اعتمدت القناة التى تسمى «أون» اختصارا لشبكة أوبرا وينفرى والتى بثت إرسالها منذ 15 شهرا تقريبا بشكل رئيسى على شهرة وينفرى وتقديم برامج تحمل بصمات «أوبرا» بنفس الطريقة التى كانت تستخدمها فى برنامج «أوبرا وينفرى شو». وقالت وينفرى وقتها بعد إنهائها لبرنامجها الحوارى التليفزيونى الشهير الذى استمر لمدة 25 عاما فى عام 2011 والحاصل على أعلى تصنيف بعد ربع قرن بانتقالها للعمل فى قناتها الكابلية: «هذه الشبكة سوف تمثل غذاء العقل والقلب للناس». [h,fvh lu gd]n [h[h]
وإنها لم تكن تفكر يوما فى معنى انتقالها من القنوات التليفزيونية إلى القنوات الكابلية. وعلى الرغم من أنها تبدو متأثرة بفعل إنهاء برنامجها الحوارى، قالت وينفرى: «الحياة تمضى بالنسبة لكل فرد لقد كان برنامجا تليفزيونيا ناجحا، والبرامج التليفزيونية تأتى وتمضى. والأهم من ذلك هو التركيز على الخطوة التالية».
وبالفعل كانت شبكة «أوبرا وينفرى» هى التجربة الأكثر مشاهدة فى صناعة البرامج والترقب بعد أن شاهدها فى بداية انطلاقها فى 1 يناير 2011 أكثر من مليون مشاهد وعلى أمل أن ينتقل أكثر من ستة ملايين مشاهد من عشاق أوبرا وينفرى معها. وبالطبع سواء شاهد محبو وينفرى قناتها أم لا، فسوف يدفعون مقابلا لها: فقناة «أون» تكسب فى كل الحالات 25 سنتا شهريا فى شكل رسوم اشتراك من كل الأسر التى تخدمها والبالغ عددها 58 مليون أسرة فى الولاياتالمتحدة .
وكان تعاقد أوبرا وينفرى مع الشبكة الكابلية الجديدة التى تحمل اسم «أون: شبكة أوبرا وينفرى» مصدر إلهام لآخرين: تمتلك شركة إنتاجها نصف شبكة «أون»، لذلك إذا حققت هذه الشبكة نجاحا، فمن الممكن أن تحقق وينفرى (57عاما)، المليارديرة بالأساس أرباحا أكبر مما كانت تحققه سنويا من برنامجها الشهير «أوبرا وينفرى شو»، وهو البرنامج الحوارى الذى استمرت فى تقديمه لمدة 25 عاما.
بالطبع تتوقف كل هذه الحالات على استعداد المستهلكين لقبول التغيير وملاحقة مذيعيهم المفضلين فى وسائل الإعلام الجديدة. وفى لقاء معها، قالت وينفرى إن العثور على شبكة «أون» بين الشبكات الكابلية كان مشكلة كبيرة بالنسبة لبعض الناس، وقالت إنها تأمل فى أن يزداد عدد من يشاهدونها على الشبكة الجديدة.
ولم تكن قناة «أون» ليست مجرد انتقال رمزى إلى القنوات الكابلية من القنوات التليفزيونية. إنما كانت أيضا مراهنة من قبل وينفرى وداعميها فى شركة «ديسكفرى» للاتصالات على أن الإعلام سوف يكون أكثر خصوصية فى المستقبل - بداية من قناة قامت حول واحدة من أبرز وأحب الشخصيات فى العالم هى «أوبرا وينفرى» .
فقناة «أون» هى شركة مشتركة بنسبة 50 - 50 مع وينفرى، تستثمر قناة «ديسكفرى» نحو 200 مليون دولار فى قناة «أون»، وسمحت لها بأن تحل محل قناة «ديسكفرى هيلث» الصحية التى تحظى بنسبة مشاهدة محدودة. وبين أرباح الإعلانات والزيادات فى رسوم الاشتراك، كان يرى الرؤساء التنفيذيون لشركة «ديسكفرى» أن قناة «أون» سوف تتحول إلى أصل ثابت تقدر قيمته بمليارات الدولارات مقارنة بقناة «إتش جى تى جى» أو شبكة «فود» التليفزيونية.
وكانوا يرون وقتها أن أحد أكبر مزايا القناة هى القوة التسويقية لوينفرى، حيث تمتلك أوبرا وينفرى اللمسة السحرية للتسويق والانتشار السريع ومحبة الناس والقدرة الهائلة لوضع القناة على الخريطة الإعلامية، فالكل يعلم أن كل ما تلمسه أوبرا وينفرى يتحول إلى ذهب ومجد وشهرة.
وكانت قناة «ديسكفرى» تعرف أن قناة «أون» سوف تتعرض لوقت صعب فى بدايتها. وسوف تظهر بشكل إضافى بجانب تشكيلة القنوات الكابلية لمعظم العملاء، وسوف لاتحصل على الاهتمام الكامل من وينفرى حتى شهر سبتمبر من العام الماضى على الأقل، بعد توقف وينفرى عن تقديم برنامجها الحوارى، ولم يتخيلوا حجم التراجع والخسائر بعد أن أعلن مؤخرا بأن قناة «أون» يشاهدها 258 ألفا فقط فى أكثر الأوقات مشاهدة، وسارعوا فصرحوا للصحفيين بأنهم كانوا يعرفون بأنه سوف تكون هناك إخفاقات فى البداية. وتحدثوا بإسهاب أكبر عما تعنيه قناة «أون» لصناعة القنوات التليفزيونية الكابلية، التى تواجه منافسة متجددة على الإنترنت، وعدم سهولة البحث عن القناة
ورغم ما دأبت أوبرا وينفرى على التعرف بشكل وثيق وقريب على عمل القنوات الكابلية بتناول طعام العشاء مع أشخاص مثل مايكل وايت، رئيس والرئيس التنفيذى لخدمة «دايرك تى فى»، وجلين بريت رئيسة والرئيسة التنفيذية لشبكة «تايم وارنر الكابلية». ولقاء ديفيد زاسلاف، الرئيس التنفيذى لشركة «ديسكفرى» للاتصالات، الذى صرح بأن : «عبر جلب أوبرا إلى القنوات الكابلية، فإننا نجلب شخصية ذات قيمة كبيرة من القنوات التليفزيونية إلى صناعة القنوات الكابلية، وسوف تشترك صناعة القنوات الكابلية فى مزايا هذه الخطوة».
رغم كل الجهود والاتصالات الجبارة لأوبرا وينفرى توالت الهزائم والخسائر، فقد تم إلغاء البرنامج الحوارى الذى تقدمه مقدمة البرامج التليفزيونية «روزى أودونيل» كل ليلة فى السابعة مساء على قناة «أو دبليو إن» التى تملكها أوبرا وينفرى، والتى عانت بعض المشكلات مؤخرا، بعد 5 أشهر فقط من بدء عرضه.
وذكرت الشبكة مؤخرا، فى بيان صحفى أن البرنامج، الذى يحمل اسم «عرض روزى»، قدم آخر حلقاته الثلاثاء الماضى، بعد أسابيع من التفكير الجاد بشأن مصيره. كانت أودونيل وفريق الإنتاج المشارك لها قد أعلنوا، فى بداية البرنامج الحوارى، أنه سيكون بديلا لبرنامج «أوبرا وينفرى شو»، الذى كان يحظى بشعبية جارفة وتوقف عرضه منذ مايو العام الماضى.
وحين بدأت قناة «أو دبليو إن» فى إنتاج البرنامج العام الماضى، تم إنتاجه داخل استوديو وينفرى القديم فى شيكاغو والترويج له كأحد البرامج اليومية الأساسية بالقناة. لكن البرنامج لم يحقق الشعبية المتوقَّعة لدى المشاهدين؛ فمنذ عرض أولى حلقاته فى 10 أكتوبر الماضى، لم تتجاوز معدلات مشاهدته 500 ألف مشاهد، ثم تراجع هذا الرقم ليستقر عند نحو 200 ألف مشاهد للحلقة.
وفى تصريح لها الشهر الماضى، اعترفت أودونيل بتدنى التقييمات الخاصة بالبرنامج، قائلة: «كان عاما رائعا بالنسبة لى. كنت أتمنى أن يتمكن البرنامج من جذب عدد أكبر من المشاهدين، لكن هذا لم يحدث، لذا سأعود إلى منزلى فى نيويورك، مع خالص الشكر للجميع».
وأعربت وينفرى، المديرة التنفيذية لشبكة «أو دبليو إن» أيضا، عن شكرها لأودونيل لعملها من أجل تقديم أفضل برنامج ممكن كل يوم». وأضافت وينفرى: «تعلمت فى الأشهر ال51 السابقة أن إطلاق شبكة جديدة يعتبر دوما تحديا كبيرا، وأن التقييمات ترتفع مع الوقت مع استمرارك فى جذب المشاهدين. أنا شاكرة لروزى ولطاقم البرنامج المتفانى على أنهم بذلوا كل ما بوسعهم».
ويذكرأن أوبرا وينفرى وقناة «ديسكفرى» استثمروا أكثر من 213 مليون دولار فى القناة الجديدة، مما دفعهم بعد الخسائر الباهظة إلى الاستغناء عن أكثر من 02 فى المائة من العاملين بالقناة لتقليل النفقات، وطبقا للخبراء تقدر خسائرالقناة هذا العام بنحو 143 مليون دولار.
ويعتقد بعض المعلقين بأن الملايين الذين كانوا يشاهدون حلقات أوبرا وينفرى أصبحوا بغيابها فى مهب الريح رغم أن هناك محاولات جديدة من قبل العاملين فى هذا المجال لاقتطاع جزء من هذا الجمهور لصالح البرامج التى ما زالوا يبحثون عنها لتسد الفراغ الذى تركه برنامج أوبرا. وقال جيفرى مكول أستاذ الدراسات الإعلامية فى جامعة دى بو، فى تصريحات أوردتها صحيفة «الجارديان»: «سيكون من الصعب إيجاد شخص آخر ليحل مكانها. كانت حالة فردية خاصة، توجهاتها مختلفة، وكان يمكنها أن تخاطب الناس بشتى خلفياتهم العرقية والاجتماعية».
هذه الخصوصيات فى شخصيتها أعطت المذيعة وينفرى قوة من نوع خاص، وأصبح برنامجها جزءا من إمبراطورية إعلامية، تتضمن محطة إذاعية ومجلة وشركة إنتاج تدر عليها مئات الملايين من الدولارات وأصبحت من أصحاب المليارات، إذ تقدر ثروتها بما يقارب ثلاثة مليارات دولار.
وفى مقابلة شهيرة أجرتها معها صديقتها مقدمة البرامج التليفزيونية باربرا والترز تحدثت أوبرا وينفرى عن التضحيات الذاتية التى قدمتها خلال مشوارها. وقالت إنها تنظر إلى نفسها ليس كمليارديرة ولا كشخصية شهيرة وإنما كأداة من «أدوات الخالق». وتتميز وينفرى بأسلوب خاص يتسم بالتباهى كثيرا بنفسها وبسيرتها الذاتية كطفلة سمراء من الجنوب.
أما صديقها وشريك حياتها ستيدمان جراهام فيقول: لا أصدق أن فتاة سوداء من خلفيتها الاجتماعية حققت كل هذا.
وبدأ الخبراء والمتخصصون من حولها الإيقان بأن سحر وبريق والطلة المميزة ل«أوبرا وينفرى» هو الخلاص الوحيد لرفع معدلات المشاهدة اليومية لمحطتها الجديدة عبر استضافتها لكبار المشاهير، وبالفعل رأينا معجزات وبصمات السحر الوينفرية فى الحوار والبوح بالأسرار بعد لقاء كشفت فيه المغنية الإنجليزية الشهيرة، ليدى جاجا، عن أنها تتمنى إنجاب أطفال كثيرين، وقالت : «أريد إنجاب أطفال، بل فريق كرة قدم كامل، كما أريد زوجا». وأضافت جاجا، فى اللقاء الذى نشرت معظم وسائل الإعلام الأمريكية مقتطفات منه، قبل بثه على قناة «أون»، التى تمتلكها وينفرى: «لا أريد فقط إنجاب طفل واحد، بل الكثير من الأطفال». ووفقا للتقارير الأخيرة اجتذب هذا اللقاء وتابعه أكثر من 800 ألف مشاهد.
وتوالت القفزات الإعلامية ل «أوبرا» بعد تحدث «بوبى» ابنة ويتنى هيوستن لأول مرة حول وفاة والدتها التى توفيت فى غرفتها بفندق بيفرلى هيلز عشية حفل الجرامى.
وفى حوارخاص أذيع منذ أسابيع كشفت فيه «بوبى» أنها تعتزم أن تحذو حذو والدتها وتدخل مجال التمثيل والغناء. واجتذبت هذه المقابلة رقما قياسيا من المشاهدين بلغ 3.5 مليون.
وبفضل هذه اللقاءات مع كبار المشاهير التى تميزت وتفردت واشتهرت بها أوبرا وينفرى ارتفعت معدلات المشاهدة اليومية لقناة «أو دبليو إن» بنسبة 21 فى المائة فى الربع الأول من 2012 ، وأظهرت البيانات الأخيرة أن متوسط مشاهدى القناة الآن 180 ألف مشاهد فقط يوميا لبرامجها المتنوعة.
وساهمت طلة وبصمات أوبرا وينفرى السحرية فى زيادة أعداد المشاهدين بنسبة 35 فى المائة من إجمالى المشاهدين للقناة، وقفزت القناة من المركز29 من 97 شبكة تليفزيونية أمريكية بنظام الاشتراك الخاص.
قالتها مرة أوبرا وينفرى : «الملكة غير خائفة من الفشل، الفشل هو دائما طريقى نحو المجد».