دفعت المنافسة القوية على زيادة نسب المشاهدة، بالشركات المعلنة إلى الخروج عن النص بشكل مريب عبر استخدام الإيحاءات غير اللائقة والألفاظ الخارجة والمضمون الملىء بالإسفاف دون مراعاة لأذواق المشاهدين ودون تفرقة بين أعمارهم فضلاً عن التشويه المتعمد للأعمال التراثية لضمان تسويق هذه الإعلانات، فى ظاهرة غريبة أثارت الجدل بعدما اجتاحت سوق الإعلانات فى رمضان هذا العام.. نرصدها من خلال هذا التقرير. وصلت حالة الانفلات الإعلانى بإحدى شركات الملابس الداخلية إلى إطلاق إعلان يُظهر «موديل» يقف فى أسانسير وسط مجموعة من الفتيات مصحوبًا بتعليق صوتى «من بره زنقة بس جوه براح»، وفى إعلان آخر لنفس الشركة يدعو للتحرش من خلال تعليق صوتى آخر على مجموعة من الفتيات يمارسن الرياضة «ودى قعدة أوووووه»، مما آثار حفيظة المشاهدين.. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بعدما لجأت إحدى الشركات الخاصة بصناعة منتجات الألبان إلى استغلال براءة الأطفال بتلقينهم ألفاظًا وجملاً غير مقبولة مثل «أصلى أنا مش قادر أنسى الدوندو» فى إشارة إلى افتقاد أحدهم إلى ثدى أمه بعد الفطام وإمكانية استبداله بمنتجات هذه الشركة من الألبان، مما أثار موجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعى.. وما زاد الطين بلة، إصرار بعض الشركات المعلنة على إعادة تقديم الأعمال التراثية فى شكل إعلانات دعائية جديدة بحيث يتم تغيير الكلمات والتوزيع الموسيقى لها مع الإبقاء على الألحان الأصلية لهذه الأعمال، بدعوى أن هذه الطريقة ستحقق الانتشار الواسع لإعلاناتهم.. وطالت هذه الطريقة التى يشوبها الاسفاف، الأوبريت الخالد «الليلة الكبيرة» الذى تعمدت إحدى شركات المحمول الشهيرة استغلاله بشكل سيئ من خلال استبدال كلماته الرصينة بكلمات رديئة وضعيفة وجمل سطحية بطريقة «رص القوافى» مثل جملة الفنان شريف منير «يا منال يا منال الأكل شمال، حطيت فى إيه، ده لازم يتشال»، وجملة الفنانة إسعاد يونس «كنت تقعد على حجرى تعملها وتجرى يا ولا». وزاد الأمر سوءا، مع إصرار إحدى شركات الملابس الداخلية على استغلال لحن أغنية «سواح» الشهيرة للمطرب عبدالحليم حافظ للإعلان عن ملابس داخلية بغرض مادى وتجارى، مما أثار حالة من الاستهجان لدى قطاعات كبيرة من عشاق العندليب.•