«ماذا لو قالها مسؤول عربي؟».. ردود فعل كبيرة على إساءات البيت الأبيض «أمك من فعلت»    عفت السادات ل في الجول: أرحب بالترشح لانتخابات الاتحاد السكندري.. و300 مليون مبلغ بسيط للحل    محمد صبحي: عهد الإسماعيلي في وجود يحيي الكومي كان "يستف" الأوراق    مصر تفوز بجائزة أفضل وجهة تراثية في فئة الوجهات المتميزة    قرار قضائي عاجل بشأن إفلاس شركة «المتحدة للصيادلة»    برواتب تصل إلى 17 ألف جنيه، 285 فرصة عمل بشركة خاصة بالسويس    تفاصيل برنامج عمل الرئيس السيسي في القمة المصرية الأوروبية غدا    الصين تكمل بناء أول مركز بيانات تحت المياه يعمل بطاقة الرياح فى العالم    وزير المالية: نتطلع إلى وضع رؤية مشتركة لقيادة التحول الاقتصادي نحو تنمية أكثر عدالة وشمولًا واستدامة    إنهاء التعاقد مع أحد معلمي الحصة بالجيزة لعدم قيامه بالشرح داخل الفصل    وزارة التعليم الفلسطينية: استشهاد أكثر من 20 ألف طالب منذ 7 أكتوبر 2023    تفاصيل برنامج عمل السيسي في القمة المصرية الأوروبية غدا    مصر وأوروبا.. نموذج الشراكة في حقبة ما بعد الهيمنة    «زنزانة انفرادية وحكم ب 5 سنوات».. الرئيس الفرنسي الأسبق خلف القضبان فكيف سيقضي أيامه؟    الصين تدعو الحكومة اليابانية إلى الوفاء بالالتزامات بشأن التاريخ وتايوان    «العمل»: 285 وظيفة شاغرة بشركة بالسويس (تفاصيل)    فرصة عمل شاغرة بجامعة أسيوط (الشروط وآخر موعد للتقديم)    منتخب مصر يواجه نيجيريا فى ديسمبر ومفاضلة بين مالى والكاميرون استعدادا لأمم أفريقيا    «الأرقام بعيدة».. شوبير يكشف موقف ثنائي الأهلي من التجديد    ضبط صانعة محتوى بالسلام لنشرها مقاطع خادشة للحياء على مواقع التواصل الاجتماعي    طقس السعودية اليوم.. أمطار رعدية ورياح مثيرة للغبار على هذه المناطق    بعد فتح الباب للجمعيات الأهلية.. هؤلاء لن يسمح لهم التقدم لأداء مناسك الحج 2026 (تفاصيل)    جدول مواعيد رحلات القطارات المنيا- القاهرة غدا الأربعاء    تفاصيل إصابة سيدة ألقاها زوجها من الطابق الثانى فى بورسعيد    إصابة 6 أشخاص فى حادث تصادم سيارتين بمدينة أسوان الجديدة    جامعة الإسكندرية توافق على تعديل مسمى قسمين بمعهدي الصحة العامة والبحوث الطبية    مكتبة الإسكندرية تهنئ الكاتب الكبير محمد سلماوي لاختياره «شخصية العام» بمعرض الشارقة الدولي للكتاب    حقيقة تقديم تذاكر قطارات مجانية تزامنًا مع افتتاح المتحف المصري الكبير.. مصدر يوضح    لحظة بكاء يسرا وحسين فهمي بالجونة السينمائي بعد عرض فيلم عن معاناة الفلسطينيين (فيديو)    وزير الثقافة يلتقي محافظ السويس لبحث سبل دعم الأنشطة الإبداعية    برج العقرب يزداد بصيرة.. أبراج تتمتع بالسلام بداية من الغد    محمد ثروت ومروة ناجى بقيادة علاء عبد السلام فى مهرجان الموسيقى العربية    بعد سرقتها من متحف اللوفر.. تعرف على قلادة الزمرد التاريخية| تفاصيل    ليست مجرد مشاعر عابرة.. "الإفتاء" توضح موقف الإسلام من محبة أهل البيت    هل شدّ الرحال لزيارة مساجد آل البيت مخالف للسنة؟.. أستاذ الفقه بجامعة الأزهر يجيب    استشاري: ماء الفلتر افضل من المياه المعدنية للأطفال    ظهور حالات فى مدرسة بالمنوفية.. علامات الجديرى المائى وطرق العلاج    الجالية المصرية ببروكسل تستقبل الرئيس السيسي بالأعلام والهتافات    غدًا.. بدء عرض فيلم «السادة الأفاضل» بسينما الشعب في 7 محافظات    الحكومة تنفي وجود قرار رسمي بزيادة الأجور    الدفاع الروسية: استهداف منشآت البنية التحتية للطاقة الأوكرانية    رئيس البرلمان العربي يطالب بتشكيل مجموعة عمل لدعم جهود تثبيت التهدئة بغزة    «تعليم البحيرة» تعلن جداول إمتحانات شهر أكتوبر لصفوف النقل    وكيل تعليم الفيوم يشهد فعاليات تنصيب البرلمان المدرسي وتكريم الطالبات المتميزات على منصة "Quero"    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-10-2025 في محافظة الأقصر    دار الإفتاء توضح حكم تصدق الزوجة من مال زوجها دون إذنه    "الابتكار في إعادة تدوير البلاستيك".. ورشة ببيت ثقافة إطسا| صور    ذكرى إغراق المدمرة إيلات| القوات البحرية تحتفل بعيدها الثامن والخمسين.. شاهد    المستشفيات التعليمية تستضيف فريقًا إيطاليًا لجراحات قلب الأطفال بمعهد القلب    وزير الصحة يبحث مع السفير الفرنسي تنفيذ خطة لتقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة    عضو الجمعية المصرية للحساسية: ضعف المناعة والتدخين أبرز محفزات ارتكاريا البرد    851 مليار جنيه إجمالي التمويل الممنوح من الجهات الخاضعة للرقابة المالية خلال 9 أشهر    مؤمن سليمان: قيمة لاعب اتحاد جدة تساوي 10 أضعاف ميزانيتنا بالكامل    ميدو: كنا نسبق الكرة المغربية.. والعدل في الدوري سبب التفوق    بالصور.. بدء التسجيل في الجمعية العمومية لنادي الزمالك    الدماطي: ياسين منصور الأنسب لرئاسة الأهلي بعد الخطيب.. وبيراميدز منافسنا الحقيقي    إصابة 13 شخصا إثر انقلاب ميكروباص فى العياط    ما حكم الاحتفال بالموالد مثل مولد سيدنا الحسين والسيدة زينب؟ وما حكم أفعال بعض الناس خلال الموالد من الذبح والنذور وغيرها من الطقوس ومظاهر الاحتفال؟ وما حكم تشبيه بعض الأفعال الخاصة فى الاحتفالية بمناسك الحج؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



احذروا: جامع «محمد علىٍ» على وشك الانهيار
نشر في صباح الخير يوم 21 - 05 - 2013

الأثريون من الأكاديميين لا يجدون غضاضة ويجدون أن الأمر يمكن التعامل معه، لكن الأثريين من المهندسين المعماريين يجدون أن الأمر فى منتهى الخطورة ولا يمكن التساهل معه، إلا أن الحقيقة تبقى ثابتة وهى أننا سنصحو ذات يوم لنجد أن جامع محمد على بالقلعة قد انهار حطاما وركاما. وهذا هو الخلاف حول التصدعات والشروخ التى تملأ جدران وقباب القاعات المملوكية السبعة المتواجدة أسفل جامع محمد على بالقلعة والتى فى حال إهمالها سوف تسقط وتأخذ معها الجامع أهم أثر إسلامى فى مصر.

البداية جاءت مع تحذير البرلمانى عماد المهدى وكيل لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الشورى من انهيار قلعة صلاح الدين والمساجد التاريخية القريبة منها فى حال استمرار العزوف عن التدخل السريع فقال لى: «أعد الآن تقريراً عن التجاوزات التى رصدتها خلال زيارتى للقلعة تمهيدا لرفعه إلى رئيس الجمهورية، وقدمت طلب مناقشة للمجلس لإثبات وجود شروخ كبيرة فى أعمدة القلعة، وخاصة أنه قد حدثت انهيارات لأجزاء من المساجد القديمة والعتيقة المجاورة لها، بالإضافة إلى التصدعات الكبيرة فى قاعات المماليك السبعة أسفل جامع محمد على والتى تمثل خطورة كبيرة عليه وتهدد المسجد نفسه بالسقوط. وكنت قدمت هذا الطلب من قبل للوزير السابق وكان من المفترض البدء فى ترميم هذه القاعات لكن لم يبال أحد رغم القيمة التاريخية الكبيرة جدا لهذا الأثر، فهل ينتظرون أن نبكى على اللبن المسكوب!!. وفى هذا السياق طالبت بتشكيل لجنة علمية من المجلس الأعلى للآثار متخصصة فى الآثار الإسلامية والقبطية لتقديم تقرير شامل عن المشكلة لاتخاذ اللازم. وأناشد الرئيس د.محمد مرسى بزيارة مفاجئة للقلعة ليرى الإهمال الجسيم الذى لحق بها وأؤكد أنه لا تزال هناك فرصة للترميم والإنقاذ، كما أشدد على أهمية التحرك السريع لمواجهة هذا الخطر فالمسألة لا تتعلق فقط بتنشيط السياحة بالقلعة ولكن تتعلق بالحفاظ على أثر مصرى شهير. وهذا الحرص نابع من خوفى على آثارنا وتاريخنا ولا أفرق بين آثار إسلامية أو قبطية والحفاظ عليها هو ما عاهدنا أنفسنا عليه مع دخولنا للمجلس، لذلك أبذل كل جهدى فى الزيارات الميدانية وكتابة الملاحظات لأن ذلك صميم عملى».


علما بأنه كان أحد المواقع الإلكترونية كتب خبراً حذر فيه البرلمانى عماد المهدى من نفس هذا الكلام فما كان من وزارة الآثار إلا أن نفت هذا الكلام تماما مؤكدة عدم وجود ركام أو مشاكل إنشائية فى هذه القاعات السبع.وعلى الفور توجهت للقلعة ودخلت المساجد المهدمة والقاعات المغلقة المهملة ورأيت بعينى كم المخلفات المترامية خلف المساجد وفى طرقاتها وتعجبت من منظر باب القلعة المطل على ميدان صلاح الدين الغارق فى المجارى!! فضلا عن أن القلعة رغم مساحتها الكبيرة وكثرة ما تحتويه من مبان أثرية عظيمة إلا أن معظمها مغلق لسوء حالته ولا يتم إلا زيارة مسجد محمد على والمتحف الحربى، لذلك لم أتعجب عندما لاحظت الإقبال السياحى الضعيف جدا جدا على القلعة رغم كل هذه القيمة الأثرية.
فى صحبة مرشدى، توجهت للباب المؤدى للقاعات المملوكية تحت الجامع فسجلت أولى الملاحظات فى أن الصدأ قد أغلقه تماما دلالة على قلة استخدامه دخولا وخروجا وبعد عدة محاولات وبصعوبة شديدة تم فتح الباب لأجد أمامى سلما دائريا صغيرا ومظلما جدا.. وبعد محاولات فاشلة لإضاءته أخرجت هاتفى مستخدما إضاءته لأرى موضع قدمى.. بمجرد دخولى للقاعات هاجمتنى الرائحة الكريهة التى غطت المكان وقبل أن أسأل عن مصدرها أفزعنى صوت كان لخفافيش بدأت تتخبط بفعل حركتها المضطربة فوق رؤسنا بأعدادها الكبيرة، فهى انزعجت منا كما أزعجتنا، فزائروها قليلون والمكان مهجور ومظلم ومغلق طول الوقت. حينها عرفت مصدر الرائحة وأصبت بالهلع وبحركة لا شعورية وجدتنى أحمى وجهى بيدى، واضطربت حركتى ومع الظلمة كدت أسقط فى إحدى الحفر.. وعندما سألت عن هذه الحفر قيل إنها هبوط أرضى!
وأخذت أتجول فى القاعات وقدمى غائرة فى الركام وهو طبقة التراب الكثيفة جدا جدا التى تغطى أرضيتها وامتلأت أنفى بالتراب، ومع ذلك صمدت حتى أسجل بكاميرتى كم التصدعات فى الحوائط والقبب والتى حتما تمثل خطرا كبيراً خاصة أنها تصدعات وشروح كبيرة وغائرة والمدهش أنه لم يتم ترميمها إلى الآن ولا يوجد ما يدل على ذلك سوى بعض الحلول المؤقتة مثل «السندات الخشبية رغم أن المكان مليئ بها، وفى بعض القاعات تملأ هذه التصدعات من أسفل الحائط حتى نهايته مرورا بالقبة ووصولا للحائط المقابل!! ولا يوجد حتى ما يدل على وجود أجهزة لمتابعة تطور التصدع رغم أن حالته سيئة، فالمكان خال من كل شىء إلا من الشروخ والركام والحفر!!!

∎ إهمال ومخالفات
ورغم ما سجلته عن حال القلعة، يؤكد الأثريون أننا مازلنا فى مرحلة الأمان، فالدكتور محمد حمزة عميد كليه آثار إسلامية جامعة القاهرة قال: جامع محمد على مبنى على قاعات مملوكية وذلك لأن محمد على عندما أراد بناء مسجده لم يهدم البنايات السابقة بل ردم فوقها وبنى مسجده وعمل طرق صاعدة للقلعة. وهذه القاعات مهجورة وبحالة سيئة وبها تصدع وتهدم وميل وحفر كبيرة فى أرضيتها ويوجد كمية كبيرة من التراب والركام بها، لذلك فهى تحتاج إلى مشروع قومى لعمل صيانة وترميم.
لكنه أوضح أن هذه القاعات أغلبها أسفل الصحن المكشوف للجامع ولا يوجد عليها ضغط كبير لقلة الحركة فوقها، لذلك فهى لا تمثل قلقا كبيرا الآن، ولكن بالوقت ومع الإهمال من الممكن حدوث أى كارثة. وخاصة وأن الهبوط والحُفر الموجودة فى أرضيتها إذا وقعت سوف تهدم معها أساس المكان كله.
ويكمل «حمزة» أن القلعة بكاملها مهملة وبها مخلفات كثيرة لابد من إزالتها رغم قيمتها الأثرية الكبيرة فقد كانت مقر حكم مصر من السلطان الكامل لحكم الخديوى إسماعيل، ومساحتها كبيرة جدا وبها آثار كثيرة لعصور مختلفة أيوبية ومملوكية وعثمانية، وبنايات أثرية مهمة مثل جامع العزب، المصانع الحربية لمحمد على، جامع سليمان باشا المعروف «بسارية الجبل»، الأبراج الحربية لصلاح الدين، جامع محمد بن قلاوون، دار الضرب، القصور الجوانية للمماليك، ديوان العدل وقصر الجوهرة وغيرها وكلها للأسف الشديد مهملة.
لذلك يطالب «حمزة» بترميم القلعة عن طريق شركات متخصصة وليست شركات المقاولات التى تكون السبب فى تدمير ما بقى من الأثر. وتنفيذ مشروع لترويج السياحة بها قائلا: رغم موقعها المميز جدا وكل آثارها لا يتم إلا زيارة مسجد محمد على والمتحف الحربى فقط!! مع أن بير يوسف المنحوت فى الجبل على عمق 29 متر خلف جامع الناصر محمد وحده كفيل بإدخال عائد مادى كبير للقلعة. ويناشد بضرورة فصل مناطق وزارة الآثار عن وزارة الثقافة قائلاً: لابد من الفصل بين المناطق المخصصة لكل منهما لأنه ليس من المعقول أن أصرف مبالغ طائلة لترميم أى أثر ثم بعدها تصبح مكاتب للموظفين!! سواء من وزارة الثقافة أو صندوق التنمية الثقافية والجهاز القومى للتنسيق الحضارى واتحاد الكتاب وغيرهما!! كما لابد أن تكون وزارة الآثار وزارة كاملة وليست وزارة دولة فهى أهم وزارات مصر ولابد أن يتم عمل هيكلة لها وتعديل قانون الآثار وتغليظ العقوبة.


∎ القلعة حدوتة كبيرة
«الوضع عموما آمن الآن إنما لا يوجد شك أنه يجب التعامل معه».. بهذه الجملة يطمئننا أ.د.مختار الكسبانى أستاذ متفرغ للآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة ومستشار الأمين العام فى المجلس الأعلى للآثار بقوله: جامع محمد على مش مبنى على أرض طبيعية ولكنه مبنى على قصور قديمة ردمها محمد على وبنى مسجده فوقها، وقاعات هذه القصور بها تصدع وتشقق فعلا لكن المسجد يعتبر مبنى خفيفا بالنسبة للمبانى اللى تحته وهذه كانت عبقرية عمارة محمد على فى أسلوبه الإنشائى، لذلك فهو لا يمثل ضغطا على القاعات أسفله.
وبسؤاله عن خطورة حدوث زلزال مع وجود هذه التصدعات أجاب: إن المبانى الحجرية والحوائط الحاملة لا يوجد معها أى خطر حتى فى حدوث زلزال.. موضحا على حد وصفه (إن المبانى الحجرية عاملة زى العجينة بتميل وبتاخد وتدى مع الزلزال!!)، أما المبانى الجديدة المصنوعة من الخرسانة فهى التى تنهار سريعا، عكس المبانى الحجرية فأكثر ما يحدث لها هو الشروخ. كما أن أساسات المبانى أسفل المسجد قوية جدا والهضبة نفسها المبنى عليها القلعة قوية ومحصنة طبيعياً.
وعن سبب الهبوط والحفر الكبيرة الموجودة بأرضية القاعات قال: الهبوط حصل نتيجة تراكم الأتربة الكثيفة فمن قبل عهد محمد على ولم يرتد هذه القاعات أحد. بالفعل كان يوجد مشروع ترميم لها ولإعادة اكتشافها لكن لأسف مع نظام الحكم الحالى واضطرابات الثورة ساءت الأمور وتوقف كل شىء، وخاصة وأن عائدات المجلس الأعلى للآثار تكاد تكون منعدمه لعدم وجود سياحة فى البلد.

ويستطرد «الكسبانى»: لذلك أتمنى أن يكون هناك مشروع قومى لتنمية قلعة صلاح الدين بكل مكوناتها سياحياً، فأى بلد لديه مثل هذه القلعة يمكنه استغلالها كمصدر دخل قومى كبير. فالقلعة لم يتم إلا استغلال 1٪ فقط من ثرواتها، وبها مبانى كثيرة يمكن إعادة توظيفها كمطاعم عالمية ومراكز ثقافية. ومن الممكن تنفيذ مشروع الصوت والضوء فيها، خاصة أن موقعها متميز جدا. لذلك نريد رؤية جديدة للترويج للتراث المصرى بصفته وليس الترويج لأغراض خاصة مثلما حدث مؤخراً. مؤكداً أن القلعة (حدوتة كبيرة) وأنها أعظم أثر إسلامى على وجه الأرض ولم يتم الكشف عن آثارها كاملة بعد وليتم ذلك سوف تستغرق 05 سنة على الأقل.


∎ أكتاف الجامع لا تحتمل
وبعد رأى الأثريين سيكون الحكم هنا للمعماريين الهندسيين المتوافر عندهم القواعد العلمية للبناء السليم وهنا كشف أ.د.محمد توفيق عبدالجواد أستاذ متفرغ بقسم العمارة كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان وعميد الكلية السابق بخبرته كمعمارى عن أهم العوامل التى تهدد بسقوط جامع محمد على موضحاً: المياه الجوفية الملوثة بالصرف الصحى هى التى تمثل الخطر الأكبر على المبانى لأن البكتريا المتواجدة فيها تعمل على تحلل التربة وتآكل الأساسات مهما كانت قوية ثم يحدث الانهيار، وهذه هى المشكلة الرئيسية التى تهدد جامع محمد على والقلعة بأكملها، لذلك فنحن لسنا الآن فى مرحلة أمان إطلاقا!! ولابد من الإسراع فى حلها لأنها إذا تفاقمت فسيصبح الحل أكثر تعقيداً وكلفة ونخشى أن نفقد معها جزءا من آثار القلعة.
وعند سؤاله عن سبب هذا التصدع وهبوط الأرضية قال «عبدالجواد»: يجب معاينة الأثر للحكم لكن بنسبة كبيرة فالمياه الجوفية الملوثة بالصرف هى السبب، خاصة مع الزيادة السكانية والخدمات المصاحبة لها بالمنطقة المحيطة بالقلعة. ولأن حجر الجدران هو مواد طبيعية يمتص ويشرب هذه المياه فتحدث عملية «النشع» وهو امتصاصه للمياه من أسفل وظهورها أعلى الحائط والتى تظهر على الحجر الضعيف منها ويحدث التآكل ثم الانهيار.وحول مدى قوة هضبة القلعة ومدى تحملها أستنكر قائلا: «كله يستحمل أى شئ إلا المياه الجوفية الملوثة!!»، وعندنا الدليل فهضبة المقطم كادت أن تنهار وتسقط كلها منذ سنوات قليلة بسبب المياه فقط!! وتم عمل ترميمات للجانب الضعيف منها. حتى إن كانت هضبة القلعة صخرية وقوية قليلا عن هضبة المقطم لكنها ليست جرانيتية فى النهاية ويجب الحفاظ عليها.
وبسؤاله عن بناء مسجد محمد على باعتباره بناء خفيفا لا يمثل ضغطا على القاعات تحته قال: المسجد ليس خفيفا بالمرة بالعكس فأحماله ثقيلة جدا لكنها نازلة على أربع نقاط ارتكاز، فالمسجد اعتماده على أربع نقاط ارتكاز أساسية تمثلها الأكتاف الأربعة التى ينزل حمل القبة الرئيسية عليها، وباقى الحمل ينزل على القباب الأخرى وبدورها توزعه على الحائط الذى يمثل الإطار الخارجى للمسجد. وهنا تكمن الخطورة فلابد أن هذه الأكتاف الضخمة يوجد تحتها مبانٍ ثقيلة تستطيع حملها.. «ولو لا قدر الله كتف من دول وقع ده ممكن يأخد القبة كلها وينزل». عكس جوامع أخرى مثل جامع ابن طولون فهو ملئ بالأعمدة والحمل موزع عليها جميعها وإذا وقع كتفان أو ثلاثة حتى منهما فلن يمثل ذلك مشكلة.
مؤكدا على وجود مشكله لابد من الكشف عنها لأن مهندسى المسجد قبل بنائه تأكدوا من قوة تحمل هذه الجدران لبناء آخر فوقها فلماذا الآن ضعفت وتصدعت!! إذن توجد مشكلة يجب حلها سريعا. والكشف عنها بأجهزة حساسة هى رخيصة وفى متناول الوزارة لمراقبة وقياس مدى التشقق وسرعته وأسبابه.وبسؤاله أن هذه القاعات فوق أغلب مساحتها الصحن الخارجى للمجسد وجزء منها أسفله مباشرة قال: بالفعل المسجد فى البداية بدأ تصميمه وعمل أساسه على الطراز المملوكى المتبع والسائد وقتها، لكن محمد على قرر فجأة بناءه على الطراز العثمانى فبناه فوق أساسات المسجد المملوكى وكانت هذه هى بداية العمارة العثمانية فى مصر. كما أن الجامع مفصول فى بناه عن الصحن، لكن هذا لا يمنع وجود خطورة كبيرة أيضاً فالصحن إذا وقع سيؤثر على الجامع، خاصة مع وجود مأذنتين قريبتين جدا من الصحن شايلين حمل ثقيل جدا للمسجد «فأنا ليه العب جمبهم.. لازم أستنى لما يقعوا والاقينى بجرى الحق الكارثة !!! ».
ومن آراء الأثريين والمعماريين الآن تأكدنا من وجود مشاكل بالتربة وإن تعددت أو اختلفت أسبابها، والتربة هى أساس أى مبنى.. ولو سقط الأساس سقط المبنى كله. ومشكلة المياه الجوفية الملوثة بالمجارى هذه توجد فى أكثر من مكان ومبنى بالقلعة، ومعنى هذا أن نستخرج وجود مشكلة فى الصخرة كلها فتربتها واحدة، وهذا معناه احتمالية أن يكون تحت الجامع نفسه نفس المشاكل، لذلك فإذا لم يتم التحرك العاجل سيكون الجامع جامع محمد على الشهير بالفعل مهدداً «بالسقووووط». فهل سنتحرك؟ سؤال تحمل إجاباته الأيام المقبلة، وأيضا وزير الآثار الجديد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.