عقب خمسة أعوام من العمل القومى على رأس الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ووسط هذه العواصف العاتية التى اجتاحت المنطقة العربية تنتهى مهمة الدكتور نبيل العربى بصفته أميناً عاماً لجامعة الدول العربية، ليتسلم الراية خلفا له وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط. الجدير بالذكر ما قام به الدكتور نبيل العربى وعلى مدار خمس سنوات بصفته أميناً عاماً لجامعة الدول العربية من خدمة للعمل العربى المشترك، وحرصه الشديد على خدمة مصالح أعضاء الجامعة العربية والذود عن قضاياها من خلال الأداء الدبلوماسى الرصين والمنطق الحصيف، وذلك وفقا لخبرته الدبلوماسية والقانونية حيث تلك البصمة العميقة التى يعد من أبرز ملامحها، سعيه الدائم لإدارة شئون الجامعة وتسييرها بعقلية ورؤية العمل المؤسسى وإرساء تقاليد لهذا التوجه الذى لا يخرج عن روح ميثاق الجامعة العربية والنصوص الحاكمة لها، فكانت وثيقة ميثاق الجامعة لا تفارقه للرجوع إليها كلما اقتضى الأمر ذلك، خاصة عند اتخاذ وتنفيذ أبرز القرارات. « كيف نسير بسيارة موديل عام 1945 من القرن الماضى فى عام 2016 من القرن الحادى والعشرين». هذا هو تعبير الدكتور نبيل العربى الذى على أساسه واصل العمل على مشروع تطوير الجامعة الذى بدأه سلفه وزير الخارجية الأسبق والأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق عمرو موسى، هذا الكيان العربى الضخم الذى لطالما سعى من أجل نقله من الجيل الأول من المنظمات على غرار عصبة الأمم الذى تنتمى إليه الجامعة العربية، إلى الجيل الثاني حيث تعديل ميثاقها وتحديث أساليب عملها من أجل استيعاب متطلبات الحاضر والمستقبل وأيضا من أجل مواكبة نظيراتها من المنظمات الإقليمية والدولية. منذ الوهلة الأولى لتولى الدكتور نبيل العربى مهمته على رأس الأمانة العامة وملف القضية الفلسطينية أحد أبرز وأهم أولويات الجامعة، حيث إصراره على أن تظل جذوة القضية الفلسطينية متأججة فى عقول وضمائر وقلوب المواطن العربى، ذلك الإصرار الذى على أثره قام الرئيس محمود عباس بتقليده الوشاح الأكبر لدولة فلسطين تقديرا لدوره فى خدمة القضية الفلسطينية، وإسهاماته القيمة فى الإنجازات الدبلوماسية التى حققتها دولة فلسطين مثل توسيع الاعتراف الدولى بها وحصولها على صفة دولة عضو مراقب بالأممالمتحدة ووكالاتها المتخصصة، تمهيدا لاستكمال عضويتها الكاملة فى الأممالمتحدة. • لمحة سريعة: شغل أبو الغيط منصب وزير خارجية جمهورية مصر العربية منذ عام 2004 حتى عام 2011 ثم أعيد تعيينه وزيرا للخارجية فى عهد حكومة أحمد شفيق منذ 29 يناير 2011 حتى 3 مارس 2011، فى 10 مارس 2016 قام وزراء الخارجية العرب باختياره أميناً عاماً لجامعة الدول العربية خلفا للدكتور نبيل العربى.