وافقت اللجنة الدائمة برئاسة الدكتور مصطفى أمين الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار فى جلستها الأخيرة على البدء فى المرحلة الثانية من أعمال ترميم وصيانة لوحة الحلم الموجودة أمام تمثال أبوالهول بمنطقة أهرامات الجيزة. أوضح أشرف محيى مدير عام منطقة أهرامات الجيزة أن أعمال المرحلة الأولى انتهت بالكامل شملت ترميم وصيانة الجزء السفلى باللوحة، وقد بدأ فريق العمل بالمرحلة الثانية من ترميم الجزء العلوى باللوحة بتقوية الأجزاء الضعيفة وتثبيت القشور السطحية بها وإزالة الأتربة من على السطح. • لوحة الحلم لوحة الحلم مصنوعة من حجر الجرانيت الوردى ويبلغ ارتفاعها 144 سم وعرضها 70سم وسمكها 40 سم. وهى تعود لعصر الأسرة الثامنة عشرة.. الحلم ظهر لتحتمس الرابع أبو الهول فى المنام وبشره بأنه سوف يتبوأ عرش مصر، وطلب منه أن يزيل فيما بعد ماتراكم عليه من رمال. ، ويعد أبوالهول من أقدم المنحوتات الضخمة المعروفة، وأيضاً يعد حارساً للهضبة يبلغ طوله نحو73٫5 متر، من ضمنها 15 متراً طول رجليه الأماميتين، وعرضه 19.3 م، وأعلى ارتفاع له عن سطح الأرض حوالى 20 متراً إلى قمة الرأس. يعتقد أن قدماء المصريين بنوه فى عهد الفرعون خفرع (2558-2532 قبل الميلاد)، بانى الهرم الثانى فى الجيزة. ومن المعتقد أن تمثال أبى الهول كان مجهزاً قبل أن يفكر الملك خفرع فى نحته على شكل تمثال، وينظر هذا التمثال ناحية الشرق، لذا قد تم تغيير الجهات الأصلية فى القرن الماضى لتوافق نظر أبى الهول.. ولوحة أبى الهول أو لوحة الحلم هى لوحة تذكارية أمر بوضعها الفرعون تحتمس الرابع بين اليدين الممتدتين لتمثال أبوالهول فى الجيزة، تخليدا لحلم حلم به هذا الفرعون قبل أن يعتلى عرش مصر فى عام 1401 قبل الميلاد. كان الفرعون أميرا شابا فى عصر الدولة الحديثة وكان يقوم ذات يوم بالصيد على هضبة الجيزة. وعندما أصابه التعب لجأ إلى أبى الهول الذى كانت قد غطته رمال الصحراء ولا يظهر منه سوى رأسه، فأخذته سنة من النوم وأثناء ذلك راوده حلم بأن ظهر له أبوالهول فى المنام وبشره بأنه سوف يتبوأ عرش مصر، وطلب منه أن يزيل فيما بعد ما تراكم عليه من رمال. بعد عدة سنوات حدث بالفعل أن اعتلى الأمير عرش مصر، وأمر خلال السنة الأولى من حكمه بتسجيل هذا الحلم على لوحة كبيرة، توضع بين يدى أبى الهول الممتدتين بعد إزالة الرمال عن أبى الهول. أى كان ذلك بعد مضى نحو 1300 سنة من تشييد أبى الهول حيث يرجع إنشاء أبى الهول إلى عصر الملك خوفو أو عصر الملك خفرع ابنه نحو 2600 - 2700 قبل الميلاد. كان من عادة فراعنة الدولة الحديثة أن يؤكدوا على أهليتهم فى حكم مصر من قبل الآلهة. نعرض ترجمة لجزء منها: الآن قد بان تمثال «خبري» العظيم أبوالهول القائم فى هذا المكان، ذائع الصيت، المقدس المحترم، يلقى عليه رع الظلال. ممفيس وكل مدينة على جانبيها قد أتت إليه، ترفع أيديها تبجيلا له، وتقدم القرابين الغنية ل كا تبعه (لروحه).. إذ حدث ذات يوم أن مر الأمير تحتمس أثناء الظهيرة واستراح تحت ظل هذا الإله العظيم. نام وحلم وكانت الشمس فى وسط السماء. ورأى صاحب الجلالة هذا الإله النبيل يتحدث إليه بفمه مثلما يحدث أب ابنه قائلا: «انظر إلى، وتمعننى يا بنى تحتمس. إننى أبوك «حوريم» أخت خبرى رع. سوف أعطيك عرش البلاد والعائشين.... وتذكر، فحالى هذا كحال من أصابه المرض، وقد (تآكلت كل أطرافي). وأصبحت الرمال التى أنا واقف عليها عادة (الآن) تهددنى، من أجل أن تقوم أنت بعمل ما يجول فى قلبى فى انتظار طويل». لوحة الحلم القائمة بين ذراعى أبى الهول ذات شكل مستطيل حافته العليا مقوسة، ويبلغ ارتفاع اللوحة 144 سنتيمترا وعرضها 40 سنتيمترا وسمكها 70 سنتيمترا. ويرى فى جزئها العلوى شكلان منحوتان للفرعون تحتمس الرابع إلى اليمين وإلى اليسار يقدم «قرابين» إلى أبى الهول. وقد قام علماء الآثار الأجانب بأخذ قوالب من اللوحة وجهزوا منها قوالب من الجبس لترجمتها وتفسير ما عليها من كتابة هيروغليفية ورسومات، وتوجد إحدى تلك اللوحات التى تشبه الأصل إلى أبعد الحدود فى متحف لندن. •