«قبلة الجبين» تحمى أطفالنا من التحرش

«زى ما أعطينا إرشادات للأطفال عشان يحموا نفسهم من اللمسة الوحشة، والنظرات الغريبة والكلام المخيف، كان لازم نأكد على الإرشادات دى مع الآباء والأمهات، والمتعاملين مع الأطفال، فى مؤسسات الرعاية وغيرها، وندعمها بقصص من الواقع وفيديوهات».
أربعة أيام فى دار للأيتام قضتها الأخصائية النفسية منى عبدالنبى، بجمعية وطنية لرعاية وتطوير دور الأيتام.
الثلاثة الأولى كانت مع المشرفين ومع إدارة الدار والأخصائيين الاجتماعيين، حول أنواع الإساءات اللفظية، والبدنية والجنسية التى يتعرض لها الطفل، وفى اليوم الرابع ينضم إلى ورشة العمل عمال النظافة والأمن والطباخون وكل من يتعامل مع الأطفال كالكفلاء، وفى النهاية تخصص ورشة عمل للأطفال فى مجموعات حسب السن.
الأطفال أقل من 8 سنوات يشاركون فى الرسم وتوصيل الصور، ومشاهدة فيلم كارتون بعنوان «مهم جدا» بطلته الطفلة سلمى فى الصف الثانى الابتدائى، تفرّق فيه بين النظرات العادية والنظرات المخيفة، وبين اللمسة العادية وبين اللمسة الوحشة التى لابد أن يرفضها الطفل بصوت عالٍ ويخبر الأهل أو الكبار بها.
تسأل منى الأطفال: «ينفع حد يسلم عليك ويقرب منك زيادة عن اللزوم، ينفع حد يحط إيده على بطنك، ينفع ناخد حاجة من حد مانعرفوش، ينفع حد يبوسنى من فمى» وتؤكد أن هذه الاحتياطات ليس معناها أن نخاف من الناس، لكن فقط أن نأخذ بالنا.
أما الأطفال الأكبر قليلا، فتدور المناقشة حول فيلم كارتون «خلى بالك» - والأفلام متاحة على يوتيوب- يوضح كيف يمكن أن يحدث التحرش بالأطفال فى المدرسة، الحقل، النادى، الشارع، عند الجيران، ويردد أطفال الفيلم «نعرف.. نعلن أو نهرب.. وفى كل الأحوال لازم نقول».
تؤكد منى للأطفال كما فى ورش الكبار أيضا أنه بخلاف الأب والأم يكون تقبيل الطفل فى الجبين أو اليد فقط، واحتضان الطفل بالجنب وليس من الأمام أو الخلف، وأن يجلس الطفل عند ركبة الشخص البالغ، حتى لا يعتاد على ملامسة أجزاء من الجسم يمكن أن تكون أداة للتحرش الجنسى من آخرين.
حمايتى مسئوليتى
هذا العنوان هو محور المبادرة التى يتبناها مركز أمان بجمعية وطنية لمساعدة الآباء والأمهات ودور الأيتام والمتطوعين على حماية الطفل ودعمه باعتباره أحد معايير جودة الخدمة التى اعتمدتها وزارة التضامن الاجتماعى قبل شهور.
قبل أيام نظم المركز لقاءً للأمهات والآباء حول حماية الطفل من التحرش أدارته د. هالة حماد استشارى الطب النفسى للأطفال والمراهقين، أشارت فيه إلى أن الطفل الأكثر عرضة للتحرش هو الطفل المنبوذ أو المكروه أو الذى لا يسمعه أحد.
ونبهت دكتورة هالة الأمهات إلى أن المتحرش قد يكون من الأشخاص المقربين من الطفل والعائلة، ويبدأ بالتقرب من الطفل من خلال الهدايا والاهتمام به، وقد يستغل المشكلات الأسرية ليوحى للطفل أنه الوحيد الذى يحبه أو ما يحدث بينهما هو سر خاص بهما. •