لا تزال شخصية الرئيس القادم غامضة حتى الآن إلا أن رئيس الجمهورية المستشار عدلى منصور قرر أن يحسم الجدل المجتمعى فى مصر بتعديل خارطة المستقبل وإجراء الانتخابات الرئاسية أولا على أن تليها الانتخابات البرلمانية، ولاقى القرار ترحيب العديد من القوى الوطنية والتيارات السياسية التى أكدت أن هذا القرار جاء فى موعده نزولا على رغبة القوى السياسية وجماهير الشعب المصرى التى استقر فى وجدانها أن وجود الرئيس يؤدى إلى الأمن والاستقرار فى البلاد. «صباح الخير».. رصدت ردود فعل هذه التيارات السياسية والقوى الوطنية والحزبية والثورية تجاه القرار ورؤيتهم لمستقبل مصر الجديدة فى ظل وجود رئيس منتحب.
∎ رئيس قوى منتخب
فى البداية، قال رئيس حزب التجمع رفعت السعيد إن قرار الرئيس عدلى منصور بإجراء الانتخابات الرئاسية أولا لم يكن مفاجئا لأنه يعبر عن رؤية القوى السياسية وجماهير الشعب المصرى التى استقر فى وجدانها أن وجود الرئيس يؤدى إلى الأمن والاستقرار فى البلاد.
وأضاف السعيد أن إجراء الانتخابات الرئاسية أولا هو الأفضل لمصر وللمصريين لأن هناك حاجة ماسة إلى الاستقرار السياسى والتقدم الاقتصادى الذى لا يمكن أن يتحقق فى ظل وجود برلمان متشرذم إلا أنه يمكن أن يتحقق فى ظل وجود رئيس قوى منتخب يتوافق عليه الجميع ليعبر بالبلاد فى هذه المرحلة الانتقالية بسلام.
وعدّ رئيس حزب التجمع وجود رئيس للدولة فى هذه المرحلة الانتقالية الراهنة بمثابة محور ارتكاز للدولة المصرية المدنية الحديثة، مطالبا الرئيس عدلى منصور بإجراء تعديل وزارى عاجل وملح فى ظل شعور المواطن البسيط بالقلق وعدم الاطمئنان وضرورة مواصلة الحرب على الإرهاب بلا هوادة الذى دق ناقوس الخطر.
من جهته، رحب رئيس الجيل الديمقراطى ناجى الشهابى بقرار رئيس الجمهورية المستشار عدلى منصور بتعديل خارطة المستقبل وإجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية، مبينا أن هذا التعديل يجنب البلاد الشقاق فى الداخل ويحسم كثيرا من الأمور فى التعامل مع الخارج كما يجعل لمصر رئيسا منتخبا تواجه به البلاد مخططات الأعداء.
وأوضح الشهابى أن البدء بالانتخابات الرئاسية هو الأفضل استنادا إلى خطورة المرحلة الحالية، وأهمية التعامل مع الخارج من خلال رئيس قوى منتخب، وكذلك سد الباب أمام أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابى والموالين لهم الذين يحاولون إثارة الفوضى بالشارع وتعطيل خارطة الطريق أملا فى عودة الرئيس المعزول محمد مرسى.
وعبر رئيس حزب الجيل الديمقراطى فى الوقت ذاته عن مخاوفه من أن انتخاب رئيس جمهورية قبل وجود برلمان قوى قد يؤدى إلى ظهور رئيس يغتصب السلطات التشريعية ويستخدمها الحاكم لصالحه، وفى النهاية لن تجد دولة تسير بخطوات ثابتة نحو بناء دولة حديثة.
∎ تقليل الفترة الانتقالية
وعلق سكرتير عام حزب المصريين الأحرار محمود العلايلى على قرار إجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية قائلا: إن «اتخاذ مؤسسة الرئاسة لهذا القرار جاء استجابة للظروف الاستثنائية التى تعيشها مصر فى حربها على الإرهاب وتصديها لمخططات بعض الأطراف الخارجية التى تمول مخططات إثارة العنف فى مصر لإنهاك الدولة وإضعاف مؤسساتها».
وأضاف العلايلى أن القرار يؤكد استجابة الرئيس عدلى منصور لمطالب القوى السياسية بضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية أولا لتقليل الفترة الانتقالية وتأجيل البرلمانية للحفاظ على وحدة وتماسك القوى التى تستعد لخضوها فى هذه الفترة التى تتطلب تضافر جميع الجهود الوطنية المخلصة لكسر شوكة الإرهاب.
ودعا سكرتير عام حزب المصريين الأحرار كافة القوى والأحزاب السياسية للالتفاف حول مرشح قوى يحقق أهداف الثورة المصرية حتى لا يتكرر سيناريو الانتخابات الرئاسية الماضية وتتفتت أصوات الكتلة المدنية بين عدد من المرشحين، موضحا أن ذلك يتطلب العمل بشكل جماعى والنظر للمصلحة العليا للبلاد، وأن تتم الانتخابات فى جو ديمقراطى يكفل المنافسة الشريفة لجميع الراغبين فى خوض غمارها.
من جانبه، اعتبر مؤسس تيار الاستقلال أحمد الفضالى أن إعلان رئيس الجمهورية المستشار عدلى منصور عن تعديل خارطة الطريق لتصبح الانتخابات الرئاسية أولا يمثل أول تنازل مبكر عن السلطة من رئيس لأنه كان سيستمر رئيسا حتى إنهاء الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية وبالتالى فإن هذا الأمر يحسب له.
وأضاف الفضالى أن الانتخابات الرئاسية ستؤدى لتوحيد الجبهة الداخلية لمصر وتجنب البلاد كثيرا من الانشقاقات والصراعات بين أنصار المرشحين فى البرلمانى، منوها بأن إجراء الانتخابات الرئاسية سيؤدى لوجود رئيس لمصر أمام العالم ويجنب البلاد بعض المواقف التى تحاك ضدها.. من ناحيته، رأى رئيس حزب المؤتمر السفير محمد العرابى أن قرار إجراء الانتخابات الرئاسية أولا هو الحل الأسلم خاصة فى ظل ما تشهده البلاد من أحداث مؤسفة، وبالتالى وجود رئيس قوى يحمى البلاد كما ينهى حالة الاستقطاب السياسى.. وأضاف أن الشعب المصرى يعى تماما خطورة هذه المرحلة وما يريده الغرب من هدم للدولة المصرية لكن وجود الرئيس لن يسمح بذلك نهائيا، مبينا أن البدء بالانتخابات البرلمانية كان سيكلف ثمنا باهظا على الدولة كما يدفع البلاد إلى حالة من الفوضى والاضطرابات قد ينتج عنها استحالة التوافق على مرشح رئاسى واحد بعد ذلك.
∎ حسم الصراعات السياسية
فيما وصف مساعد رئيس حزب الوفد الدكتور ياسر الهضيبى القرار بالطبيعى وغير المستغرب خاصة أنه كان مطلبا لجميع القوى السياسية فى جميع نقاشات الحوار الوطنى مع الرئيس عدلى منصور، معتبرا أن وجود رئيس مصرى مسئول فى البلاد سيؤدى إلى تحقيق المصالحة الوطنية.
وأكد الهضيبى أن الإعلان عن إجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية يعد انتصارا لرغبة ومطالب المصريين جميعا، لافتا الانتباه إلى أن إجراء الانتخابات الرئاسية سيؤدى لاستقرار الأوضاع فى البلاد وإحباط مطالب الجماعة الإرهابية بعودة «المعزول» محمد مرسى.
أما المتحدث الاعلامى باسم التيار الشعبى المصرى حسام مؤنس فأعرب عن ترحيبه بقرار إجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية الذى كان متوقعا حسب قوله، معتبرا أن هذا القرار سيجعل الأمور تسير بشكل أسرع خاصة بعد طول مدة المرحلة الانتقالية وكثرة الصراعات السياسية.
وقال مؤنس: «تحية لقرار المستشار عدلى منصور بإجراء الانتخابات الرئاسية أولا الذى كان التيار الشعبى منذ إصدار الإعلان الدستورى أول من دعا له، لكن آن أوان إعلان أسماء المرشحين ووضوح المواقف».
فيما أكد تيار المستقبل أن إجراء الانتخابات الرئاسية أولا يساهم بشكل كبير فى الإسراع بإنهاء المرحلة الانتقالية كما أن وجود رئيس منتخب يدحض بقوة ما يعده التحالف الصهيوأمريكى فى المنطقة حول 30 يونيو وتصويرها على أنها انقلاب عسكرى رغم أنها ثورة شعبية خالصة فضلا عن هزيمة محور الشر «الإخوانى القطرى التركى» الذى يدعم العنف والفوضى فى مصر.
وطالب تيار المستقبل الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع بتحمله مسئوليته الوطنية وإعلان ترشحه للرئاسة نزولا على رغبة أغلبية الشعب المصرى الذى يعتبره الأقدر على تلبية طموحاته فى إقامة دولة ديمقراطية حديثة يحكمها الدستور والقانون ويسودها العدال والمساواة، مثمنا دوره فى حماية الموجة الثانية من الثورة فى 30 يونيو وقيادته القوات المسلحة فى منع اشتعال حرب أهلية كان يريدها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى إضافة إلى نقطة مهمة متمثلة فى ثقة الشعب فى وطنية الفريق أول عبدالفتاح السيسى وإخلاصه للوطن.