فى كل بلاد العالم عندما يتم التقاط صورة تعبر عن معاناة شخص ما.. تكون هذه الصورة سببا للتغيير.. لقرارات مهمة مثلما حدث سنة 1980 فى صورة المصور الأمريكى مايك ويلز، وكانت عن المجاعات فى أوغندا.. وصور كثيرة أخرى تأثرنا بها وبكينا هنا فى مجتمعنا العربى كصورة «محمد الدرة ووالده» أو صورة «إيلان» الطفل السورى الغارق على الشواطئ.. لكن لا شىء يتغير! صورة منى السيد «الشيالة» أثرت تأثيرا كبيرا فى حياتها.. قلبتها رأسا على عقب.. لكن هل سيمتد أثرها لأكثر من ذلك؟! هل سيمتد مفعولها لكل من هم مثلها وعلى شاكلتها؟! كان هذا السؤال الذى طرحه عليّ المصور الهاوى أو الحقيقة هو الرسام الهاوى «محمد إسماعيل شاكر» 31 سنة.. مدير تسويق بإحدى الشركات هو صاحب الصورة التى قلبت حياة «منى» أو «عدلتها».. كان لنا معه هذا الحوار. • هل دائما تصور لقطات بهذا الشكل؟ - لا ليس دائما.. ولكنها شدتنى. • ما الذى جذبك لتصويرها؟ - كنت جالسا على القهوة وكنت أهم بالانصراف فرأيتها.. لفت نظرى قوة تحملها وبساطتها.. فصورتها بالموبايل.. • هل استأذنتها قبل التصوير؟ - لا.. لم أستأذنها ولم ترنى. • أنت من قرب الصورة ونشرها؟ - نعم، أنا من فعلت ذلك. • هل كنت تتوقع كل ما حدث؟ - طبعا لم أكن أتوقع كل هذه الضجة، خاصة أننى لم أشارك الصورة كثيرا من صفحتى ولكنى فوجئت بانتشارها بهذا الشكل ومن ثم حديث عمرو أديب فى البرنامج. • ماذا كان شعورك بعدما حدث؟ - فرحت لمنى طبعا، ولكنى أحسست أن الموضوع قد تم استغلاله وتضخيمه إعلاميا بنفس سيناريو «الحاجة زينب». • ما الذى ضايقك تحديدا فيما تم تناوله فى الإعلام؟ - هناك الكثيرون مثل منى، ما حدث لمنى جيد، بل جيد جدا، ولكنه لم يحل باقى مشاكل الناس.. أو الشباب.. نحتاج لحلول جذرية وليس شخصا واحدا ليصفق الناس وخلاص.. • هواياتك هى التصوير؟! هل لديك صور أخرى أحدثت ضجة من قبل؟ - لا، الحقيقة هوايتى هى الرسم.. رسمت باسم يوسف من قبل ووصلت له وكلمنى وشكرنى عليها فى تويتر. • هل تجد نفسك أكثر فى التصوير أم الرسم؟ - أجد نفسى جدا فى الرسم.. • حتى بعد الضجة التى حدثت بعد الصورة الأخيرة ألم تقرر التركيز فى التصوير؟ - لا، حتى بعد هذه الضجة أحب الرسم وسأركز به أكثر فالرسم يساعدنى فى التعبير عما بداخلى. • ما أكثر ما يجذبك سواء فى الأشياء لكى ترسمها أو تصورها؟ - الأشياء البريئة والتلقائية تجذبنى أكثر من أى شىء آخر، مثل القطط والأطفال.. وهذا بجانب السلبيات التى أحب أن أتكلم عنها بالرسم والصور.. كصورة منى بعد تصويرها أحسست أنى أريد أن أرسمها بإحساسى فتخيلتها تحمل فوق ظهرها «هموم وطن»، الفساد، الواسطة والحرية، والجهل والفقر وغيره من هموم هذا الوطن التى هى ضحية من ضحاياه. •