يوافق الثامن من مايو من كل عام، اليوم العالمى للحمير international day of donkeys الذى يحتفل فيه ب59 مليونا من الحمير والبغال التى تعيش فى أنحاء الكرة الأرضية. تذكر الاحتفالات بحقوق هذا الحيوان، وبأهمية أن يعامل بالشكل الذى يليق بما يقدمه من عمل مضنٍ، وبدوره الذى لم ينته بعد.. وتحتفل المكسيك بهذا اليوم بإقامة مسابقات لاختيار أجمل حمار، بينما تمتد الاحتفالات فى كينيا إلى أسبوعين، لأهمية الحمار فى حياتهم اليومية واقتصاد البلاد. هذا الحيوان الذى شارك تاريخيا فى الحروب، ولايزال يستغل فى تهريب السلاح والبنزين والمواد الغذائية، ويحمل بألغام وقنابل موقوتة لتفجيره عن بعد فى بعض المناطق، يستحق أن نتعرف عليه أكثر. يؤكد د.عطية مصطفى، مدير مديرية الطب البيطرى الأسبق بالشرقية أن الحمار يعتبر من أذكى الحيوانات على وجه الأرض، والدراسات العلمية القليلة حوله، تؤكد أنه ذكى، حذر، حميمى، ومتعلم ومتحمس، ما يجعله صديقاً للخيل لطبيعته الهادئة مقابل عصبية الخيول، وبالتجربة، إذا وضع مهر بجوار حمار وحصان، فسيتوجه للحمار بعد أن يبتعد عن أمه. الحمار عنيد ويستعمل حدسه الطبيعى من أجل البقاء، فمن الصعب إرغامه أو تهديده لفعل شيء ما ضد رغبته، لكن البغال تفوقه فى هذه الصفة، وعندما يقسو عليها سائسها وهى سائرة فى أعالى الجبال ترمى بحملها وتنتحر رامية بنفسها من فوق الجبل. لدى الحمار القدرة على رسم خريطة داخل ذهنه للحقل الذى يعمل فيه، باستمرار والمكان الذى اعتاد الإقامة فيه وبالتالى فإن مستوى ذكائه مرتفع، وهو يرفض المشى إذا ما رأى حفرة، وعادة ما يتجاوز ممرات المياه خشية الوقوع فيها. • حيوانٌ اجتماعيّ الخبير البيطرى د.لطفى شاور، يوضح أن البيئاتُ الصحراويّة وشبه الجافّة هى الموطن الأصلى للحمار، مما أكسب جهازه المناعى والهضميّ قوة، سمحت له بتحمل الظروف البيئية القاسية، ومنحته قدرة على استخلاص المواد الغذائيّة والماء من النّباتات العصيّة على الهَضْم، كما أن قدرة الحمار على التحمل تعتمد على جهازه العصبى، الذى يمكنه من جر العربات وحمل الأغراض. الحمار حيوان اجتماعى يعتاد على العيش ضمن قطعان كبيرة من الحمير الأخرى فى البرية، فالحمير تميل إلى تكوين مجموعات تقتصر فى الكثير من الأحيان على جنسٍ واحد «إما للذكور وإما للإناث»، وتكون أحيانا مختلطة، وقد يصل عدد الحيوانات فى المجموعة الواحدة إلى أكثر من خمسين، إلا أنَّها لا تبقى مع بعضِها لفترات طويلة، فبعد عدة شهور لا بد أن يتفكَّك القطيع ويبحث أفراده عن مجموعات جديدة. ويفضل ذكر الحمار البالغ أن يستولى على منطقة جغرافية محددة يحميها بنفسه ويمنع غيره من الاقتراب من حدودها، وفى الغالب يختار منطقة تُحيط بمصدرٍ للماء، مثل بركة أو نهر، ممَّا يُعطيه أفضليّة فى جذبِ الإناث التى تمر بالجوار وتشجيعها على التزاوج معه. • أنثى الحمار يتراوح عمر الحمار ما بين 30 و40 عاماً عندما يعيش فى البرية، والعُشب والحشائش فى المراعى أو السّهول المفتوحة هى غذاؤه المُفضل، والبرسيم وبعض أنواع القش الغنية بالبروتين يمكن أن تزيد وزنه، وهو يحب المياه العذبة والنظيفة، رغم قدرته على قضاء فترات طويلة دون شرب الماء، إذ يستطيع تحمل خسارة 30% من سوائل جسده، وتعويضَها خلال أقلّ من خمس دقائق لو حصل على فُرصة للشّرب. أنثى الحمار تضع مولوداً واحداً كلَّ عامين بالمتوسط، إذ إنَّ فترة حمل الأنثى تستغرق ما يتراوح من 11 إلى 13 شهرا، وبالتالى يأتى المولود فى فصل الأمطار عندما يكون الغذاء وافراً «إذ يكون الحمل به فى نفس الوقت تقريبا»، وعندما تشتد الحرارة فى ساعات النهار يبحث الحمار عن ملجأ له تحت ظلال الأشجار. تزاوج ذكر الحمار مع الفرس «أنثى الحصان» ينتج «البغل»، وحجمه بين الحصان والحمار، أما إذا تزاوج ذكر الحصان مع أنثى الحمار «وهذه حالات غير شائعة» فيتم إنجاب النغل، وهو يشبه البغل كثيرا ولكن أصغر حجماً. وفى حالات نادرة ينجب البغل، فمنذ 1527 م حتى يومنا هذا، لم ترصد سوى 60 حالة إنجاب أنثى البغال المتزاوجة مع ذكر الحصان أو الحمار. • لبن الحمير يقول د.لطفى شاور مدير التفتيش بمجازر السويس السابق، إن حليب الحمير يصنع منه أغلى أنواع الجبن فى العالم، والتى يصل سعر الكيلو منها مئات الدولارات، وهى قليلة الإنتاج، ويستخدم الحليب كدواء لبعض الأمراض التنفسية فى بعض المجتمعات الرعوية. ويدخل حليب الحمير فى صناعات الصابون ومستحضرات التجميل، وأسعاره ليست بالهينة، ووصل سعر اللتر فى إيطاليا إلى أكثر من 15 يورو. وهناك شعوب تتناول لحم الحمير بكميات متفاوتة، ففى إيطاليا مثلا تذبح ألف حمار فى عام 2010 بهدف تناول لحومها، وحيث تشكل إيطاليا أعلى دولة أوروبية فى معدل استهلاك لحوم الحمير، ويقدر الاستهلاك السنوى بمائة طن. وفى الصين يعتبر لحم الحمير وجبة شهية تقدم فى بعض المطاعم المتخصصة، وبعضها يقدم الأعضاء التناسلية للحمير فى الأطباق، كذلك تشتهر الصين بجلاتين الحمير الذى يستخدم كمنتج صينى تقليدى للعلاج. • حمار شغل يفسر د.عطية سبب الاهتمام بالحمار فى العصور المختلفة، بالعلاقة القديمة بينه وبين الإنسان، فيستعمل الحمار منذ أكثر من 6000 سنة، فى أعمال النقل، والزراعة، وإخراج المياه، وغيرها كمرافقة الخيول أو حتى رعى الأغنام. وفى بعض الدول وإلى اليوم تشكل الحمير محوراً فى الاقتصاد، ففى كينيا مثلا فإن عدد الحمير أكثر من 1.8 مليون، وتؤدى دوراً فى النقل والزراعة وتسهم بالتالى فى اقتصاديات البلاد. وفى حين يطلق لفظ حمار على من يتسم بالغباء، فى الثقافة العربية، يطلق فى أوروبا على العمل المضنى دون مردود لائق، وهو معنى قريب من تعبيرنا «فلان حمار شغل»، وفى اليونان يطلق وصف الحمار على الشخص الوقح أو عديم الأخلاق.• الحمير في العالم تاريخيا تم تدجين الحمار لأول مرة قبل 3000 قبل الميلاد فى مصر وبلاد ما بين النهرين، وأصبحت الحمير تعيش مع البشر وتقوم على خدمتهم بدلا من توحشها السابق. واليوم يعيش فى الصين وحدها 11مليون حمار، يليها فى العدد إثيوبيا وباكستان والمكسيك، وتضم قارة آسيا وحدها 37% من الحمير فى العالم، تليها إفريقيا بنحو 27% فأمريكا الجنوبية والكاريبى بنحو 20% والشرق الأوسط والأدنى 12% ونسبة تقارب 4% فى أوروبا والقوقاز، و أقل من 0.1% فى أمريكا الشمالية، بحسب إحصائيات منظمة الفاو عام 2006. لكن الخبراء يعتقدون أن عملية إحصاء الحمير فى العالم مسألة معقدة وغير دقيقة، وأن الأعداد الحقيقية هى دائما أكثر من المنشور رسمياً، لأنه من الصعب تأكيد العدد.• موسيقي شى ياحمارى .. من فيلم «آمال» شادية.. كلمات مأمون الشناوى.. ألحان محمود الشريف شى يا حمارى.. حا ياحمارى.. قلبى عليك من طول مشوارى. لو لفيت الكون ميت لفة.. مالقيش زيك يامبروك.. ذوق ولطلافة ورقة وخفة.. واللى يقولوا حمار ظلموه. روح ع الغيط وارجع على دارى.. شى ياحمارى.. حاه ياحمارى.. قلبى عليك من طول مشوارى. قلبك أبيض ماشى فى حالك، مالقيت طيبتك فى الإنسان، يعجبنى طبعك وخصالك، تسوى عندى ألف حصان. غالى عليه.. ولا إنتش دارى.. حا يا حمارى.. شى ياحمارى.. قلبى عليك من طول مشوارى. الزرع الأخضر حوالينا.. يتمايل على لحن خطاك.. والنسمة بتمر علينا تنعش روحى وأنا راكباك.. مايهمكش بحور وكبارى..• مني صلاح الدين