الطريق إلى قصر الرئاسة مفروش بالأحلام.. أحلام الشعب الكادح، وها نحن شعب مصر نتقدم إليك سيدى الرئيس القادم بأحلامنا عسى أن تحققها لنا.. نحن شعب لا نحلم بالثراء، ولا الرفاهية، إنما نحلم بالعيش.. الحرية.. العدالة الإنسانية، فنحن أمة أكل عليها الزمن وشرب.. وفى النهاية لم يعطنا شيئا. قمنا بثورة 25 يناير منذ ثلاث سنوات من أجل العيش الكريم، والقضاء على الفساد، لكننا للأسف لم نجن إلا شهداء راحوا فى سبيل حلم لم يكتمل حتى الآن، وأصبحنا ننتقل من نظام سيئ لحكم أسوأ. فيا أيها الرئيس القادم أيا ستكون.. ترفق بنا ولا تخذلنا.. واثأر لشهدائنا.
يقول مينا شكرى - طالب فى نهائى هندسة المطارية: أحلم أن يكون الرئيس القادم رئيسا لكل المصريين، ولا يكون مهتما فقط بمجموعة أو بفصيل معين، لا يفرق ولا يميز بين مسلمين أو أقباط، فنحن جميعا مصريون نعيش على أرض واحدة وتحت سماء واحدة. أتمنى أن يحقق مطالب ثورتى 52 يناير و30 يونيو، وأن يوفر لنا العيش والكرامة والعدل.
أريد أن أتخرج وأجد وظيفة تتناسب مع مؤهلى، ولا أريد أن ألجأ مثل الكثيرين من أبناء جيلى إلى الهجرة أو السفر إلى الخارج.
∎ يحتفل بعيدنا
عندما سألت المقدس أشرف عن رسالته إلى الرئيس القادم.. ضحك ثم قال: سأرسل له طلبى الذى من الممكن أن يعتبره البعض رفاهية، لكنى أراه واجبا عليه بما أنه قرر أن يكون رئيسا لمصر كلها. أريده أن يأتى إلى كنائسنا ويحتفل معنا بأعيادنا ولا يفعل مثل الرؤساء السابقين.
فمن الممكن أن يضحك علىَّ الناس ويعتبروننى طائفيا، لكن هذا حقى كمواطن فى هذا البلد، فأنا أبلغ من العمر كثيرا وقد عاصرت رؤساء كثيرين، ولم يكونوا يأتون إلى الكنائس أبدا باستثناء الرئيس عدلى منصور، فقط يكتفون بإرسال مندوبين عنهم، وكأننا شعب آخر، لذا أريد منه أن يشاركنى احتفالاتى، كما أشاركه وطنى ومستقبلى.
∎ حق الشهيد
أما فيبرونيا ملاك، تعمل كوافيرة، فتقول: حق الشهيد أمانة على الرئيس القادم، فإذا كان يريدنا أن نحبه ونلتف حوله، فليأت لنا بحقوق الشهداء الذين راحوا بلا أى ذنب.
كما أننى أطلب من الرئيس القادم أن يوفر لأبنائى المستقبل الجيد، والخدمات الضرورية لتجعلهم يعيشون فى بيئة مناسبة لا تختلف عن أى بيئة يعيش فيها أطفال آخرون، فأنا عن تجربة عندى أخى مهاجر إلى كندا، عندما يأتى زيارة أرى فرقا شاسعا بين الرفاهية التى تحصل عليها عائلته وأطفاله، وبين ما نحن عليه الآن.
∎ لا يكون فردا
يقول المفكر كمال زاخر - رئيس هيئة العلمانيين الأقباط: الأقباط لا يريدون شيئا مختلفا عن باقى المصريين، جميعنا نريد أن تكون منظومة الحقوق ومنظومة الواجبات متساوية.
لكن قبل ذلك يحتاج الشارع المصرى إلى زيادة اعتبار القانون، فالقانون نفسه موجود لكن لا يوجد تنفيذ له، وهذا يتطلب العمل على ثلاثة مستويات:
أولاً: الجيش والشرطة والنيابة والقضاء.
ثانيا: إعادة الاعتبار للنظام،وهو لا يعنى الحكم إنما هى العلاقات بين الأفراد، ومواجهة الفوضى التى هى نتاج طبيعى لحالة الارتباك الموجودة.
أما ثالثا: فعلى المدى الطويل.. يجب على الرئيس القادم أن يواجه فكرة غياب العمل والإنتاج، وبحث الأسباب الحقيقية لوقف المصانع وعدم إنتاج الأشخاص، وفك قيود البيروقراطية التى تمنع صاحب العمل والعمال من الإنتاج، ووضع آلية على منظومة الاستيراد المحلى الذى يؤثر على عمل المصانع.
الراهب باسيليوس المقارى-راهب دير وادى النطرون: المساواة بين المصريين فى الحقوق والواجبات
الراهب باسيليوس المقارى-راهب دير وادى النطرون: المطلوب ليس فقط للأقباط بل لكل مصرى، هو تنفيذ ما جاء بالدستور عن المساواة الكاملة بين المصريين فى الحقوق والواجبات، المساواة هى التى تجعل كل مصرى يحس أنه ذو قيمة عزيزة فى وطنه، فيجدُّ ويجتهد، وتنفتح نفسه للعمل، ويفكر ويبتكر وبُحَسِّن ويزيد الإنتاج، وكل هذا يصبُّ أخيراً فى مصلحة الاقتصاد، فيزيد الرخاء ويعمُّ أثره على عموم المواطنين، لأن عماد وقوة أى بلد تكمن فى متانة الاقتصاد، أما إغفال هذه المساواة فهى التى أتت بالنكسة الاقتصادية والإرهاب اللذين تعانى منهما مصر الآن، وآثارها هى بزوغ الطبقات: أصحاب الغنى الفاحش وأصحاب الفقر المدقع، وهذا يتبعه النقمة على الأغنياء، مما يؤدى إلى الصراع بين الطبقات وظهور طبقة البلطجية واللصوص والإرهابيين، وانتهاز الموظفين الكبار والصغار الفرصة للاختلاس والسرقة وتكويم الأموال الحرام وتهريبها إلى الخارج، وهذا هو المناخ الملائم للإرهاب لأن يترعرع ويسرح ويمرح فى تخريب الوطن ما يفتح الأبواب للتدخل الأجنبى وتكوين التحالفات ضد سلامة الوطن. وهذا هو السيناريو الذى نعيش فيه جميعاً اليوم ونعانى منه أكبر المعاناة، فهل سيستطيع الرئيس القادم أن يُصلح ما أفسده الرؤساء السابقون بأنظمتهم الديكتاتورية القائمة على الزعامة الفردية على مدى 60عاماً؟ نحن نريد رئيساً لكل المصريين وليس زعيماً يتغنى ويغنى الناس وراءه بإنجازاته وحكمته وعظمته، نريد رئيساً يحكم بالمساواة بين كل المصريين وليس للأقباط فقط فحسب الدستور.. عدم المساواة للأقباط ورقة مساومة معروفة بين الأنظمة والإرهابيين لدغدغة المشاعر الدينية لدى بسطاء المسلمين للتغطية على السرقات والاختلاسات وباقى الجرائم التى كانت تقوم بها هذه الأنظمة