لم أكن أشاهد ما يطرحه إسلام البحيرى من آراء عبر برنامجه «مع إسلام»، ولكنى شاهدت مناظرته مع الشيخين أسامة الأزهرى وعلى الجفرى، والتى خرجت منها أنه شخص لا هو تنويرى ولا مجدد ولا يفقه كثيرا فى الدين الإسلامى، بل مجرد طالب شهرة بتطاوله على الإمام البخارى، والسنة الشريفة. ورغم ضحالة فكره فى هذه المناظرة فإنه لم يتوقف أو يصحح أو يعدل من أفكاره، حتى وصل الأمر بالأزهر إلى التقدم ببلاغ إلى النائب العام ضده اعتراضًا على ما يبثه من أفكار شاذة تمس ثوابت الدين، وتنال من تراث الأئمة المجتهدين المتفق عليهم، وتسيء لعلماء الإسلام، وتعكر السلم الوطني، وتثير الفتن. وقال الأزهر فى بيانه إنه لا يصادر فكرًا، ولا يحجر على حرية أحد، إلا أن ما جاء فى البرنامج المذكور من أفكار شاذة تجاوز حدود الفكر إلى المساس بالثوابت والطعن فيها والتجريح فى الأئمة المجتهدين والعلماء الثقات وتراث الأمة المتفق عليهب. وفوجئنا جميعا بالحكم على إسلام البحيرى بالسجن سنة بتهمة ازدراء الأديان، فهل من رفع هذه القضية قد حقق نصرا للإسلام بسجن البحيرى؟ إن الأفكار لا تحارب بالسجون، حتى ولو كانت أفكارا خاطئة أو شاذة أو حتى شيطانية، فالفكر يقابل بالفكر والمنطق والحجة والبرهان، وهل بعد السجن، سيتغير فكر الرجل؟ إن كثيرا من المهاجمين للإسلام، دون سجن، تحولوا الى مفكرين إسلاميين بعد أن تبحروا فيه، رغم شكوكهم الأولى، ولعل أشهرهم المفكر الراحل الدكتور مصطفى محمود. كنت أتمنى أن تكون القضية هى وقف برنامجه المثير للفتنة كما وصفه الازهر الشريف دون المساس بحرية البحيرى نفسه، الذى تحول لدى البعض الى مفكر وتنويرى، وباحث ومجدد للخطاب الدينى. فكم خذلتم الإسلام يامن رفعتم هذه القضية؟. لمزيد من مقالات جمال نافع