روجينا بسالى.. مخرجة شابة فى بداية مشوارها الفنى معروفة فى الوسط بأنها «أصغر مخرجة»، حيث قدمت فيلما من إخراجها وهى فى السابعة عشرة من عمرها يحمل جرأة غير معتادة يصعب على الكثير من المخرجين الكبار عمل فيلم بفكرة مثل هذه وهو فيلم «سرية كالعادة» ويتناول الفيلم العادة السرية. • مخرجة جريئة خطفت «بسالى» الأنظار بجرأتها وتميزها وأفكارها الاستثنائية فى العديد من الأفلام التى تفردت بإخراجها، إلى أن قدمت «حكاية سناء»، ذلك الفيلم الذى يحمل بين طياته كما مهولا من المشاعر الإنسانية عن إنسانة وفنانة قد لا تتكرر ثانية، فهى مثل الموت والولادة كما قال الشاعر الكبير نزار قبانى وهى الفنانة سناء جميل، زوجة المحب المخلص الكاتب الصحفى الكبير لويس جريس.. الفيلم يحكى قصة حياة الفنانة الكبيرة فى 70 دقيقة، احتفى به مهرجان السينما الأفريقية الذى أقيم فى محافظة الأقصر بالأمس القريب، حضر «جريس» العرض الأول للفيلم بصحبة العديد من أصدقاء سناء جميل ولويس جريس فى إطار الاحتفال بالمهرجان تلا الفيلم تكريم اسم الفنانة سناء جميل وإعطاؤها درع الأم المثالية. • تأخر الفيلم • انتظرنا العمل يخرج إلى النور كثيرا.. فما سبب التأخير؟ - فكرة الفيلم موجودة والترتيبات جاهزة منذ 2008 ولكنى تأخرت لأسباب كثيرة كان منها عدم وجود جهات إنتاجية إلى أن عرض الكاتب الكبير لويس جريس المساهمة فى إنتاج الفيلم، كما تخوف فى البداية من ظهور الفيلم بشكل غير لائق وكان حريصا طوال الوقت على متابعة خطوات العمل لحظة بلحظة، وجمع المادة الأرشيفية أيضا أخذ الكثير من الوقت، كما كنت وقتها أيضا منشغلة بعمل فيلم «نجم كبير» مع الفنان محمود حميدة. وفيلم «88» مع المخرجة هالة خليل والكاتبة الصحفية مريم نعوم والإعلامية ياسمين الخطيب. • سناء.. أهم الفنانات • لماذا شخصية سناء جميل بالأخص وما الذى جذبك لها كى تقدمى عملا عن حياتها؟ - سناء جميل أهم الفنانات فى تاريخ الدراما سواء فى المسرح أو السينما أو التليفزيون فى مصر، هذا بالإضافة إلى عدم الاهتمام الذى تعرضت له من قِبَل الإعلام والصحافة، حيث إنها لن تأخذ ولو نقطة من محيط ما قدمت من تكريم وتقدير لمشوارها الفنى الطويل الزاخر بالنجاح والعطاء. • أسرار سناء • الفيلم يحمل العديد من أسرار الفنانة الكبيرة - من أين أتيت بكل هذه المعلومات وكيف بحثتِ عنها ومن ساعدك فى هذا؟ - بالتأكيد ما يميز الفيلم هو كم الأسرار التى يحملها والمعلومات التى لا يعرفها أحد عنها؟ مثل علاقتها بأهلها وهروبها الذى لم يكن له أساس من الصحة، حيث إن الشائع هو أنها تركت أهلها فى الصعيد وهربت بحثا عن الفن، لكن ما حدث هو العكس تماما فهى أصلا كانت فى القاهرة وقد أدخلها أبوها وأمها مدرسة الميردى ديه وانقطعت الصلة بأهلها من ذلك الوقت، ساعدنى فى كل هذه المعلومات زوجها الكاتب الكبير لويس جريس خاصة أنه كان يوثق جميع أعمالها التى قدمتها سواء مسرحا أو تليفزيونا أو إذاعة أو سينما حتى الحوارات التليفزيونية والإذاعية والصحفية، كما ساهم فى بعض المعلومات الإعلامى مفيد فوزى من خلال حلقات برنامجه «سيدة الإحساس» ولكن القدر الكبير من المساعدة يعود لزوجها، حيث وجدت لديه أرشيفا صحفيا مهما وضخما جدا. • هل أخذ منك الفيلم وقتا كبيرا لتصويره؟ - نعم أخذ منى وقتا كبيرا جدا خصوصا لأن ضيوفى كنت حريصة على اختيارهم بعناية شديدة ليكون الحديث على قدر عظمة وأهمية الفنانة الكبيرة وهم؛ سميحة أيوب، وفاروق الفيشاوى ومنى زكى، ومفيد فوزى، وطارق الشناوى، وشريف عرفة، وغيرهم. • كيف جعلت الكاتب لويس جريس يدلى بأسرار عمره وحياته مع زوجته العزيزة.. هذا المحب والعاشق الذى حرص على حياته سرا ورفض أن يصرح بأى من أسرارها؟ - «جريس» يثق جدا فى قدراتى خصوصا بعد رؤيته أفلامى السابقة فيلم «88» و«ملكية خاصة»، الذى تم تصويره فى فيلته بالمقطم، و«نجم كبير»، لكنه قال لى بالحرف: «أنا مش واثق فى اللى أنتم هتقدموه، لكن على أية حال لو فشلتوا مش هيبقى فى وش سناء جميل هيبقى فى وشكوا أنتوا» وهذا ما شجعنى ودفعنى لبذل قصارى جهدى كى يكون العمل فى أحسن حال. ثم كان لنا هذا الحوار مع الكاتب الكبير لويس جريس. • رفضت مسلسل سناء • تلقيت عرضاً لإنتاج عمل تليفزيونى عن حياة سناء جميل من جهة إنتاج كبيرة لكنك رفضت بشدة .. فما سبب الرفض .. ولماذا وافقت عندما عرضت عليك المخرجة روجينا بسالى؟ - المسلسل يحتاج تفاصيل عن حياتها تشمل مراحل عمرها المختلفة وما مرت به من أحزان أو أفراح، أحداث أو محطات مختلفة وهذا غير متوافر لأن المصدر الوحيد عن حياة سناء جميل هى تلك الكلمات التى تحدثت بها وهى فى التاسعة من عمرها وما عدا ذلك لاتوجد تفاصيل. تقديم فيلم تسجيلى يروى حكاية «سناء» يختلف كل الاختلاف عن مسلسل يروى حياتها بالكامل. • لماذا روجينا بسالى فى حين أنك على علاقة وطيدة بكل المخرجين على الساحة الفنية؟ - روجينا طالبة مجتهدة تحاول أن تشق طريقها من خلال الأفلام القصيرة وقد أعجبتنى جرأتها فى تناول موضوع فيلم ««ملكية خاصة» وأيضا فى طبيعة ميولى الشخصية هو الأخذ بيد الشباب وتوفير الفرص لهم لكى يشقوا طريقهم ويصنعوا أسماءهم من خلال أعمالهم، وافقت للمخرجة الشابة روجينا بسالى أن تروى حدوتة بسيطة عن حياة سناء جميل وعلاقتها بأسرتها وزواجها منى حتى مماتها لكى يكون فيلما قصيرا قد تفوز من خلاله بالجوائز عندما تعرضه فى المهرجانات وهذه مساندة منى لمخرجة شابة. • ترددت فى البداية • ترددت فى البداية تحسبا لأداء روجينا بسالى فى الإخراج؟ - نعم ترددت، لكن إصرارها وإلحاحها دفعانى إلى قبول وضع «حكاية سناء» بين أيدى المخرجة الشابة. • بعد أكثر من نصف قرن على ارتباطك بسناء جميل كيف ترى «حكاية سناء»؟ - مازالت القصة ناقصة وهى من القصص التى لن تكتمل أبدا لأن صاحبتها لن تكملها والغريب أن سناء جميل كانت كل مساء تتلو صلاتها قبل النوم وسمعتها بأذنى وهى تقول «يارب اجعل يومى قبل يومه» فسألتها لماذا ترددين هذه الكلمات عقب كل صلاة، قالت لأننى واثقة أنه لو جاء يومى وأنت على قيد الحياة فسوف تكرمنى وتقيم لى جنازة مهيبة.•