انتخابات بحق وحقيق .. تنافس شرس لم يتضح الفائز النهائى إلا فى اللحظات الأخيرة من السباق.. وحتى هذا الفوز لم يكن نهائيا، وكان لابد من جولة إعادة جديدة، ليتم حسم الأمور!
ارتضينا بالصندوق حكما، لكن حتى الآن مازال هناك من يشكك فى النتائج، ويقول إن التزوير كان سيد الموقف ، وحتى الآن مازال هناك من يؤكد أن الشعب لم يقل كلمته بعد، وأن الإعادة، لابد أن تتم بشكل آخر!
لكن المثير فى الأمر ، إننا كلنا ارتضينا بحكم الصندوق، وإلا إذا كنا سنفرض حكمه فلماذا ذهبنا إليه أصلا! إذا كان موقفنا سيكون رافضا لهذه النتيجة!
إذا كانت النتيجة غير ما تم إعلانه، هل كنا سنرضى بها ! بالتأكيد نعم.. المعجزة، حدثت ولاشك، الأصوات تم اقتسامها بالعدل..
الإخوان حصدوا ربعها ، بحكم قدرتهم على الحشد، وإن ظهر واضحا أن هذه القدرة تراجعت بشكل مهين ، وفقدوا نصف ما استطاعوا جمعه فى الانتخابات التشريعية.
والفلول حصدوا ربعها ، واستعادوا أرضيتهم التى مازالت خصبة، لأن النظام مازال قائما يحاول الصمود أمام طوفان ثورى طاغٍ.. وأتباع النظام لهم مصالحهم الخاصة يريدون أن يدافعوا عنها ، صحيح أنهم خلال العام والنصف الأخير استطاعوا أن ينظموا صفوفهم ، ويستعيدوا بعض عافيتهم إلا أنهم فى حاجة إلى السنوات الأربع القادم من أجل إحكام السيطرة من جديد أو تخليص كل أمورهم قبل أن يسود التيار الثورى بشكل كامل ويقضى على كل أذنابهم!
والتيار الثورى صعد بشكل صاروخى لم يكن يتوقع أحد هذا الصعود الصاروخى فى هذا الوقت القصير.. واتضح أن الناس فعلا تريد التغيير وتبحث عن التجديد فى كل شىء وفى كل الوجوه! وإذا كانت الشهور الماضية لم تستطيع إلا أن تفرز لنا إلا حمدين صباحى فى الطليعة، فأنت تتوقع فى السنوات الأربع القادمة أن تظهر وجوه أخرى قادرة على التحدى وخوض الانتخابات بشكل مختلف تماما ، وجوه شابة بحق وحقيقى، وجوه قادرة على العطاء المتجدد، وجوه عندها كل تلابيب الغد، تحلم، وتحاول أن تحقق ما تحلم به، وليست وجوهاً تحاول أن ترفع، وتمنع الكوارث أو تتصدى لها..
نحن نحلم بجيل مختلف، عنده القدرة على تغيير الواقع بشكل ثورى، ونحن قادرون على ذلك، فما حدث فى الاستفتاء، وفى الانتخابات الرئاسية دليل واضح على أننا قادرون، ونحن فعلا قادرون.
جيلنا الذى تحمل كل كوارث الماضى، لا يستطيع أن يقوم بهذه المهمة، لنترك الأمر كله للجيل الجديد الذى يتحمل نتائج الغد كله، نحن مستقبلنا خلقناه، أما هؤلاء فإنهم يمتلكون مستقبلهم، فلنجعلهم يقررون مستقبلهم بالشكل الذى يريدونه، وبالشكل الأمثل كى نتوقع!
ما حدث فى مصر شىء مبهم، فلنكمل الفرحة. ولنحلم ببكره.