تعد مباراة الزمالك والأهلى الأحد القادم فى الجولة الثانية من مسابقة دورى أبطال أفريقيا قمة استثنائية بكل المقاييس، فيعيش كل ناد غارقا فى دوامة من المشاكل تضاف إليها المعوقات التى فرضتها الظروف الأمنية والاضطرابات السياسية التى تعيشها مصر، وبالرغم من الموقف المتباين لكلا الناديين فى جدول ترتيب المجموعة إلا أن الفوز هو الحل الوحيد أمام الفريقين لحجز تذكرة التأهل إلى الدور نصف النهائى للبطولة. نجح الأهلى فى تحقيق أول ثلاث نقاط من خلال الفوز على مازيمبى الكونغولى بهدفين مقابل هدف فى القاهرة ليدخل مباراة القمة ولديه الحافز كى يتصدر المجموعة بعد جولتين إذا ما استطاع الفوز على الزمالك.
ويمر لاعبو الأهلى بحالة نفسية غير مستقرة بسبب الهجوم الذى تعرضوا له خلال التدريبات من جانب جماهير الألتراس لاعتراضها على حالة التخاذل التى تنتاب مجلس الإدارة تجاه قضية بورسعيد، وهو ما أثر على اللاعبين بشكل سلبى، ولولا إقامة اللقاء بدون جمهور على ملعب الكلية الحربية لكان الجهاز الفنى ومجلس الإدارة فى ورطة حقيقية خشية التعرض لهجوم من جانب جماهير الألتراس.
وبعيدا عن أحداث الألتراس يبحث «حسام البدرى» المدير الفنى للأهلى عن شهادة اعتماده الحقيقية حين يواجه الزمالك فى دورى أبطال أفريقيا، لا سيما أن الفوز الذى حققه على مازيمبى بشق الأنفس جعله يكشف بعض نقاط القوة والضعف فى الفريق أبرزها قدرة الهجوم على صناعة وتسجيل الأهداف واستفادته من المعسكر التركى، أما نقطة الضعف الظاهرة فى الفريق فهى مركز حراسة المرمى وهو مصدر القلق الحقيقى للبدرى، فالهدف الذى أحرزه مازيمبى الكونغولى كشف عن وجود مشكلة فى الحراسة يجب البحث عن حل لها قبل مباراة القمة.
يملك الأهلى عددا من اللاعبين الذين سيشكلون خطورة على مرمى الزمالك فى مقدمتهم «أوسو كونان» و«عماد متعب» و«محمد أبوتريكة» و«عبدالله السعيد» و«جدو»، وسيكون ل «حسام عاشور» دور محورى فى وسط الارتكاز.
ويعيش الزمالك تحت صفيح ساخن نتيجة المشاكل المتوالية التى يتعرض لها الفريق، حيث يرغب اثنان من مجلس الإدارة فى إشراك «محمود عبدالرازق» شيكابالا مع الفريق فى مباراة القمة رغم رفض «حسن شحاتة» المدير الفنى للفريق لهذا الاتجاه.
وأمام حالة الرفض التى أصر عليها شحاتة دفع ثنائى مجلس الإدارة بعض الجماهير كى تهاجم شحاتة من المدرجات، وذلك لخسارته أمام تشيلسى الغانى بثلاثة أهداف لهدفين، وأيضا لرفضه مشاركة شيكابالا فى التدريبات تمهيدا للدفع به فى مباراة الأهلى.
وأمام هذه الضغوط غاب «حسن شحاتة» عن التدريبات معبرا عن غضبه تجاه الحرب التى يشنها عليه ثنائى المجلس بسبب إدارته للفريق، وهو ما جعل بعض الأعضاء يحاولون الاتصال بشحاتة كى يقنعوه بالعودة، وهو ما حدث بالفعل.
وبالرغم من ذلك، فإن هناك اتجاهاً قوياً لدى المعلم كى يقدم استقالته من الزمالك عقب مباراة القمة أيا كانت النتيجة، وذلك بسبب التعامل مع أزمة شيكابالا بطريقة مشجعى الدرجة الثالثة وليس اثنين من المجلس عليهما أن يكونا مثالا فى تدعيم القيم الأخلاقية داخل النادى.
وأصر «حسن شحاتة» على ضرورة رحيل «شيكابالا» من الفريق، وأكد ذلك عضو مجلس الإدارة حيث قال: إن المعلم رفع مذكرة للمجلس من أجل معاقبة «شيكابالا» الذى حاول التعدى عليه أثناء تبديله فى مباراة المغرب الفاسى فى دور ال 61 لدورى أبطال أفريقيا، وهذه المذكرة تعنى أن لائحة العقوبات التى اعتمدها مجلس الإدارة لا يوجد بها ما يستحقه اللاعب من عقاب، وهو ما يعنى أن على مجلس الإدارة ضرورة فرض عقوبة مغلظة، حيث إن أقصى عقوبة موجودة فى اللائحة الإيقاف لمدة شهر مع خصم جزء من المستحقات، ورفع مذكرة لمجلس الإدارة يعنى أن المدير الفنى يريد أن يوقفه لمدة أكثر من شهر وهو ما لم يعلن عنه المجلس وفضل أن يعرض شيكابالا للإعارة لفترة من الوقت كى يمهد الطريق لعودته مرة أخرى.
وأشار المصدر الذى رفض ذكر اسمه إلى أن الاعتذار الذى تقدم به شيكابالا للجهاز الفنى لا يكفى لكى يعود للعب مرة أخرى داخل الفريق، فيجب أن يقبل الاعتذار أولاً كل من المدير الفنى ومجلس الإدارة مع توقيع العقوبة المناسبة على اللاعب، وهو ما لم يحدث حتى الآن، فاللاعب يقضى أغلب وقته فى السهر والسفر للساحل الشمالى وهو متأكد أن هناك أشخاصاً داخل مجلس الإدارة يحاولون بشتى الطرق حل المشكلة والتمهيد لعودته مرة أخرى للفريق، وهو أمر غريب يحدث لأول مرة داخل نادٍ كبير مثل الزمالك ويجب أن يعى هذا الثنائى أن اسم نادى الزمالك كبير ولا يمكن لأحد أن يتلاعب به مثلما يحدث من هذا الثنائى.. وأن محاولة دفع الجماهير لمهاجمة الجهاز الفنى للفريق الأول لكرة القدم بالنادى لا ينم عن وجود وعى أخلاقى لهما وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلا.
ويساند شحاتة فى حربه ضد بعض أعضاء مجلس الإدارة أغلب لاعبى الفريق والذين يرون أن ما يفعله المعلم محاولة لبث روح جديدة فى الفريق وفرض النظام والسلوك القويم على اللاعبين ورحيله يعنى غرق الزمالك فى دوامة من الفوضى.
وبعيدا عن أزمة المعلم مع مجلس الإدارة ينوى شحاتة إشراك اللاعب البوركينى «عبدالله سيسيه» مهاجم الفريق منذ بداية المباراة فى محاولة لخطف هدف مبكر مثلما حدث فى مباراة تشيلسى الغانى والتى لولا الأخطاء الدفاعية لخرج الفريق فائزا من قلب العاصمة أكرا.
ويغيب عن الزمالك فى لقاء القمة «هانى سعيد» لحصوله على الإنذار الثانى، وهو الأمر الذى سيضع على عاتق «محمود فتح الله» مجهودا مضاعفا أمام الهجوم المتوقع للأهلى أثناء اللقاء.
ولا بديل أمام الزمالك إلا تحقيق الفوز أو التعادل على أقل تقدير إذا رغب فى المحافظة على فرصه فى المنافسة على أى من تذكرتى التأهل إلى الدور نصف النهائى للبطولة.
أما فوز الأهلى يعنى انطلاقه بقوة لصدارة المجموعة ومن ثم اقترابه من التأهل للدور قبل النهائى للبطولة.