إسلام البحيرى.. الباحث والمفكر الشاب الحاصل على الدكتوراه من بريطانيا فى تجديد مناهج الفكر الإسلامى.. خاض إسلام البحيرى حرباً لتصحيح أو بمعنى أصح تعديل الفكر الخاطئ من التفاسير القديمة فى التراث الإسلامى المنقول.. والحقيقة أن كل فكرة أو معلومة جديدة أثارها إسلام البحيرى كانت سبباً أساسياً فى تردد الكثير من الشباب وأنا منهم فى تقبلها كما كانت.. فمثلاً.. زواج الرسول الكريم من السيدة عائشة والدخول بها وهى فى سن «التاسعة» جاء «البحيري» بأسانيد وبراهين تدل على أن هذا غير صحيح.. وأنه دخل بها فى سن «الثامنة عشرة».. اعترض البحيرى على الكثير من الأحاديث التى تشجع بل تحلل زواج القاصرات بأسانيد وبراهين.. لم يعترض على آيات القرآن الكريم.. فهذا كلام الله.. لكنه اعترض على أشخاص.. بشر.. مثلنا مثلهم.. خطؤهم وارد. أفكار «البحيري» أنقذت الكثيرين من كره واستنفار من بعض التفسيرات الخاطئة فى الإسلام.. انتشرت أفكار البحيرى المستنيرة بين الشباب وأصبحوا شغوفين بمعرفة المزيد. أثار نجاحه وتأثيره على نطاق واسع فى المجتمع حفيظة رجال الأزهر.. فقرر مناظرته.. وقد حدث.. وقد فشل الباحث «عبدالله رشدي» فشلاً ذريعاً فى تلك المناظرة.. واتهمه الأزهر بعد ذلك بأنه لا يملك أدوات التحليل الجيدة.. لذا فشل فى التصدى لإسلام البحيرى حول الموضوعات الدينية التى أثيرت وأهمها كان «زواج الحائض» الذى أجمع عليه الأئمة.. نتج عن هذه المناظرة.. اتهام البحيرى بازدراء الإسلام!! رغم أنه لم يسئ للإسلام بكلمة.. إنما اعترض على تفسيرات بعض الأئمة.. اتهم كتب التراث الإسلامى التى كتبها بشر أيضاً بأنها سبب فى وجود ظاهرة الإرهاب!! هذا هو ذنب إسلام البحيرى.. أغمضوا أعينكم.. أطفئوا كل طاقة نور تضىء ظلمة الجهل والموروثات البشرية التى لا يتقبلها العقل والمنطق.. اسجنوا الأفكار وطالبوا بالحرية!! إسلام البحيرى تجرأ على قول ما وافق عقله عليه وأعلن عن رفضه للمسلمات الموروثة.. كسر قيوداً استحيينا كلنا حتى أن نشكو منها.. وفى النهاية يدفع الثمن.. حكم عليه بالسجن بتهمة ازدراء الأديان!! سؤال واحد أخير.. لماذا استعذبنا سجن الأفكار التى يمكن أن تحررنا؟!! •