معادلة النجاح فى أى ألبوم غنائى تعتمد على المطرب وصوته وقبوله, بالإضافة إلى ملحن موهوب يسهُم فى هذا النجاح، ماذا عندما يكون صاحب العمل هو الملحن والمطرب الناجح الذى ساهمت ألحانه فى إنجاح مشاريع فنية لزملاء آخرين له، قدم لهم فيها أجمل ألحانه، رامى جمال يعود ليقدم ألبوما جديدا بصوته بعد ثلاث سنوات من إصدار آخر ألبوم له، لينتقى ما سيقدمه ويبتعد فيه عن معايير سوق الكاسيت وكل ما هو مفروض. رامى جمال الملحن والمطرب الناجح الذى حقق أهم خطوات مشواره الفنى بأغنية «يا بلادى» أعقاب ثورة 25 يناير، تقابلت معه لنتحدث عن نجاح «مالناش إلا بعض» والأصداء التى حققها. • ما الاعتبارات التى وضعتها فى حسبانك أثناء اختياراتك للأغانى فى ألبومك الأخير، خاصة أنك تأخرت ثلاث سنوات تقريبا فى إصدار الألبوم. وهذا ينم عن حرص شديد؟ - كل ما كان فى ذهنى هو أن يكون رامى لا يشبه العملين السابقين فى الشكل ولا فى المضمون. وكنت أسعى للاختلاف بمعنى ألا تكون النتيجة أنى أقدم أجزاء متتالية من عمل واحد أو ألبوم واحد لأن هذا التكرار فخ قد يقع فيه الفنان إذا لم يكن حريصاً فى اختياراته، كان هدفى الوحيد هو عدم الالتزام بمعايير السوق فشكل الأغانى أو ترتيبها والخروج عن التابوهات المعروفة مثل أولوية الأغنية ذات الرتم السريع فى الألبوم والبدء بها. حاولت عدم الالتزام بهذه المعايير فأنا ضد التوقع وأكره أن يتنبأ أحد بما أنا مقبل عليه وما سأقوم به. • 15 أغنية فى ألبوم واحد، أليس عددا كبيرا؟ - هذا العدد وصلت إليه بعد الاستماع إلى 220 أغنية، وبعد تصفيات وصلت إلى 21 أغنية، استقررت على تقديم 15 أغنية منها لتقديم ألبوم «مالناش إلا بعض»، عمومًا الاختيار بالنسبة لى أمر متعب وغير سهل بالمرة، والفكرة ليست فى كثرة طرح أغانى بقدر ما هى كثرة فرص للنجاح لأننى لا أغني إلا أغنية ستحقق صدى قويا لدى الجمهور، فكان «صعبان علىَّ استبعاد أغنيات من المختارة». • الأغانى رزق • أغنيتان فى الألبوم حققتا نجاحا كبيرا جدا كنت قد أعلنت أنك سبق أن عرضتهما على مطربين آخرين ورفضا تقديمها، «أوعدينى» و«إزاى هنرجع» ما رد فعلك بعد هذا النجاح ؟ - أنا مقتنع بأن الأغانى مثل الفلوس.. رزق يجرى خلف أصحابه، ونصيبى أن أقدم هذه الأغنيات وتجد قبولا وإعجابًا لدى الجمهور، بل إننى أتقدم بالشكر لهما على رفضهما لهما. • ولماذا طرحت «أوعدينى» تمهيدًا لألبوم «مالناش إلا بعض»؟ - اخترتها تحديدًا لأنها تختلف عن اختيار كثير من المطربين فى موسم الصيف، الذين يفضلون طرح أغنيات سريعة تماشيًا مع هذا التوقيت، فوجدت أنه ليس بالضرورة أن أتبع كل ما يفعله باقى المطربين، كذلك لست مهتمًا بتقديم ألبوم تجارى، وكان كل فكرى تقديم أغنية قريبة من قلبى، حتى استقررت عليها، وقد حالفنى الحظ، وحققت نجاحًا كبيرًا لدى الجمهور وعلى اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعى. • وما الأغنيات التى ستقوم بتصويرها من الألبوم؟ - قررت تصوير 3 منها، الأولى هى «أوعدينى»، والأغنيتان الأخريان لم أستقر عليهما حتى الآن. • طالما أنك مرتبط لهذه الدرجة ب«أوعدينى» لماذا لم تخترها عنوانًا للألبوم؟ - رغبت فى إعطاء فرصة لأغنية أخرى ليتم تسليط الضوء عليها، حتى اخترت «مالناش إلا بعض»، بدلًا من التركيز على أغنية واحدة، وهو الأمر الذى سيتسبب فى ظلم باقى الأغنيات، كما أن اسم الألبوم يحمل رسالة منى للجمهور وللمصريين عمومًا بأننا «مالناش إلا بعض» بالفعل، وعلينا ألا نستجيب لمحاولات التفرقة بيننا، ولا تؤثر علينا المشكلات. • ولماذا لم تقدم أغنيات وطنية بعد نجاح «يا بلادى»؟ - بعيدًا عن كون هذه الأغنية صادقة وحقيقية، لكنها حققت نجاحًا كبيرًا لأنه تم طرحها فى وقت كانت كل الناس خلاله موجوعة بما يحدث، حتى إنه لا توجد أغنية أخرى وطنية حققت نفس نجاحها فى نفس التوقيت، وأنا لا أبحث عن مجرد تقديم أغنية وطنية فقط، ولا أعتبرها ستكون خطوة مناسبة، إلا إذ كان الموقف يستدعى ذلك. • أغنية وطنية وحيدة • «يا بلادى» ما الذى تمثله لك، ولماذا شبهت نجاح أوعدينى بنجاح يا بلادى؟ - هى الأغنية الوطنية الوحيدة التى قدمتها حتى الآن، وأنا أرى أنها من الأغانى التى حققت نجاحاً كبيراً على أعلى المستويات فى مصر والوطن العربى فى توقيت طرحها ولمست جروح الكثيرين وقتها مع تزامنها مع ثورة 25 يناير وجزء كبير من نجاحها كان لحن وكلمات عزيزالشافعى. وأنا أقيمها كواحدة من أهم خطوات مشوارى الفنى حتى الآن. • اختياراتك يميل معظمها إلى الرومانسية، هل تعتقد أن المزاج العام يتماشى مع الاتجاه الرومانسى أم أنه مشحون بالهموم والمشكلات؟ - بالعكس فأنا عندما أكون فى أقصى درجات الضيق والإحباط لا أبحث سوى عن شىء يخرجنى من هذه الحالة وأعتقد ليس هناك شىء كفيل بتغيير الحالة المزاجية للأفضل سوى الأغانى الرومانسية أو الأغنيات المبهجة المليئة بالطاقة الإيجابية والناس تبحث دائما عن الإيجابية ونقاط الأمل والنور. • ما أحلامك الفترة المقبلة؟ - أحلم بشكل شخصى أن أشاهد رامى الصغير أما على المستوى المهنى فأنا أحمد الله على كل ما وصلت إليه ولكن مازالت أحلامى ليس لها آخر ومازال أمامى الكثير والكثير لتحقيق ما فى خيالى. فأنا مع كل خطوة مازلت أنتظر التى تليها ولا أشبع من تلك الحالة.. لعلى أتمنى أن أكون اسما مهما فى صناعة الموسيقى فى مصر، أتمنى ألا يمر اسمى مرور الكرام فى صناعة الموسيقى. • وماذا عن تجربتك الأولى فى التمثيل؟ - الحقيقة أنه كلما تلقيت عرضًا فى أى مشروع تمثيلى كنت أجيب بأنها خطوة مؤجلة حتى أثبت قدماى كمطرب أولا، محققًا نجاحاً يطمئننى، والحمد لله أعتبر نفسى وصلت لهذه المرحلة، لذا وافقت على الفيلم الذى يستعد له المنتج وليد منصور بعد النجاح الذى حققته تجربته الإنتاجية الأولى مع فيلم «من 30 سنة»، واستعدادًا لها التحقت بورشة تدريب على فن التمثيل استعدادا لتلك التجربة المهمة، وأتمنى أن تكون ناجحة.•