حكايتنا عن جدع عشق بلده وترابها وأهله جدع صعيدى لمست كلماته أوتار قلوب المصريين وعزف عليها فى حالات الانتصار والانكسار، قريب من الناس من همومهم وأفراحهم، رحل الجدع عبدالرحمن الأبنودى تاركا خلفه تاريخا طويلا وجزءا من ذاكرة أمة أرخ لها بكلماته، رحل وستعيش كلماته لآخر الدهر، منح مصر وأهلها حبا فمنحوه مجدا إلى ماشاء الله. كلمات الأبنودى كانت شاهد عيان على أهم المنعطفات فى تاريخ الأمة، أثناء حرب 67 كتب الأبنودى أغانى لشحذ الهمة ورفع الحالة المعنوية غناها حليم مثل «ابنك يقولك يا بطل». (ابنك يقولك يا بطل هاتلى نهار ابنك يقولك يا بطل هاتلى انتصار ابنك يقول أنا حواليا الميت مليون العربية ولا فى مكان للأمريكان بين الديار) وبعد نكسة يونيو 1967 كتب الأبنودى «عدى النهار» غناها عبدالحليم حافظ فى أول حفل له بعد حرب 67 ولحنها بليغ حمدى. (عدّى النهار والمغربية جايّة تتخفّى ورا ضهر الشجر وعشان نتوه فى السكة شالِت من ليالينا القمر وبلدنا ع الترعة بتغسل شعرها جانا نهار مقدرش يدفع مهرها). وواحدة أخرى من إبدع الأغنيات الوطنية التى كتبت ومثلت حالة حماسية لا توصف كتبها الأبنودى كانت أغنية (أحلف بسماها) 1967 ألحان كمال الطويل. • «عدوية» كتب مجموعة من أهم الاغانى الوطنية، وهو صاحب مجموعة لا تقل عنها أهمية من الأغانى الشعبية مثل أغنية عدوية التى حققت نجاحا كبيرا، وعدوية هى الفتاة التى كانت تعمل فى منزل صديق الأبنودى الملحن «عبدالعظيم عبدالحق» والتى سألها الأبنودى عن اسمها أثناء تقديمها الشاى وقال لها «سوف أكتب لك أغنية» وكتبها وغناها المطرب محمد رشدى وكتب أيضا «تحت الشجر يا وهيبة». • التوبة وكانت أغنية التوبة نقلة نوعية فى تاريخ كل من حليم وعبدالرحمن الأبنودى لمفرداتها المختلفة عن أعمال حليم السابقة. «أنا كل ما قول التوبة يا بوى ترمينى المقادير يا عين». غنت له شادية «آه يا اسمرانى اللون»، وصباح «ساعات ساعات»، وفايزة أحمد «يما ياهوايا يما». أما المطرب محمد منير فهو رفيق مشوار ونجاح كبير كتب له الكثير من الأغنيات منذ بداية محمد منير مثل: شوكولاته، كل الحاجات بتفكرنى، من حبك مش برىء، بره الشبابيك، الليلة ديا، يونس، يا حمام بتنوح ليه، قلبى مايشبهنيش. • ذكريات أجيال للسينما كتب الأبنودى كلمات بل وشارك فى حوار فيلم «شىء من الخوف» والتى غنتها الفنانة شادية، وفيلم «ليلة بكى فيها القمر» وفيلم «البرىء» للفنان أحمد زكى .. ولأكثر من جيل شكلت تيترات أعمال درامية قام الأبنودى بكتابتها وجداننا وكانت سبب تعلقنا بها فى مراحل ما، بل وكانت سببا فى شعبية هذه المسلسلات مثل مسلسل «أبوالعلا البشرى» عام 1985 غناها على الحجار، وكذلك غنى له الحجار تيتر مسلسل «ذئاب الجبل» عام 1992، مسلسل «شيخ العرب همام» عام 2010 ومسلسل «الرحايا» عام 2009 و«مسألة مبدأ» 2003 وكان آخر تلك الأعمال مسلسل «الوسواس» الذى كتب له الراحل كلمات المقدمة عام 2015. •