فى مجال الأزياء كثيرون من اتخذوا من التراث مجالاً للعمل به لكن قليلين من أبدعوا فيه وقدموا أعمالا فنية لا تعتمد على التصميم وحده، لكن تعتمد على التركيبات والتنويعات التراثية والفنية فى ذات الوقت، من أشهر وأنجح الفنانات فى هذا المجال.. المبدعة مروة حامد التى نستعرض اليوم أحدث مجموعتها التى قدمتها لرمضان 2017. فى تاريخ من عملن فى مجال الأزياء التراثية بمصر مبدعات كثيرات.. منهن من عملن على جمع التراث وتقديمه بشكل مماثل للقطع التراثية التى اقتنتها كل واحدة منهن على حدة بعد رحلة بحث وتنقيب ومن أشهرهن السيدة شهيرة محرز والسيدة شمس، والسيدة هبة هجرس، كذلك هناك من عملن على إعادة اكتشاف وتوثيق التراث خاصة الصحراوى مثل الدكتورة شهيرة فوزى أستاذ الأنثربولوجى بالجامعة الأمريكية والتى لها صيت عالمى والتى قدمت تصميماتها تحت اسم صحراء، وهناك أيضا فنانات قدمن أزياء مميزة تعتمد على التراث أميزهن مروة حامد الفنانة التى عشقت الفن والتراث على نفس القدر فحاولت أن تقدم قطعا تراثية فنية تجمع بين القطع الأصلية «الأنتيك» وبين فنها وذوقها الراقى. • المزج والتنويع بدأت مروة حامد الظهور منذ ما يقرب من خمسة عشر عاما كانت تبحث خلالها عن هوية وتميز حققتهما منذ البداية ومع السنوات تأكد اسمها ضمن كبار فى مجال الأزياء. قدمت مروة حامد مجموعتها الجديدة لصيف ورمضان هذا العام فقدمت قطعا فى غاية الروعة، فهى تمزج بين الخامات التراثية من ملمس الكتان والحرير، وكذلك بين الفنون اليدوية كشغل الخيط «الشنيط» والرسم والتطريز بالعملات المعدنية والوحدات التراثية «كالسمكة، الأبريق، الكف، الهلال، الأزرار، الودع، البرقع والحجاب»، كل هذه المفردات لا تجعل التصميم سهلا لكن تجعله أكثر تعقيدا، فكيف يمكن أن تمزج بين أكثر من وحدة تراثية فى تصميم واحد وفى نفس الوقت تكون القطعة مبهرة ومميزة ومقبولة للعين دون إزعاج، هذا كله يحتاج ميزان فنان يمزج الألوان والمفردات المختلفة بحرفية وحس، أيضا لعبت مروة حامد على مزج أكثر من خامة فمزجت الدانتيل الفرنسى العريق مع قماش الملس الأبيض فى تناغم ونعومة. الإيتامين اليدوى السيناوى يجذب الكثيرات من بنات الجيل الجديد لكن أكيد فى قطع تختلف عن القفطان الكلاسيكى وهذا ما أدركته مروة وقدمته فى تصميمات معاصرة تصلح للشابات ويمكن ارتداؤها سواء مع البنطلون أو الشورط فى أشهر الصيف الطويلة. • الطاووس الطيور من الوحدات الزخرفية فى التراث وقد أخذت مروة التى درست الرسم من الطاووس بجسده الممشوق وريشه المملوء فن وإبداع وحدة فى مجموعتها الصيفية ونهلت بريشتها من إبداع الخالق فى هذا الطائر، حتى أنها أخذت ريشة الطاووس ورسمتها لتزين بها صدر قفطان أسود فى شكل متراص كأنه كردان يزين الصدر، أيضا الطاووس قدمته على الجلباب الذى ينافس الفستان لكن مطرز بفن التطريز بالخيك «الشنيط»، كذلك العين التى هى وحدة تراثية متكررة لكن بفن مروة حامد رسمت العين كلوحة فنية تمتلئ بالتفاصيل والأسرار. كل فنان حقيقى يهيم عشقا فى الجمال الأفريقى فقدمت مرة لوحات فنية على تصميماتها لوجوه أفريقية خاصة الجمال وكذلك يرتدين الحلى والصيغة الأفريقية المميزة. أن تقدم مجموعة من الأزياء شىء سهل لكن أن تصنع بصمة فهذا شىء فى غاية الصعوبة فهو يحتاج إلى موهبة وجهد ومثابرة وهذا ما فى مروة حامد وأزيائها التى هى قطع فنية متميزة. •