نعم بالفعل فى حفلات أوركسترا ساقية الصاوى التى لا تعزف إلا مقطوعات الموسيقى الكلاسيك قد تجد من بين الجمهور رجلا يرتدى جلباباً مظهره مصرى أصيل أو سيدة ترتدى عباءة سوداء وهى الزى الرسمى لسيدات المناطق الشعبية أو شباب وبنات يرتدون الجينز وال«تى شيرت». فلا يشترط الحضور بالملابس الرسمية ولا الالتزام بتقاليد وبروتوكولات الحفلات الأوبرالية فقط اقطع التذكرة زهيدة الثمن واحضر فى الموعد المحدد والتزم الهدوء واسمع الموسيقى و«نضّف ودانك». يقول د. محمد باشا قائد أوركسترا الساقية الوتري: احنا الشعب المصرى نجيد تذوق الموسيقى الراقية بشكل كبير، والدليل على ذلك أننا نعشق الأغانى الطربية التى تربينا عليها، لكن المشكلة الحقيقية أن عموم الناس لا تعلم ما هى الموسيقى الكلاسيك العالمية أصلا، وهذا تقصير من وزارة الثقافة منذ زمن طويل، وهذا ما انتبهت إليه ساقية الصاوى وسعت لنشره من خلال تأسيس الأوركسترا وإقامة حفلات بأسعار رمزية فى متناول جميع المستويات حتى نشجع الجمهور أن يسمع أشهر المقطوعات العالمية التى يعزفها شباب من أمهر العازفين المصريين هم أعضاء الأوركسترا. ويضيف: أتذكر تاريخ أول حفلة جيدا وهو 19 أكتوبر 2010 ومن حينها لم نتوقف عن العمل وتقديم الحفلات إطلاقاً واستضفنا عازفين مصريين لهم شهرة عالمية مثل د. إيناس عبدالدايم والفنان حسن شرارة ومحمد حمزة كما كانت لنا حفلة مع الفنانة نسمة محجوب نجمة ستار أكاديمى كل هذا بغرض إمتاع الجمهور وأفكر فى الموسم القادم الذى سيبدأ فى نوفمبر أن أقدم بعض الأغانى الطربية لعبدالحليم وأم كلثوم بالتأكيد سيكون لها نكهة مميزة عندما يتم عزفها بآلات الأوركسترا الغربى وهذه تجربة جيدة ولها صدى، وبالفعل قمت بها فى مكتبة الإسكندرية من قبل وكان النصف الأول من الحفل أغانى شرقية والنصف الثانى مقطوعات موسيقية غربية. ويشير أيضاً إلى أن البروفات عامل مهم جدا قبل الحفلات وقد نحتاج من 4 إلى 8 بروفات كل بروفة حوالى 3 ساعات وكلما زادت البروفات قلت الأخطاء الواردة أمام الجمهور، لكن يوجد ما يسمى بخبرة المسرح وتعنى معالجة بعض أخطاء العازفين بحلول بديلة، فعندما يخرج أحد العازفين عن النص أو ينسى اللحن يقوم زملاؤه بتغطية هذا الموقف حتى يعود للحن من جديد. ويضيف: إن حفلات الأوركسترا لا تقتصر على المقطوعات العالمية فقط، بل قدمنا من قبل حفلات روك وجاز وحفلات الأغانى الغربية القديمة وأطلقنا عليها old is gold. ويقول د. أحمد عثمان عازف الكونترباص: الساقية دائماً تستهدف الجمهور الذى لا يتردد على الأوبرا ومنهم جمهور فرق الأندر جراوند وكان الجديد هو إدخال فن الأوركسترا بعيدا عن التقيد بمظهر معين كما تشترط الأوبرا، ويأتى إلينا أحيانا جمهور يعرف المقطوعات الموسيقية التى قد تكون منتشرة نوعا ما، لكنه لا يعلم من هم مؤلفو هذه المقطوعات وما هو تاريخهم الموسيقى وأتذكر بعد إحدى الحفلات أتت إلينا سيدة مظهرها عادى جداً تشبه سيدات الطبقة المتوسطة وأبدت إعجابها بالحفل، وأهدت لكل عازف زهرة تعجبت كثيراً من موقفها لكنى فرحت جداً بهذه النتيجة والعديد من جمهور حفلاتنا أصبحوا أصدقاءنا على فيس بوك ونتواصل معهم دائماً. ويكمل د. عثمان بدأ حبى للموسيقى منذ صغرى عندما أهدانى أحد أقربائى آلة الأورج ثم التحقت بالمعهد العالى لموسيقى الكونسرفتوار واجتزت كل الاختبارات وكنت الأول على المتقدمين وطلبت التخصص على آلة الكونترباص، لكن طلبى لقي رفضا نظرا لصغر سنى، حيث كنت لم أتجاوز العاشرة حينها لكن تبنت موهبتى د. إجلال شاكر وبناء على هذه التجربة تم تغيير قواعد المعهد كى يقبل التحاق الطلاب لعزف آلة الكونترباص من المرحلة الإعدادية بدلا من الثانوية كما كان فى السابق. وأتمنى أن نقدم حفلات الموسيقى الكلاسيك فى المدارس والجامعات باسم ساقية الصاوى حتى ولو بشكل مجانى وتعليم الأطفال الصغار أنواع الآلات من خلال مسرحيات وهذا كان موجودا فى الأوبرا سابقا. ويقول خالد صالح عازف الكمان: أنا انضممت لأوركسترا الساقية فى الموسم الثانى، وللأسف أشعر بأن جمهور حفلاتنا محدود وأتمنى أن يزيد، لكن المسألة تحتاج إلى التسويق بشكل أوسع مما نحن عليه الآن لأنه يوجد بالفعل من يقع فى حب الموسيقى الكلاسيك من الحفلة الأولى، وهذا حدث فى حفلاتنا وكان بعض الشباب يأتون إلينا يسألوننا عن الآلات والأماكن التى توفر فرص التعليم للعزف عليها لأن المصريين ذوقهم الفنى لا يقل عن باقى العالم. ويضيف: أعزف الكمان منذ أن كان عمرى سبع سنوات وأنا الآن معيد بالكونسرفتوار وأقوم بتحضير رسالة الدكتوراة وأنا أيضاً أقوم بتدريس عزف الكمان فى ساقية الصاوى، وكذلك أقوم بالتدريس لأوركسترا الكفيفات فى مدرسة النور والأمل وهو الأوركسترا الوحيد من نوعه على مستوى العالم والتدريس للكفيفات من أمتع الأعمال التى أقوم بها فلديهن ذاكرة حادة وقدرة سريعة على التعلم ومهارة شديدة. ويقول محمد عبدالفتاح عازف تشلو: المايسترو محمد باشا هو صديق شخصى بالنسبة لى وطلب منى الانضمام للأوركسترا منذ تأسيسها لكنى التحقت بهم فى الموسم الثانى نظرا لسفرى خارج البلاد وأودّ أن أشيد بدور الساقية غير الهادف للربح وأنا معجب جداً بفكرة عدم التقيد بزى معين خلال الحفلات حتى نجذب الجمهور بشكل أكبر وأتمنى زيادة عدد العازفين حتى نتمكن من عزف كل المقطوعات وبشكل أفضل فأى أوركسترا يتكون من 60 عازفا، أما نحن فعددنا 16 فقط. •