يظن أعداء الأمة وأعداء الإنسانية وأعداء الحضارة وأعداء الدين. أن مصر يمكن أن تنكسر. ويمكن للجيش المصرى العظيم النبيل أن ينهزم. لم يقرءوا التاريخ جيدا. ولم يعرفوا أن الجيش المصرى من أحد أهم شعاراته. النصر أو الشهادة. تلك عقيدته التى عاهدنا عليها. وعاهدناه عليها. إنه فداء للأمة. وفداء لتراب الوطن. كما قال العقيد أحمد المنسى قائد الكتيبة 103 فى كمين البرث بسيناء. الشهيد كانت آخر كلماته قبل استشهاده فى الحادث اللعين يوم الجمعة الحزين الماضى «الله أكبر لكل أبطال شمال سيناء، يمكن دى تكون آخر لحظات حياتى فى الدنيا، وأنا لسه عايش فى هجوم جماعة دواعش التكفيريين علينا فى مربع البرث. دخلوا علينا بكام عربية مفخخة وهدوا كل نقطة، وأنا لسه عايش أنا و4 عساكر متمسكين بالتبة والأرض عشان خاطر زملائنا الشهداء لا نتركهم ولا أى مصاب هنسيبه. بسرعة يا رجالة. أى حد يعرف يوصل للعمليات يبلغهم يضربوا مدفعية إحنا لسه عايشين. ومش هنسيب الأرض عليها أى شهيد أو مصاب. الله أكبر. لنجيب حقهم لنموت زيهم. الناس كلها تدعى للرجالة اللى هنا» واستشهد البطل ومعه أبطال استشهدوا فداء لنا. فداء للوطن. أحد سادة الشهداء قال أروع الكلمات (ومش هنسيب الأرض) و(لنجيب حقهم لنموت زيهم) وقال كلمة الجيش الشهيرة الطاهرة ومفتاح النصر دوما (الله أكبر). العقيد أحمد المنسى أحد سادة الشهداء وواحد من أبناء المدرسة العسكرية المصرية. مدرسة الشهيد الجنرال الذهبى عبدالمنعم رياض، وعريس الشهداء إبراهيم الرفاعى، الذى قال لزملائه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة (الجنة ريحتها حلوة قوى يا ولاد). الجميع استشهدوا على نفس التراب الغالى من أجل الوطن. استشهدوا على تراب سيناء. ولم يفكروا لحظة واحدة فى أنفسهم أو فى أسرهم أو فى مستقبلهم. المهم الأرض والعرض والوطن. ملحمة وطنية أخرى من ملاحم البطولة العسكرية فى تاريخ مصر. الحادث لن يمر هكذا دون عقاب. ولمن لا يعرف. رد الجيش المصرى بالنار والدم. لا يترك تاره أبدا. ولكم فى إسرائيل عبرة. حادثة الغدر تلك رد من عدة دول فى مقدمتها قطر ومن خلفها دول شرق أوسطية ودول أوروبية تبدو لنا صديقة. لكن ليس هناك دول أصدقاء بل هناك مصالح دائمة. الحادث الغادر كان ردا قطريا على تحركات مصر فى حصار قطر الداعمة والممولة والحاضنة للإرهاب. جاء بعد انعقاد اجتماعين ما بين مديرى مخابرات الدول الأربع المقاطعة لقطر واجتماع وزراء خارجية الدول الأربع كذلك. فى نفس اليوم حادث غادر فى مصر وآخر فى السعودية. رد يظنون أنهم يحرجون الدولة المصرية من خلاله. وجرجرتها إلى آتون حرب مفتوحة مع الإرهاب. ويجرجرون الدولة لفقد أعصابها خلال حربها ضد الإرهاب. وهى الحرب التى أثبت الجيش المصرى أنه يستطيع من خلالها أن يحارب وبمهارة أى حرب سواء كانت أمام جيوش نظامية أو أمام حرب عصابات. الحادث لن ينال من عقيدتنا ولن يزيدنا إلا إصرارا على اقتلاع الإرهاب من جذوره. وهو يثبت لنا كل دقيقة أن جيشنا العظيم لا ينجرح فى كبريائه. ولا ينهزم. ويثبت أن الشعب المصرى العظيم يقف خلف جيشه. مؤمنا بدوره وببطولته وتفانيه فى حماية الوطن. (كلنا الجيش المصري). سلام على شهداء جيشنا. سلام على شهداء الواجب والتضحية والفداء. سلام على الجيش المصرى العظيم. رئيس التحرير