ستنتصر الثورة المصرية، لن تشبه ثورتنا غيرها من الثورات، ستظل بإذن الله محافظة على خصوصيتها المصرية، شامخة، عزيزة، عصية على الكسر. سوف يثبت الشعب المصرى فى جولة الإعادة بإذن الله كيف تتجاوز الجماهير الاختلافات السياسية وتصطف فى مواجهة النظام البائد. ستواصل الثورة المصرية بوحدة أبناء الوطن تسطير حالة فريدة فى ثورات العالم، ولن يستطيع أحد أن يجهضها، لن تكرر ثورتنا العظيمة أخطاء من سبقوها فى رومانيا الذين قاموا بثورة كبرى تخلصوا فيها من رأس النظام ثم أعادوا النظام نفسه بوجه آخر اعتمادا على معاناة الناس من انعدام الأمن وتشويه وجه الثوار الذى أدى إلى بأن يقبل الناس بوجه من وجوه النظام البائد بسبب أن الشعب كان نَفَسُه قصيراً. نحن شعب عظيم يحمل بداخله خمسة آلاف عام، يتعثر، نعم، لكنه يقف على قدميه من جديد بوحدة أبنائه، لن يعود النظام السابق بعد عملية التجميل واستبدال الوجوه. هذا ما شعرت به بعد ساعات قليلة من اتضاح وجود إعادة فى انتخابات الرئاسة بين محمد مرسى وأحمد شفيق، حيث استمعت إلى العديد من البسطاء فى الشارع ثم قرأت على الإنترنت تعليقات من الشباب تشابه الكثير منها مع ما استمعت إليه من البسطاء، من هذه التعليقات ما يلى:
- اتحدوا يا مصريين، الجولة فى ملحمة الثورة الآن بين طرفى موقعة الجمل، شفيق كان رئيس الوزراء وقتها، والإخوان المسلمون كانوا فى صدارة الذين يواجهون الموت بصدورهم العارية من أجل الثورة.
- ما حدث نتيجة لأخطاء الثوريين الإسلاميين والليبراليين جميعا، فلنستعد لمعركة فاصلة. إما أن نتحد أوتضيع الثورة منا.
- فى ناس بتقول هتنزل تبطل صوتها فى الإعادة أو هتقاطع وده قمة التخلف. قوللى ليه؟ أقول لك لأنك كده هتدى فرصة لشفيق يتفوق ويصبح رئيس شرعى.
- نجاح الثورة ليس نجاح المرشح الذى تؤيده، بل بتنفيذ وتحقيق مطالب الثورة. ستُظهِر هذه الأحداث الثائر الحق ومدعى الثورية والمخلص للفكرة والمتاجر بها. ثم قرأت هذا التصريح الرائع لرئيس الوزراء السابق الدكتور عصام شرف عبر حسابه على فيس بوك جاء فيه: «نحن فى خضم معركة أساسية لاستكمال الثورة، فالخيار الآن ليس بين فوز تيار أو هزيمته، وإنما بين خيار استكمال الثورة أو انتهائها، لذا يجب الالتفاف والوحدة واستيعاب الموقف وخطورته. من المؤكد أن خلال الفترة الماضية كان هناك كثير من المواقف والخيارات التى شقت الصف، بعضها حقيقى وأكثرها مفتعل أو تم تضخيمه لصناعة المشهد الذى نحن فيه الآن. مقاطعة الانتخابات أو إبطال الأصوات سيدعم اختيار التصويت ضد الثورة، لن يحمى الثورة إلا الشعب الذى قام بها. وعلى كل السياسيين استيعاب الموقف الكبير والتصرف بمرجعية وطنية ثورية فقط».
أما الأمر الذى أضاف لى المزيد من الإعجاب بالمعدن الأصيل للشعب المصرى فهو ما قرأته من تصريحات على لسان عدد ممن اعتادوا مهاجمة الإخوان فإذا بى أقرأ لبعضهم تصريحات إيجابية لتأييد مرسى فى مواجهة الفلول، منها: ما كتبه النائب مصطفى النجار: «فى الإعادة سأصوت لمن كان مع رفاقى يوم موقعة الجمل ووقف صفا معهم، عندما أصوت سأتذكر نظام مبارك بعشوائياته وقمعه وظلمه، قد أتذكر أخطاء الإخوان، ولكنى أعرف أنهم لم يقتلونى ولم يفقرونى ويمرضوا أهلى، لم يجعلوا بلدى فى آخر الأمم، صوتى لمحمد مرسى ضد وزير مبارك».
وما كتبه الروائى الكبيرعلاء الأسوانى عبر تويتر: أرجو ألا نستسلم للإحباط لأن الثورة ستنتصر بإذن الله وأرجو ألا نسرف فى اللوم لأننا جميعا أخطأنا.. العمل الآن هو أن نتوحد حتى لا يعود نظام مبارك، إذا تشاجرت مع أخيك لأنه أنانى ثم نشب حريق فى بيتكم، هل تطلب مساعدة أخيك أم ترفض حتى يسقط البيت على رءوسكم. هذا نفس موقفنا مع الإخوان.. ما أسهل أن ينسحب الإنسان ويقول أنا مقاطع، على طريقة هاتولى ديمقراطية.. الواقع يفرض ضروراته. لابد من التوحد مع من نختلف معهم لإنقاذ الثورة.