تمتلك مصر ثلث آثار العالم بما اكتشف حتى الآن.. من آثار فرعونية ويونانية ورومانية وقبطية وإسلامية وعصر حديث.. وما لم يكتشف بعد يجعلها تملك أكثر من ذلك بكثير.. ولذلك كان لابد من إنشاء العديد من المتاحف لعرض هذه الآثار بدلا من تخزينها.. وتكون عرضة للتلف والسرقة.. وبالفعل تم إنشاء أكثر من ثلاثين متحفا فى محافظات مصر عبر سنوات مضت وللأسف أكثر هذه المتاحف مغلقة الآن.. بسبب الأزمة المالية التى تمر بها البلاد.. وعن هذه المشكلة كان لابد لنا من الحوار مع وزير الدولة للآثار الدكتور ممدوح الدماطى. وبدأت حديثى معه قائلة: كثير من متاحفنا مغلقة بعضها بسبب أعمال إرهابية مثل (المتحف الإسلامى ومتحف ملوى) وأخرى للتطوير والتجديد منذ سنوات مثل (المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية والجوهرة بالقلعة وقصر محمد على بالمنيل ومتحف المركبات الملكية ببولاق ومتحف قصر المجوهرات بالإسكندرية».. أجابنى قائلا: هناك أزمة مالية تمر بها الوزارة منذ ثلاث سنوات نظرا لقلة السياحة وعدم وجود مصادر للتمويل بسبب الظروف الصعبة التى تعيشها البلاد، وكل هذه المشاريع تحتاج مبالغ كبيرة لاستكمالها، وعلى سبيل المثال كلنا نعرف مدى أهمية المتحف المصرى الكبير والذى تأجل موعد افتتاحه اكثر من مرة!!.. أنا أبلغت رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب صراحة أنه لا يمكن بأى حال من الأحوال افتتاح المتحف المصرى الكبير نهاية عام 5102 كما كان مخططا، وأنه بشىء من التفاؤل والعمل المستمر يمكن الانتهاء من الإنشاءات بنهاية عام 6102، وبعدها نحتاج لعام للعمل على سيناريو العرض المتحفى وإجراء التجهيزات الداخلية ويمكن القيام بافتتاح جزئى للمتحف نهاية عام 7102، وأطلعت سيادته فى لقائى الأخير معه على آخر المستجدات بالمتحف على أرض الواقع وعلى ما تم الاتفاق عليه فى أول اجتماع لمجلس الإدارة الجديد والذى عقدته مع جميع الجهات المشاركة فى المتحف، وأيضا أطلعته على أن أهم ما خلص إليه هذا الاجتماع بين الجانب المصرى واليابانى هو ضرورة قيام الحكومة المصرية بسداد نصيبها فى المشروع والمتفق عليه منذ البداية، والذى كان من المفترض الحصول عليه منذ عام، كما تم الاتفاق كذلك على التقدم للجانب اليابانى بطلب لقرض حسن آخر فى أقرب وقت ممكن. ثم استكمل د.الدماطى قائلا: «لقد أطلعت سيادة رئيس الوزراء أيضا على الخطة الزمنية لنقل القطع الأثرية للمتحف والتى تتم حاليا بالتنسيق مع الإدارة الجديدة، حيث إنه فى الثلاثة أعوام الماضية لم ينقل سوى 3 آلاف قطعة بينما تم نقل 01 آلاف قطعة عام 0102 فقط.. ثم يضيف سيادته قائلا: المتحف المصرى الكبير يعد أكبر متحف فى العالم للآثار الفرعونية، يبنى على مساحة 711 فداناً ليستوعب 5 ملايين زائر، بالإضافة لمبانى الخدمات التجارية والترفيهية ومركز الترميم والحديقة المتحفية التى ستزرع بها الأشجار التى كانت معروفة عند المصرى القديم. وقد أطلقت مصر حملة لتمويل المشروع الذى تقدر تكلفته بحوالى 055 مليون دولار، فتم المساهمة من اليابان ب003 مليون منها، كقرض ميسر، ومن المقرر أن يضم المتحف أكثر من 000,001 قطعة أثرية من العصور الفرعونية، واليونانية والرومانية، وهو ما يعنى إعطاء دفعة كبيرة لقطاع السياحة فى مصر، ويقام المتحف الجديد على سهل صحراوى، حيث يرى الزائر أهرام الجيزة. سألت سيادته قائلة: وماذا عن المتحف الإسلامى الذى دمر فى يناير الماضى على يد الإرهاب الأسود؟! أجاب: العمل سيبدأ به قريبا خاصة بعد ما أبدت دولة الإمارات استعدادها لتمويل إعادة بناء المتحف بالكامل وتجهيز فتارين العرض على أعلى مستوى، ووضع سيناريو العرض المتحفى الذى سيكون مشابها للسيناريو القديم، وهناك جهة ألمانية أيضا أبدت استعدادها للمساهمة فى مشروع تجديد المتحف، وأيضًا المبالغ التى رصدتها اليونسكو وهيئة المعونة الأمريكية فى طريقها إلينا. ثم أضاف قائلا: وأيضا وفد المجلس الدولى للمتاحف «الايكوم» الذى زار المتحف منذ أسابيع سيقوم بزيارة أخرى أوائل الشهر القادم وسيساهم بتقديم الدعم الفنى اللازم لمشروع إعادة تأهيل المتحف من ترميم دقيق للقطع الأثرية وتدريب ميدانى للمرممين المصريين، وتقديم منح لتدريبهم. قلت لوزير الآثار د.الدماطى: وماذا عن متحف ملوى الذى يمر عليه هذه الأيام عام منذ تدميره وسرقة محتوياته؟! أجاب سيادته: لقد تم استعادة 09٪ من مقتنيات متحف ملوى التى سرقت وجارى العمل على وضع خطة لإعادة بنائه وترميمه، إلا أن عدم وجود مصادر للتمويل يقف حائلا أمام البدء فى العمل به.. سألت سيادته قائلة: متحف الحضارة بالفسطاط مكتمل وعلى وشك الانتهاء منه هل سيفتح قريبا؟! قال د.ممدوح: الحمد لله لقد تم إزالة جميع المعوقات الإدارية التى تسببت فى توقف العمل بالمتحف لمدة عامين، وأنا أعطيت لمدير المتحف الجديد الدكتور خالد العنانى 001 يوم لدراسة الموقف بالمتحف والإمكانيات المتاحة والمعوقات أمامه ووضع خطة عمل لاستمرار العمل بالمتحف و تحديد موعد حقيقى لافتتاحه. وينهى د.ممدوح الدماطى حواره قائلا: هناك أمل وتفاؤل لفتح هذه المتاحف تباعا وإن شاء الله متحف السويس القومى سيفتح أبوابه مع بداية العام الدراسى الجديد ليكون أول زواره طلاب وتلاميذ السويس وأهلها بالمجان.