كانت البداية عندما انتشرت فى جميع المواقع الإلكترونية شائعات عن إقالة الفريق السيسى، فاشتعل الجيش غضبا وأقسموا على أن حادثة إقالة المشير طنطاوى والرئيس عنان لن تتكرر وأن الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع والإنتاج الحربى خط أحمر، كما أن جميع قادة القوات المسلحة خطوط حمراء لن يستطيع أحد التعامل معها. وتجلى هذا واضحا من ردة فعل ضباط وجنود القوات المسلحة والتى وصلت أنباء لقادتهم عن غضبهم المتصاعد.
وما إن سمعت الرئاسة بما حدث حتى خرجت ببيانين، أكدت فى الأول منهما أن الرئاسة لم ولن يكون لديها النية فى أية إقالات.. وأن كل ما يقال هو شائعات لا أساس لها من الصحة، وبعد ذلك خرج علينا الرئيس مرسى بخطاب يؤكد فيه اعتزازه وثقته الكاملة فى الدور الوطنى للفريق السيسى، وتقدير الرئاسة والشعب المصرى له، كما جدد الثقة والتقدير للقوات المسلحة وجميع جنودها وضباطها، فكان ذلك محاولة للتهدئة من قبل الرئاسة.
وتزامن ذلك مع تأكيدات المتحدث العسكرى، أن المؤسسة العسكرية لا تتعامل مع مثل هذه الشائعات، وتدرك مخاطرها، وتهيب بالجميع توخى الدقة والحذر عند التعامل مع الموضوعات المتعلقة بالقوات المسلحة.
وقال: إن المؤسسة العسكرية تتابع ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وبعض وسائل الإعلام من شائعات متعلقة بإقالة القائد العام للقوات المسلحة، وإبداء البعض لآرائهم تجاه هذا الموضوع.
وشدد على أن المؤسسة العسكرية تدرك حرج المرحلة التى تمر بها البلاد، وتحترم حق المواطن وضباط وجنود القوات المسلحة، فى معرفة الحقائق وتحرص على ذلك. كما أهاب المتحدث العسكرى، بجميع وسائل الإعلام تحرى الدقة عند تناول الموضوعات المتعلقة بالقوات المسلحة، حرصاً على الأمن القومى المصرى، مشيراً إلى أنه هو فقط المنوط بإصدار أى بيانات أو أحاديث.
وانطلاقا من العقيدة الرئيسية لدى الجيش وجنوده بأن الوطن هو العقيدة المقدسة والهدف الأسمى لهم، وأن أمنه وحمايته هما المهمة الأولى لهم هدأت الأمور مع وجود بعض الترقب والحذر.
وتأكيدا لذلك، خرج علينا مصدر عسكرى مسئول، وقال: إن جميع أبناء القوات المسلحة يرفضون الأخونة أو غيرها، ولن تنجح جماعة الإخوان المسلمين أو أى قوة سياسية أخرى فى اختراق الجيش.
وأضاف أن ضباط الجيش بعيدون تماما عن الانتماءات السياسية، ولائحة وقوانين المؤسسة تحظر ممارسة السياسة داخل القوات المسلحة، وأن الضباط يخضعون لتحريات سنوية عليهم، ولو ثبت انتماء أى ضابط لأى فصيل سياسى يحال للتحقيق وقد تصل العقوبة إلى فصله. واستشهد المصدر بأن تعليمات الكلية الحربية واضحة فى اختيار الطلبة بعدم انتمائهم لأى فصيل سياسى، لافتا النظر إلى أن ولاء الطالب لمصر، وليس لأى فصيل آخر ولو مارس السياسة داخل الكلية يستبعد.
وعما يتردد من ضغوط لقبول أبناء قادة أحزاب أو قوى سياسية من أبناء قيادات حزب الحرية والعدالة أو أى أحزاب سياسية، قال المصدر: «القوات المسلحة ومكتب التنسيق للقبول بالكليات العسكرية لا يقبل أى ضغط من أى جهة، ويكون الاختيار قائما على اختبارات وأسس معينة».
وأكد على أن: «القوات المسلحة تقوم بالاستعلام عن المتقدمين للالتحاق بصفوفها، وتستبعد على الفور أى شخص لديه ميول سياسية سواء كانت إسلامية أو يسارية أو ليبرالية».