هل يعلم المسلمون ومفتى مصر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلى لا تتوقف عن منع مواطنين عاديين مسلمين يعيشون طوال عمرهم فى القدس، تمنعهم من دخول المسجد الأقصى، فى الوقت الذى سمحت فيه السلطات نفسها له ولمن معه من الأردن بالصلاة بعيدا عن كل الإجراءات التى يعانى منها يوميا المواطن المقدسى؟! هل يعلم أن بوابات المسجد الأقصى يقف عليها جنود إسرائيليون يسمحون أو لا يسمحون للمقدسيين المسلمين بالدخول، حيث يقومون بالاطلاع على الهوية قبل الدخول ويراجعون بياناتها على الكمبيوتر، ثم يسمحون أولا يسمحون بالدخول لمن يشاءون طبقا لمواقفه السابقة، وأن فى المناسبات التى يتوقع فيها اليهود مواجهات مع المسلمين لا يطلع جنود الاحتلال فقط على البطاقة وإنما يحتفظون بها ولا يردونها لصاحبها إلا عند الخروج كى يعتقلوا من يحاول التصدى لدخول اليهود الذين صاروا يؤدون طقوسا تلمودية فى الأقصى بحراسة الشرطة الإسرائيلية! هل يعلم المسلمون والمفتى أن المنع من دخول المسجد الأقصى للمسلمين يتم بمجرد أن ترصد كاميرات الاحتلال حركات المسلمين فى المسجد الأقصى، حيث قامت سلطات الاحتلال بتركيب بوابات إلكترونية وكاميرات مراقبة ضمن إضافة مجال أمنى إلكترونى قائم على شبكة من الكاميرات وأجهزة الرؤية الليلية والمجسات الحرارية التى تسمح بمراقبة دقيقة ومحكمة للمسجد ومحيطه؟!
هل يعلم فضيلة المفتى أن من أجل المزيد من المراقبة فقد قامت سلطات الاحتلال بتركيب كاميرات للمراقبة عبر الطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى يصل عددها إلى حوالى 005 كاميرا. وأن العديد من الأوامر العسكرية التى تصدر بمنع أشخاص مسلمين من دخول المسجد الأقصى، لا يقتصر فيها المنع على الدخول إلى المسجد، إنما العديد منها تتضمن فى الوقت ذاته المنع من مجرد الاقتراب من المسجد الأقصى، مع تحديد للمسافة التى يسرى على المواطن المقدسى عبرها المنع من الاقتراب، حيث يتم تحديد مسافات تتراوح ما بين 02 مترا و051 مترا، مع التشدد عند تنفيذ مثل هذه القرارات. فكثيرا ما يكون مقر إقامة الذين صدر ضدهم قرار يمنع اقترابهم من الأقصى بمسافة معينة، يكون مقر إقامتهم فى المحيط الذى هم مضطرون للمرور عبره وصولا إلى منزلهم الذى يقع بالقرب من المسجد الأقصى، فإذا بالذين يتقدمون بتظلمات من أن الطريق إلى منزلهم يضطرهم إلى الاقتراب من المسجد الأقصى فى الحيز الممنوعين من الاقتراب منه، إذا بالرد الذى يتلقونه من السلطات الإسرائيلية هو أن عليهم الذهاب إلى بيوتهم عبر طرق أخرى التفافية أطول، وعدم المرور إلى بيوتهم من الطريق الأقصر القريب من المسجد الأقصى، وإلا سيتم اتخاذ إجراءات أخرى ضدهم باعتبارهم لم ينفذوا الأمر بعدم الاقتراب من الأقصى، وهذه الإجراءات من الممكن أن تكون غرامة مالية ومن الممكن أن تصل إلى السجن أو إلى الإبعاد عن مدينة القدس بأكملها؟! هل يعلم فضيلة المفتى أن سلطات الاحتلال التى سمحت له بالدخول ومعه مفتى القدس وخطيب المسجد الأقصى الحالى هى السلطات نفسها التى فى الوقت نفسه قد منعت مفتى القدس السابق وخطيب الأقصى السابق الشيخ عكرمة صبرى من دخول المسجد الأقصى حاليا بعد أن كرروا منعه من الخطبة فى المسجد الأقصى عدة مرات لأن كلامه فى الخطبة لم يكن على هواهم بسبب أنه يكرر التأكيد على أن المسجد الأقصى بأكمله ملك للمسلمين ولا يجوز أن يدخل اليهود ويؤدوا طقوسهم التلمودية فيه، وأنه غير مقبول بأى حال من الأحوال تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود كما فعلوا من قبل فى المسجد الإبراهيمى؟!
هل يعلم مفتى مصر أن الشيخ «رائد صلاح» رئيس الحركة الإسلامية بأراضى ال 84 المعروف بشيخ الأقصى يمنعونه من دخول مدينة القدس بأكملها، بعد أن سبق أن أعتقلوه وطاردوه فى داخل فلسطين وفى خارجها؟!
هل يعلم فضيلة المفتى أنه فى الوقت الذى يواصل الإسرائيليون الحفر تحت المسجد الأقصى وقيام اليهود بأداء الصلاة اليهودية فى كنس داخل الأنفاق التى أقاموها تحت المسجد الأقصى، فإن حكومة الاحتلال تمنع حاليا المسلمين من الترميم فى المسجد الأقصى على الرغم من أن هناك اتفاقيات جعلت المسجد الأقصى يتبع الأوقاف الإسلامية بالقدس التى تتبع وزارة الأوقاف الأردنية التى دخل فضيلة المفتى إلى المسجد الأقصى بترتيباتها مع العدو الصهيونى؟!
هل يعلم فضيلة المفتى أن الصهاينة من أسبوع واحد قد دنسوا المسجد الأقصى ودخلوا فى حراسة الشرطة الإسرائيلية ليصلوا فى عيد الفصح اليهودى على أرض المسجد الأقصى، باعتبار أن مسجدنا من وجهة نظرهم قد تمت إقامته مكان ما يقولون عنه الهيكل اليهودى؟! كيف هانت أرض الإسراء والمعراج كى يدخلها بما يمثله من منصب رفيع ويختصه الاحتلال بما يمنعه عن غيره من المسلمين؟!
صحيح أن المسجد الأقصى هو ثالث المساجد التى تشد إليها الرحال بعد المسجد الحرام والمسجد النبوى، لكن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم قد ميز المسجد الأقصى ضمن المساجد التى تُشد إليها الرحال بأن من يبعث بزيت يُسرج فى قناديله كان كمن صلى فيه.
من يريد دعم القدس والمسجد الأقصى فليدعم أهل القدس المرابطين فيها.
أما الصلاة، فكلنا نحلم بالصلاة فى المسجد الأقصى، إنما تحت رايتنا المنتصرة.