حتى عقب هذا المشوار الحافل بأبرز الأعمال والأدوار سواء فى السينما أو الدراما أو المسرح كانت المفاجأة الكبرى بالنسبة إلى أثناء لقائه هو استرساله فى الحديث عن كيفية أدائه ومراحل تحضيره من أجل أحدث أدواره من خلال شاشة التليفزيون التى يعود بها إلى كل محبيه ومحبى الواد التقيل، إنه النجم حسين فهمى أو نديم من خلال أحداث مسلسل السر للمخرج محمد حمدى، الذى لولا اختلافه عن شخصه فى الحقيقة واختلافه عن سابق أدواره التى قدمها على مدار مشواره الفنى لما كان اليوم السبب فى عودته إلى كل جمهوره من جديد. حوار عن السر، عن أسرار التحضير من أجل السر أو نديم، عن اللقاء الأول بالمخرج محمد حمدى، وغيرها من التفاصيل التى يتضمنها الحوار الآتى مع النجم حسين فهمى.. من داخل كواليس مسلسل السر وتحديدا إحدى فيلل مدينة السادس من أكتوبر ذهبت إليه لاختلس من وقته مجرد دقائق من أمتع ما يكون، فعن الفن، عن الدراما والسينما والمسرح، عن الفنان اللبلب على رأى السادات تحدثنا لتصبح النتيجة الحوار الآتى. فى البداية كان حديث النجم حسين فهمى عن أحدث أعماله السر الذى يخوض من خلاله أحدث تجاربه مع الدراما التليفزيونية، حيث أكد قائلا: «فى إطار من الكوميديا، التراجيديا والأكشن تدور أحداث مسلسل السر، وتجربة بكل صراحة لم أتردد فى خوضها نظرا لاختلافها سواء فيما يخص الحدوتة أو الشخصية التى أجسدها، فأنا أجسد شخصية نديم وهى لرجل أعمال يواجه العديد من الصراعات فى الحياة». وبناء على اختلاف الشخصية التى يجسدها النجم حسين فهمى من خلال مسلسل السر كان اختلاف شكل الأداء الذى تحدث عنه قائلا: «من خلال شخصية نديم اجتهدت كثيرا من أجل تقديم أداء لم يسبق لى اتباعه من قبل من خلال أدوارى السابقة، فأنا من خلال تركيبة الشخصية أقوم برسم الشخصية بكل جوانبها وبخلفية تاريخية لها وعلاقات متشابكة فى الماضى قد لا نشاهدها من خلال أحداث المسلسل ولكن تظل محفورة فى وجدان الشخصية، بل تظل الدافع الرئيسى وراء أى تصرف تقوم به».. أما فيما يخص تفاصيل التحضير للشخصية التى يجسدها عقب هذا العمر من العمل والإبداع فقد صرح النجم حسين فهمى: «هناك الكثير من التفاصيل التى لم يطرأ عليها أى تغيير منذ أن بدأت رحلتى مع التمثيل، فمنذ أن قدمت أول دور لى لم أستطع الاستغناء عنها واليوم مازلت أحتفظ بها وأقوم بها أثناء التحضير لأى شخصية جديدة استعد لتجسيدها، فأنا أثناء دراستى للتمثيل ما بين مصر فى أكاديمية الفنون وأساتذتى الفنان عبدالوارث عسر والفنان محمد توفيق، وغيرهما من الأساتذة الكبار وعمالقة التمثيل وأمريكا حيث ميكى رونى، لى ستراسبيرج صاحب مدرسة الممثل، الذى تلقيت على يدة العديد من دروس التمثيل بجامعة كاليفورنيا، من خلال هذا كانت هناك تفاصيل لم أتجرأ على تغييرها، ولكن فى الوقت نفسه كانت هناك تفاصيل بمرور الوقت واكتساب الخبرة من خلال الكثير من الأدوار التى سبق وقدمتها أجبرت على تغييرها ولعل من أبرز تلك التفاصيل التى لم تتغير كيفية دخولى فى عالم أى شخصية أجسدها، وكيفية خروجى منها، حيث السبيل للعب أى الشخصية بتركيبتها والسبيل للتخلص منها بمجرد الانتهاء منها للاستعداد من أجل الدخول إلى عالم شخصية جديدة، كل هذا من خلال عملية ذهنية بحتة كثيرا ما تسببت فى إصابتى بإرهاق شديد، فهى مهمة فى غاية الصعوبة، بغض النظر عن طبيعة الشخصية وجوانبها ومكوناتها فهى أمور تستلزم منى تكريس وقتى لمرحلة طويلة من البحث، فأنا دائما ألجأ للقراءة عن الشخصية والأسباب التى أدت بها إلى هذا الطريق وهذا الأسلوب فى التعامل مع الحياة». ولكن السؤال الأهم الآن هو متى يصعب على النجم حسين فهمى الخروج من عالم شخصية ما؟ - كلما كانت الشخصية بعيدة عن شخصيتى فى الواقع كلما كانت أصعب ولكنها فى الوقت نفسه أجمل وأكثر متعة، فأنا قمة المتعة بالنسبة إلى عندما أقوم بتجسيد دور بعيد عنى.. أما عن أول تعاون بينه وبين المخرج محمد حمدى قال النجم حسين فهمى: «سعيد بالعمل معه لأن هناك سلاسة فى التنفيذ فمع بداية التصوير لاحظت أن هناك تفاهما فيما بيننا، كما أن هناك تفانيا من قبله فى العمل يحسب له ويجعل منى أكثر تحمسا من أجل العمل.. من عالم الدراما التليفزيونية إلى عالم السينما فمن جانبه أكد النجم حسين فهمى: «حتى الآن لم أعثر على الدور الذى يجعلنى أتحمس لاقتحام عالم السينما، بالضبط، كما هو الحال بالنسبة إلى عالم المسرح، فهناك العديد من الأعمال التى عرضت على مؤخرا ولكننى أجد أنه حتى أقرر الوقوف على خشبة المسرح ينبغى على أولا أن أشعر بالوحشة تجاهه، فأنا بحاجة إلى أن يوحشنى المسرح، حتى أذهب إليه سعيدا مستمتعا بكواليسه وللأسف حتى الآن لم ينتبنى هذا الشعور». ذكريات أخيرا عن الرئيس الراحل محمد أنورالسادات الذى قال عنه الفنان اللبلب تحدث الفنان حسين فهمى عن قصة هذا اللقب ولكن مع ضحكته الشهيرة وتفاعله الشديد قائلا: «أثناء زيارة الرئيس فاليرى جيسكار ديستان رئيس جمهورية فرنسا قرر الرئيس الراحل السادات دعوتى وعدد من الفنانين على العشاء وأثناء العشاء فوجئت به يطلب منى أن أتحدث معه باللغة الفرنسية حتى يعلم أن مصر لديها فنانون يجيدون الحديث بالعديد من اللغات وبالفعل تحدثت إليه وكان السادات فى قمة سعادته فقد كان محبا لمصر وللمصريين وكان دائما فخورا بنا جميعا كمصريين». رسالة فى النهاية لا يبقى سوى نص هذه الرسالة التى بعث بها النجم حسين فهمى لا إلى شعب أو فرد، بل هى رسالة إلى الإنسان الذى بداخل كل فرد منا إلى كل مصري: «مصر مستهدفة كدولة حتى تنهار، حتى تنقسم، حتى لا يصبح لها مكانة أو قيمة على الخريطة، لذلك علينا أن نعى ذلك جيدا، وعلينا أيضا أن نعى أن سقوط مصر يعنى أنه ليس هناك فرصة للوقوف مرة أخرى، ففى عصرنا لا يسعنا الحديث عن التاريخ رغم أنه دائما كان وسيظل يعلمنا الكثير، ولكننا اليوم فى عصر القوة النووية، تلك القوة التى لن تسمح بقيام أى دولة عقب انهيارها، والنتيجة أن نصبح دويلات، إنها مؤامرة واضحة وضوح الشمس، علينا ألا نسمح بتحقيق الأهداف المرجوة منها».•