فنان اختارته مهنة الصحافة.. كان طالبا بكلية الفنون الجميلة ونظرا لتميزه الشديد جاءته الفرصة الأولى أن يقوم برسم غلاف مجلة الاثنين ضمن إصدارات دار الهلال عام 1952كأصغر محترف لفن الكاريكاتير عن عمر يناهز ستة عشر عاما ثم عمل رساما بجريدة المساء عام 4591 ثم انتقل إلى صحيفة أخبار اليوم عام 36 من هنا بدأت رحلته كفارس لفن الكاريكاتير، إنه مصطفى حسين صانع السعادة على شفاة المصريين..استطاع فناننا ابتكار لغة بصرية معاصرة لأسلوبه الفنى ذات طابع متفرد لرؤيته المتفتحة على مدارس الفن بمختلف مذاهبه المعاصرة ولا سيما فن الكاريكاتير. لقد وضع القضية المصرية والعربية بكل أبعادهما فى ميزانه الفنى اتسمت خطوطه بالبساطة والإبحار من خلال المعالجات الفنية واللونية بضربات فرشاة مفعمة بقوة التعبير وجسارة الانفعال، تصافحك بظلالها وضوئها عبر حوار مستمر ومتواصل.. شكل مع الكاتب أحمد رجب ثنائيا فنيا رائعا وتبلور هذا الثنائى بالقلم والريشة والفكرة التى تظل حبيسة وهائمة إلى أن تحط رحالها فى قلب وعقل فناننا لتضىء صفحات معشوقته جريدة الأخبار تجسد الشخصية المصرية بكل ما تعانيه من أزمات ومشاكل اجتماعية وسياسية بنظرة عميقة ومتأملة، ابتكر العديد من الشخصيات التى عاشت بيننا فصارت شخصيات حقيقية من لحم ودم منها كمبورة والكحيت مطرب الأخبار، قاسم السماوى وعبده مشتاق فأصبحت معادلا حقيقيا وفلسفة شعبية استمدها من الحياة لتقترب من هموم الناس البسطاء ليترجم أحلامهم وآمالهم. تزاملنا معا بنقابة الفنانيين التشكيليين عندما تقلد منصب النقيب وكاتب السطور عضو مجلس إدارتها فعرفته عن قرب دمث الخلق صاحب بسمة دائمة وقلب رقيق وله مواقف إنسانية تجاه الجميع ودود مع الزملاء والفنانين، ودائما يشعرهم أنه قريب منهم وكان يحلو له أن ينادوه «بدرش» بدلا من الأستاذ. تصدرت أعماله الفنية أغلفة العديد من الإصدارات الأدبية أقيم له معرض خاص بمتحف الفن الحديث عام 60. اشترك فى تأسيس مجلة الكروان وحصل على العديد من الجوائز منها الجائزة الفضية فى مهرجان «الشهير» بتركيا وجائزة النيل المصرية عام 98، عين رئيسا لتحرير مجلة الكاريكاتير ثم رئيسا للجمعية المصرية للكاريكاتير. سيظل باقيا بفنه الساخر الذى ملأ دنيانا بهجة وأسطورة لن تتكرر فى حركة الكاريكاتير المصرى والعربى معا.