مما لا شك فيه أن هذا العام تحظى الإعلانات بأكبر نسب من المشاهدة نظرا لضخامة الأعمال الدرامية المقدمة على الشاشات الفضائية المختلفة.. لكن بالرغم من تنوعها والتسابق على تقديم فكرة جديدة من خلال الإعلان، إلا أن هناك الكثير من الثغرات الموجودة بها، إضافة إلى بعض الإسفاف وعدم الالتزام بأخلاق المشاهد أو مراعاة ذوق من يجلس أمام الشاشة لمشاهدة هذه النوعية من الإعلانات! بصراحة الإعلانات التي تغزو رمضان، مثيرة للجدل.. إعلان لأحد البنوك وآخر لشركة ملابس داخلية يثير الأزمات.. وجمعية المؤلفين والملحنين مستاءة وتقول نسعى للحفاظ على حقوق الورثة. اعتاد صناع الإعلانات، في ظاهرة واضحة منذ سنوات، مع حلول الشهر الكريم كل عام، الاستعانة بالعديد من الوسائل لتقديم إعلانات لافتة للنظر، سواء من حيث الأفكار المبتكرة أو الإنتاج الضخم في تجميع أكبر عدد من النجوم أو استخدام بعض الإيحاءات أو الألفاظ التي تتباين حولها الآراء، بل وتخلق حالة من الغضب. وشهد هذا العام، ظهور أكثر من إعلان مثير للجدل، بداية من إعلانات "ال....." ووصولا إلى الإعلانات التي قامت على ألحان أغاني تراثية، ولاقت انتقادات حادة. وقد قامت إحدى الشركات الشهيرة، بإغلاق إعلانين وحذفهما من على موقع اليوتيوب وذلك عقب منعهما من التداول تليفزيونيا، الإعلان الأول الخاص بشركة "الأندروير" والتي استغلت لحن أغنية “سوّاح” التي لحنها الفنان الراحل بليغ حمدي وغناها العندليب عبد الحليم حافظ. وقد أبدى محمد شبانة نجل شقيق العندليب غضبه إزاء ما وصفه بإهانة المطرب الراحل بهذه الطريقة, وتجاهل حقوقه بشكل فج, بالإضافة إلى رفضه أن يتم وضع أحد أغنيات عمه على إعلان للملابس الداخلية. والإعلان الثاني يخص أحد البنوك الذي استغل صُنّاعه ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب لأوبريت "الجيل الصاعد" وشارك فيه عدد من الرياضيين منهم عماد متعب وعمر جابر وعصام الحضري, بالإضافة إلى حسن شحاتة ومحمود الخطيب. وجاء سبب إيقاف الإعلانين نظرا لاستغلال هذه الأغاني والألحان التراثية دون وجه حق ضاربين بحقوق الملكية الفكرية وكافة حقوق اللحنين، وقد قامت الشئون القانونية لشركة موسيقية، باتخاذ كافة الإجراءات القانونية لحفظ حقوقها ووجهت إنذارات للمعلنين.. هذا بالرغم من سريان الإعلانين ببعض القنوات الفضائية غير المصرية! كما قامت أيضا الشئون القانونية لشركة (.....) بإنذار القنوات الفضائية وشركات الإعلانات وطالبتهم بعدم إذاعة هذين الإعلانين لاستغلالهما مصنفات فنية دون الحصول على ترخيص منها . أما أحد شركات الاتصالات، فقد استغلت وجود الفنان أحمد السقا نجل الفنان صلاح السقا مخرج أوبريت الليلة الكبيرة الشهير لتمرير الإعلان, والذي تجاهلت فيه الشركة حقوق اللحن الأصلي وغيّرت الكلمات لتتلاءم مع إعلانها الجديد . مما لا شك فيه أنه بالتأكيد الحقوق تعود لأصحابها وهم وحدهم أصحاب القرار, وأعنى بذلك ورثة الملحن والمؤلف ومن يخالف ذلك يتعرض للمساءلة القانونية . وعلى الجانب الآخر من كل هذا السفه، هناك إعلانين قيّمين عن المنتج المصري، فهما إعلانان هادفان وقيّمان ولهما مغزى.. إذ يواجها الإعلانان الغزو الأجنبي للسوق المصرية.. واللطيف أن نوعية هذين الإعلانين مقدّمين بشكل محبّب.. وإن شاء الله سيكون لهما التأثير الإيجابي عند نوعية بعض المواطنين، الذين يفضلون المنتج الأجنبي على المصري، في حين أن المنتج المصري، بالتأكيد إذا كان عالي الجودة، ويتفوق على الأجنبي وبسعر أكيد أفضل. من قلبي: عموما، كان الغرض من تناول هذا الموضوع، أن ننوّه للسادة المعلنين، بضرورة مراعاة الذوق المصري والأخلاق، وأن يكون الإعلان مقدما بشكل هادف، وليس فقط من أجل "Fun".. أتمنى أن تصل الفكرة للسادة المعلنين من أجل عيون وقلوب المصريين.. من كل قلبي: يحيا المنتج المصري، العالي الجودة.. ومن فضلكم: "أستحلفكم بكل غالي غالي ونفيس أن تجرّبوا عشان تعرفوا تحكموا قبل ما ترددوا كلام الآخرين عشان خاطر بلدنا".. أقول قولي والله المستعان. #تحيا_مصر #تحيا_مصر #تحيا_مصر. [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن