بعد كفاح، ملأ الدنيا فنا، فقد كان بحق تاجرا للسعادة.. ودعا للثورة فى «هى فوضي» وتألق وقت أن كان «سلطانا للغرام»، وأبدع فى «الريان» وهذه الأيام عشنا جميعا مع وفاته وجع ما بعد الفراق. حالفنى الحظ والتقيت بالفنان الإنسان خالد صالح مرات عدة وأجريت معه العديد من الحوارات فى الفن والحياة والناس، فقد كان خالد واعيا مثقفا بمعنى الكلمة وطنيا صادقا كما هو فنان صادق. الحوار الأخير لى مع خالد صالح كان عن خالد الإنسان وعن حياته الخاصة وعن الفن الذى ليس له أمان وعن مستقبله هو وأسرته غير مؤمن ماديا ضد تقلبات الزمان.. • أولاده تحدث خالد الأب عن أبنائه: لدى عاليا 18 سنة، وأحمد 21 سنة يدرس سياسة واقتصاد فى الجامعة الأمريكية ومنذ فترة طويلة يطلب منى أن يجرب التمثيل، ولكن إذا كان لديه الموهبة الحقيقة لا يوجد شيء سيعرقل ذلك، ولكنى أريد أن ينتهى من دراسته فى المقام الأول ويحدد هو مستقبله، أما بالنسبة لابنتى عاليا فهى بعيدة كل البعد عن الوسط الفنى، وهى تعشق تصميم الإكسسورات والحلى والمنتجات اليدوية. • هالة رفيقة الكفاح أحافظ جيدا على حياتى الشخصية ولا أريدها مشاعا للآخرين، وأحرص على ألا تتواجد معى زوجتى هالة فى جميع الأحداث الفنية ولازم وجودها معى يكون مبررًا.. فى التكريمات فقط.. لأننى أشعر أن لها دورا كبيرا فى ما وصلت له الآن، وأحاول أن أبعد أسرتى عن الأضواء لأن الحياة الفنية مربكة للغاية لأى شخص وأنا أريدهم أن يعيشوا حياتهم الطبيعية ويأخذوا الجانب الجيد فى عملى فقط وليس الجانب السيئ. وبالطبع الأم تكون أقرب إلى الأولاد والحقيقة أن هالة تقوم بدورها تجاههم على أكمل وجه من خلال الرعاية والاهتمام، ولكن الحمد لله إذا جلست معهم ساعة فى الأسبوع يكون بينا تواصل كبير وتفاهم. • فلوس الفن عانيت كثيرا فى مشوارى الفنى وبدأت من الصفر، وبعد صبر طويل حصلت على أموال حقيقية من عملى.. بعد فيلم «تيتو» مباشرة وبعد حصولى على البطولة المطلقة وتقديم أعمال كثيرة ناجحة لا أشعر أننى غنى، لكنى دائما أحتاج إلى الله ولا أقصد جمع الأموال: ولكن التقرب إلى الله والاحتياج له، وأشكر ربنا على كل شيء حدث لى، والغريب فى الأمر أنه بعد كل ذلك وعملى فى مهن كثيرة قبل دخولى الوسط الفنى منها عملى بالتجارة وكنت ناجحا فيها، وبالمحاماة، وقد مارستها لمدة شهر واحد فقط، وابتعدت عنها لأنى وجدت أن القواعد الخاصة بها للأسف تلاشت، وأنا لم أتحقق إلا بعملى فى الفن فهو جزء من تكوينى الشخصى ويشغلنى دائما سؤال مهم أطرحه على نفسى باستمرار، هل سأستمر فى هذا المجال أم لا؟ • الأمان فى الفن بالتأكيد لا يوجد أمان فى الفن فمزاج الجمهور متغير، وأنصح أى ممثل، وقبلهم أنصح نفسى ألا ينخدع فى إعجاب الجمهور، فمن الممكن وبكل سهولة أن ينصرف الجمهور عنه ويتواجد نجم آخر يجذب الأضواء. • مشروع خاص لم أفكر على الإطلاق فى إقامة مشروع خاص يؤمن مستقبلى أنا وأولادى بعيدا عن الفن، على الرغم من إلحاح المحيطين بى بالتفكير لأن الوقت الحالى ربنا أعطى لى فرصا كثيرة ووضع أيضا لا أعلم هل سيدوم أم لا؟ • تاجر السعادة جاءت نجومية خالد صالح متأخرة، وظل لسنوات عدة يقدم عروضًا على مسارح الهواة ومركز الهناجر بدار الأوبرا المصرية، لم يكن خالد صالح نجمًا عاديًا أو ممثلاً يمر أمام أعين المشاهدين مرور الكرام بل كان ممثلاً من العيار الثقيل، وقدم أعمالاً جيدة ستظل دومًا يذكرها الجمهور. لم يستسلم هذا النجم المبدع للمخرجين أن يحصروا موهبته فى أدوار الشر الذى تميز فى تقديمها وأعلن تمرده على هذه النوعية واستطاع التنوع فى الرومانسى والتراجيدى والسير الذاتية فى «الريان» والمختل عقليًا فى «الحرامى والعبيط» وعجوز فى «ابن القنصل». ولكن البصمة الحقيقية كانت فى التليفزيون من خلال المسلسلات الكثيرة التى قدمها ونافس من خلالها أهم النجوم منها «بعد الفراق»، «9 جامعة الدول»، «فرعون»، «الريان»، «حلاوة الروح»، «تاجر السعادة»، «سلطان الغرام». وقد أسدل الستار على مسيرته الفنية فجر يوم الخميس الماضى تاركًا وراءه 31 فيلمًا متنوعًا و16 مسلسلاً دراميًا. •