لم تمر منذ أحداث ثورة 25 يناير تقريبا أى ذكرى أو حدث دون أن تقدم كلية الهندسة بجامعة القاهرة شهيدا جديدا، أو معتقلا داخل السجون، أو مصاباً ستظل عاهته تعجزه بقية حياته، والأحداث الأخيرة التى حدثت الأسبوع الماضى داخل الكلية والتى أسفرت عن استشهاد الطالب محمد رضا، الطالب بالفرقة الأولى قسم كهرباء، تنذر بأن الدماء لن تجف داخل هذا المبنى طالما ظلت السياسة واحدة، وإذا سلمنا بأن صدمة أهل الطالب المتفوق صاحب المجموع الكبير الذين عانوا كثيرا ليدخلوه كلية من كليات القمة لا يمكن أن تصفها كلمات فما هو شعور زملاء الدراسة الذين يفقدون زملاءهم يوما تلو الآخر وينتظرون الدور الذى قد يأتى عليهم فى أى لحظة، خصوصا أنه من الواضح بعد مقتل محمد رضا الطالب الذى لا علاقة له بالتظاهرات أن الحذر لا يمنع القدر وعلى هذا فإن كلية هندسة القاهرة هى أكثر كلية قدمت شهداء منذ ثورة 25 يناير تجاوز العدد عشرة شهداء بخلاف من استشهدوا فى إستاد بورسعيد، إلى جانب أحد عشر معتقلا تقريبا، أما المصابون فلم يتم حصرهم بشكل كامل.
فى البداية ينتقد على مجدى رئيس اتحاد طلاب كلية الهندسة جامعة القاهرة المجمدة أنشطته، موقف وزير التعليم العالى الدكتور حسام عيسى، ورئيس اتحاد طلاب مصر محمد بدران، ويصفهما بالكاذبين حيث يقول، كيف يجرؤ وزير التعليم العالى ورئيس اتحاد طلاب مصر أن يقولا أنه لم يتم الضرب داخل الكلية، وأن الطالب توفى خارجها برغم أن هناك ما لايقل عن ثلاثة الآف طالب شاهدين على أن ما حدث هو عكس ذلك، فالطالب محمد رضا كان واقفاً عند بنك الكلية، داخل أسوارها، ولم يكن مشاركاً من قريب أو بعيد فى المظاهرات، ولم يكن الشهيد هو الخسارة الوحيدة للكلية هذا اليوم، فلقد أصيب الطالب جمال الدين عصام - مدنى، ببلى خرطوش فى رقبته، والطالب علاء على، الفرقة الثانية ميكانيكا، ببلى خرطوش فى عينه وتم إجراء عملية جراحية له وفشلت ولن يرى بعينه المصابة مجددا، وكذلك أصيب الطالب محمد معز، طيران، ببلى خرطوش فى الوجه والأنف، وسيجرى عملية جراحية قريبا والطالب طارق شحاتة، ببلى خرطوش تحت عينه، كما أصيب 8 طلاب ببلى خرطوش إصابات فى أنحاء متفرقة بالجسد، وتم استخراجها من جميعهم.
ومن جانبه أكد الدكتور شريف مراد، عميد كلية الهندسة جامعة القاهرة إن إدارة الكلية تتعاطف إنسانيًا مع الطلبة المضربين عن الدراسة وحقهم فى المطالبة بالقصاص لزميلهم الذى قتل برصاص خرطوش أثناء فض قوات الأمن للمظاهرات بميدان النهضة، رغم عدم انتمائه لأى تيار سياسى، حيث يقول، شاركت شخصيا فى تشييع جثمان الطالب، مشيرا إلى أن الكلية علقت الدراسة لمدة يوم واحد فقط،وتنوى عقد اجتماعات مع الطلاب والأساتذة لبحث رد الفعل بعد الأحداث المؤسفة الأخيرة، وعن رأيه فى إضراب بعض الأساتذة عن الدراسة تضامنا مع الطلبة، مطالبين بضرورة اعتذار الداخلية عن انتهاك حرمة الحرم الجامعى، وابتعاد قوات الأمن ودبابات الجيش ومدرعاته تمامًا عن محيط جامعة القاهرة، وفتح كل الطرق المؤدية إلى الكلية والجامعة، وإلغاء قرار مجلس الوزراء الذى يسمح لقوات الأمن باقتحام الجامعة يقول، هذا رأيهم يعبر عن وجهة نظرهم كأشخاص ولا يعبر عن وجهة نظر الكلية الرسمية، فبالرغم من أننى أتفق على ما جاء فى بيان الأساتذة من مطالب، إلا أننى أختلف معهم فى فكرة الإضراب، لأنه لا يمكن أن يفيد القضية، ودور الأستاذ أن يفيد الطالب ويعلمه ليصبح مهندسا جيدا، بالإضافة إلى أن يجعله يتمسك بحقه ولايتنازل عنه، فأنا أتفق فى المعنى لكننى أختلف فى الطريقة، والكلام موجه أيضا للطلاب غير المعترفين بتعليق الدراسة ليوم واحد ويريدون الإضراب الكامل، أقول لهم أنتم أحرار لكن فى نفس الوقت لا تعطلوا زملاءكم الذين يريدون التعلم والدراسة فغير مقبول أبدا استخدام الدفوف والطبل مثلا لإعلان الإضراب، وعن رأيه فى تصريح الوزير بأنه لم يتم الضرب داخل الكلية يقول: أعذر الوزير لأنه يستقى معلوماته سماعيا، أما نحن ففى قلب الحدث ولدينا شهود عليه، ولدينا معيد أصيب أيضا داخل الكلية ولم يقتصر الضرب على الطلاب فقط.
يذكر أنه وعلى خلاف تصريحات وزير التعليم العالى ورئيس اتحاد طلاب مصر فقد أصدرت جامعة القاهرة مطلع الأسبوع الحالى بيانا، تدين فيه الاشتباكات التى وقعت أمام الجامعة وكلية الهندسة، والاعتداء المباشر، وإطلاق قنابل الغاز والخرطوش من جانب قوات الأمن، مما أدى إلى استشهاد الطالب، كما طالبت الجامعة بفتح تحقيق عاجل لمعرفة ملبسات الحادث، وحملت أجهزة الأمن مسئولية ما حدث من تعقب الطلاب حتى بعد دخولهم الجامعة، وأشارت أنها ستوثق الاعتداءات من خلال شهادات الطلاب والصور والفيديوهات، وتشكيل لجنة برئاسة وكيل الكلية لشئون الطلاب بكلية الهندسة، ورئيس الإدارة القانونية بالجامعة، وممثل اتحاد طلاب بها.
وأكدت أنها ستكلف فريقا قانونيا لمتابعة الأمر وإبلاغ الجهات الرسمية لمحاسبة المتسببين فى الحادث، و أنها لن تتسامح فى حق «الطالب»، وأهابت طلابها وأساتذتها والعاملين بها الالتزام بضبط النفس، ومواصلة العملية التعليمية وفاء لرسالة الجامعة.