يضغطوا عليه ويقطموه إنه مش داخل فى السبق بتاع الحياة سبق الفلوس والقوة والنفوذ رياض له صديق عجوز عالم هو اللى علمه مبادئه (حاجة كدا زى ورقة بن نوفل) الراجل العجوز دا اسمه الدرديرى ساكن فوق السطح ومستنى كائنات فضائية تيجى تنقذ الإنسان ب يموت الدرديرى وهو حزين إن الكائنات ما جاتش بس هو حاسس إنها خلاص قربت يطلع رياض السطح مكان درديري بعد ما الحصار اشتد عليه من «عزت الدمهوجى» (مالك الفلوس) والخواجة روبى (حامل القوة) وفجأة ب تنزل له الكائنات وتكلمه وتقول له اقرا كدا وتوريه حاجات وحقائق عن العالم وقد إيه الإنسان كائن بشع فشل فى الاختبار ف حق عليه القول والكائنات دى جاية تدمرها تدميرا الكائنات وكلت رياض إنه يبقى نذير ل البشرية ينذرهم عواقب استمرارهم فى الظلم المشكلة إن محدش شاف الكائنات دى غير رياض ف يقولوا عليه «مجنون» رياض له «صديق» أنتيم اسمه شكري شكرى صدق رياض من غير ما يشوف شكرى له وزنه، صحفى قرر يتحمل توصيل رسالة رياض ل البشر كلهم فعلا العالم كله ب يصدق وكالات الأنباء ب تتلم على رياض إيه المطلوب؟ يقول لهم كلام فلسفى محدش يفهم ويسألوا تانى: إيه المطلوب تحديدا ف يقول لهم: إن خروج الجنس البشرى من هذه الدائرة المغلقة متوقف على خلاص حارة المناديلى يا حضرات وبالدرجة الأولى متوقف على خلاص العالم الثالث الذى يتجسد فيما يعانيه كل واقع الجنس البشرى وكل قوانين الغابة ويطالبهم ب السلام والرحمة وتستجيب الدول العظمى يستجيبوا فترة وجيزة جدا بعدها ما يلاقوش كائنات فضائية ولا ديالو ولا أى حاجة ب تهددهم ف ترجع تانى كل حاجة ل أصلها وأسوأ بس الناس البسيطة سكان حارة المناديلى ه يفضلوا مصدقين رياض إنه مش كذاب وإن فيه كائنات فضائية ويؤمنوا ب رسالة رياض وينتهى المسلسل طبعا أداء الممثلين والتصوير ومستوى الحوار والسيناريو والخدع والمؤثرات كلها حاجات تهلك من الضحك ل فرط سذاجتها لكن تفضل النية خير وتفضل شخصيات المسلسل رياض عبد ربه، عزت الدمهوجى، ثريا الدمهوجي ناجى عبد ربه، فطين، إيمان رؤوف رأفت المعلم أبو زيد سليم سعادة الحلاق ترافولتا وطبعا الدرديرى شخصيات تستاهل إنى أفتكرها من 43 سنة وتستاهل لو أتيحت لى فرصة أكتب عنهم واحد واحد قبل «رياض عبد ربه» كان فيه مسلسل «الأيام» 13 حلقة ست حلقات منها طه حسين طفلا يعنى أحمد زكى اللى ظهر فى آخر مشهد من الحلقة السادسة كل اللى قدمه سبع حلقات سبع أيام ب الظبط أحمد زكى قبلها بقى غير أحمد زكى بعدها من حيث النجومية والانتشار ل درجة إن صلاح جاهين وقتها رسم كاريكاتير فيه الاهرام التلاتة، واسم أحمد زكى على واحد منها ب أعيد فرجة على المسلسل وبعيدا عن زكى وموهبته فيه مشهد بين أبو طه حسين (يحيى شاهين) وأمه (امينة رزق) لما كان طه لسه ب يشوف طشاش وب يناقشوا يعالجوه ازاى أم طه كان رأيها ندبح دبيحة عند سيد الفولي وأبوه كان شايف نجيب حلاق الصحة يعالجه أمينة رزق عملت أداء عالى أوي وهى ب تسأل سؤال جوهرى مصيرى: بقى سيدى الفولى، ولا حلاق الصحة؟ السؤال دا نبهنى ل حاجة مهمة أوى وهى إنه مفترض فيه صراع بين الدين والعلم العقيدة والتجريب التسليم ل الميتافيزيقا ولا مقاومتها وتحويل أكبر قدر منها ل فيزيقا تقليص عالم الغيب ل صالح عالم الشهادة لكن الصراع هنا غير الصراع فى حتة تانية فاكرين انتخابات 2012 الرئاسية الانتخابات دى جرت بين ناس غير اللى المفروض تجرى بينهم كان مفروض يتنافس البرادعى وعمر سليمان وحازم أبوإسماعيل بس ولا حد منهم دخل وبقت فى النهاية بين تلاتة تانيين حمدين وشفيق ومرسي أهو هنا فيه حاجة شبيهة الصراع هنا ب يمثلوه طرفين مشوهين خالص لا سيدى الفولى هو الدين ولا حلاق الصحة هو العلم سيدى الفولى دجل وحلاق الصحة دجل علشان كدا مفيش فرصة ل خوض صراع طبيعى تقدر من خلاله تنتصر ل ما تروج له علشان كدا طه حسين عمى وعينه راحت سيبك من إنه بعدين ملا الدنيا نور والكلام دا هو ما ملاش الدنيا ولا حاجة هو بس طلع بره الصراع المشوه دا وقليلين جدا إللى خدوا بالهم هو طلع إزاى وطلعوا وراه وفضل الناس فى مصر ل حد النهاردا ب يتخانقوا: بقى سيدى الفولى، ولا حلاق الصحة؟•