هى بالنسبة لى المتعة والشجن.. الحب والغضب عندما أستمع إليها صباحا يصبح نهارى نادى، أختار أصدقائى تبعا لقربهم أو بعدهم منها مدى «استماعهم إليها وماذا تمثل لهم». حرصت منذ سنوات طويلة أن أدرب أطفالى على الاستماع إليها ولما كانت اللهجة اللبنانية صعب عليهم فهمها كنت أعيد الأغنية أكثر من مرة وأقوم بترجمتها للهجة المصرية. غنت فيروز لكل شيء فى الحياة الحب، الشوق، الوطن، المقاومة، الظلم، الحب الأول، لصديق قديم، الغربة، للطفولة. اتسمت أغانيها بالنعومة والانسيابية، باللغة الكلمة، وروعة اللحن هذا بالإضافة إلى صوتها الشجى العذب الذى يأتينا فيخترق قلوبنا، مشاعرنا، أرواحنا، كلمات الرحبانية استطاعت أن تخلق لدى كل منا فلسفة خاصة به. غنت الساحرة وذكرت كلمة الصلاة وذلك فى زهرة المدائن عندما غنت (لأجلك يا مدينة الصلاة أصلى لأجلك يا بهية المساكن يا زهرة المدائن يا قدس يا مدينة الصلاة أصلى، عيوننا إليك ترحل كل يوم، تدور فى أروقة المعابد، تعانق الكنائس القديمة، وتمسح الحزن عن المساجد، يا ليلة الإسراء، يا درب من مروا إلى السماء، عيوننا إليك ترحل كل يوم وأننى أصلي). وفى أغنية أخرى تقول نصلى فأنت صغيرة وأن الصغار صلاتهم لا ترد.. من غير فيروز استطاع أن يغنى مثل هذه المعانى من هنا وبهذه السطور أتذكرها وأقول لها ستظلين واحة الهدوء بالنسبة لى. • آخر حركة لا يصنع فن جميل قدر الحزن العميق.. لذلك كانت أغنية هانى شاكر برواز صورتك فى ذكرى ابنته•