حبيبى كل معانى الحب قديما قالوا إن الحب الحقيقى هو أن تحب الشخص الوحيد القادر على أن يجعلك تعيسا.. وهم فى ذلك قد اختزلوا كل معانى الحب فى آهاته وأشجانه وحنينه وأحزانه فقط، لكننى فى مفهومى عن الحب وعمن أتمناه حبيبا لى، أخاف هذا الاعتقاد، فالحب هو أن يكون حبيبى ابتسامتى الدائمة وسعادة لا تفارق أيامى، فحبيبى هو بلسم جروحى الشافى هو نسيانى للماضى وآلامه وحنينه وذكرياته لإيمانى التام بأنه آت ومعه غدى الأجمل. هو الأمان والحنان، هو المودة والرحمة التى ذكرها ربى فى القرآن، هو من أتحدث إليه وأفضى بمكنونات نفسى وأنا أشعر بأننى أتحدث إلى ذاتى. هو كاتم أسرارى والذى يتساوى عنده أتفه أسرارى مع أكثرها ثقلا فى الاهتمام، فإننى أرى أن من هذه النقطة ينبع تقبله لى واحترامه لأبسط ما فيّ، وهى أفكارى العابرة وأسرارى الصغيرة، فإنه قطعا من اهتم بتفاصيلك الصغيرة هو من شغف بك وهو من ستشغله تفاصيلك الأهم. حبيبى هو حليف النجاح والعامل المساعد له بالحب وبالدعم وبالدفء الذى يشعله حبه فى قلبى والذى يدفعنى دوما إلى الأمام. هو من يتمنى دوما أن يرانى سعيدة ناجحة، ولو على حساب نفسه وبالتالى يدفعنى دفعا لأن أكون له بالمثل ومن هنا تولد التضحية والتفانى فى الحب، فتفنى ذواتنا وتذوب لتتوحد فى ذات واحدة تجمعنا على الحب ولاتفرقنا أبدا لأنه شئنا أم أبينا فإن الحب هو اللعبة الوحيدة التى يشترك فيها اثنان فإما أن يكسبا معا أو يخسرا معا وفى هذا الكسب نجاح لإنسانيتنا وحياة لمشاعرنا الطيبة تجاه الطرف الآخر. ويبقى الحب أجمل ما فى الحياة كما قال شاعرنا الجميل كامل الشناوى «الحب جحيم يطاق والحياة بدون حب نعيم لايطاق».
نجوى حمدى عبدالفتاح ما أحلى تلك اللحظات الأولى! تلك اللحظات التى نتنسم فيها عطر الصباح. وتشرق بشروق الأمل بيوم جديد، تنصت فيه إلى دقات القلب، وحديث حب، وترانيم عشق عشت أياما منتظرا تلك اللحظة، لحظة الحب الأول والعشق الأول، كنت ألمح وجه حبيبتى خلف غصون الشجر، ألمسها على جسدى فى يوم سقوط المطر. انتظرتها على عتبة العمر علها تأتى فى يوم ليس ببعيد، كنت أنظر نحو القمر الممعن فى الحيرة، أستقصى عن هذا الحب الكائن فى خيالى. راغبا فى اختصار تلك المسافة بين الخيال والحقيقة، فأنا أعشق كل نساء الأرض فى أنثى واحدة، تسكن كل تفاصيلى وأشربها كل مساء. مجنون يعشق عينا يطلع منها الفجر، يشرق منها القدر، يرميه البحر إلى الشاطئ يقذفه الشاطئ للبحر، أسافر خلف الحلم الآتى من قلب أبحث عنه وروح تسكننى. طاقة نور تأتينى من بعيد، تهدينى يقينى. رفض القلب خيال الحب فتمرد. سكن الواقع وتجرد من كل الأشياء. من كل الأحلام إلى أن صار لقاء لقاء الحب الأول.. فصرخ القلب وتنهد. وهمس فى صمت إن حقيقة حبى من الخيال أبعد.